الطرح المصري في سان بطرس برج.. ومقعد دائم لأفريقيا بمجلس الأمن !
نعم لم تتحول أفريقيا إلي كيان سياسي واحد.. نعم لا يوجد بلد بعينه فيها، له وعليه من الواجبات والالتزامات الدولية ما يؤهله ويمنحه حق النقض " الفيتو " بمجلس الأمن..لكن كل ذلك يقبل التباحث والنقاش والطرح حتي لو تتبادل الدول الأفريقية المقعد المقترح وأن تكون مواقفه بالتنسيق التام مع الاتحاد الإفريقي أو ليمنح إلي دولة بعينها يتم التصويت عليها من الدول الإفريقية !
كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي بالقمة الروسية الأفريقية الأخيرة لم تكن عاطفية ولا ارتجالية بل مثلت مشروعا سياسيا أو خطة عمل متكاملة.. جاء فيها حرفيا: "تحتم التطورات الدولية المتلاحقة وتداعياتها التي باتت تمس كافة أرجاء عالمنا، وجود صوت أفريقي مؤثر وفعال، داخل المحافل الدولية القائمة وبما يعمل على إيصال موقف الدول الإفريقية ويحقق القدر المطلوب من التوازن عند مناقشة القضايا ذات التأثير المباشر على مصالحها، وأنني أعرب هنا، عن تطلع مصر لأن تحظى المطالب الإفريقية في إطار مجموعة العشرين، وكذا مساعي إصلاح المؤسسات التمويلية الدولية، بدعم الشريك والصديق الروسي "!
في الواقع العبارة تتناول مطلبين.. الأول " صوت أفريقي مؤثر وفعال " والثاني يبدأ من جملة " وأنني أعرب هنا " ثم ما تلاها عن ضرورة التفات الدول الغنية الكبري لمطالب قارتنا خاصة الدعم المطلوب للإنفاق علي المناخ ونصيبنا من الحبوب، وكذلك الديون وتمويل التنمية المستدامة.. في حين تبقي مسألة "وجود صوت أفريقي مؤثر وفعال داخل المحافل الدولية القائمة"، في حاجة إلي صياغة داخل القارة الأفريقية أولا من خلال مشروع مصري شامل يرفع سقف مطالب القارة التي ظلمت طويلا ( حتى في الفرق الأفريقية التي تشارك في كأس العالم لكرة القدم ) وبدت صرخات أبنائها في سان بطرس برج جلية لا تحتاج إلي بيان.. ولا تحتاج إلا إلي الإصرار علي الخروج من الموقف الحالي وامتلاك ما يعوض شعوبنا عن قرنين من الاستعمار والنهب المستمر بأشكال ودرجات أخرى إلي اليوم !