71 عاما على إلغاء الألقاب المدنية.. عبد الناصر أسس لمبدأ مساواة المواطنين أمام القانون.. لقب الباشا وصل لـ 30 ألف جنيه والبيه بـ 10 آلاف
هناك القاب تستخدم في التخاطب مع البشر كوسيلة في طريقة وترتيب والوضع الاجتماعى تأكيدا للفروق الاجتماعية، فبالنسبة لأولاد البلد كانت هناك ألقاب: ريس، معلم، اسطى، باش مقاول، وبالنسبة لأولاد الذوات كانت لهم القابهم: بك، باشا، وأقلهم أفندى التي كانت تطلق على الموظف.
أيضا كانت هناك ألقابا ملكية يمنحها الحاكم كمكافأة من القصر لبعض الأشخاص بصفة عامة، حتى الفنانون كافأهم الملك بألقاب ملكية وكان الفنان الكوميدى سليمان نجيب أول ممثل يحصل على لقب " البكوية " من الملك في ذلك الوقت.
اقرأ أيضا:
أحداث 30 يوليو، مجلس قيادة الثورة يلغي الألقاب، وتنصيب الملك محمد السادس وميلاد فريد شوقي
من حق الباب العالى فقط
كانت الألقاب المدنية قبل عام 1952 جزءا أساسيا من الحياة السياسية في مصر، ومنذ عهد محمد علي باشا وحتى عام 1914 كان منح الرتب والنياشين للمصريين من حق السلطان العثماني وحده، أو ما أطلق عليه المصريون وقتها "الباب العالي".
لكن بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى ووضع مصر تحت الحماية البريطانية، أصبح الإنعام بالرتب والألقاب حقًا لسلطان مصر أو الملك.
خمس رتب للألقاب
وتم تقسيم الألقاب المدنية إلى خمس رتب هي:الرؤساء، وهى تطلق على رؤساء الحكومة في المنصب وبعد خروجهم من المنصب ويلقب صاحبها بـ حضرة صاحب الدولة، ولقب الامتياز فيطلق على الوزراء ولمن في مقامهم بصفة استثنائية من الحاكم، والباشوية وتمنح لكبار الموظفين الذين لا تقل رواتبهم عن 1800 جنيه، إضافة إلى الأعيان وكبار ملاك الأراضي الزراعية، وتمنح بصفة استثنائية للمحافظين والمديرين الذين يبلغ أقصى راتبهم 1600 جنيه، وأخيرا ألقاب البكوية وهى درجتين، وتمنح من الدرجة الأولى للموظفين الذين لا تقل راتبهم عن 1200 جنيه في السنة، والدرجة الثانية الذين لا تقل راتبهم عن 100 جنيه.
اقرأ أيضا:
في الذكرى 66 لإلغاء «الباشا».. فنانون كافأهم «القصر» بألقاب ملكية.. سليمان نجيب أول ممثل يحصل على «البكوية»..غرام وانتقام محطة الصلح بين فاروق ويوسف وهبي.. ليلة العيد منح
حظر استخدام الالقاب
القانون رقم 55 لسنة 1931 كان يحظر استخدام الألقاب المدنية لغير الحاصلين عليها رسميا ويضع عقوبات بين الغرامة والحبس لمن يصف نفسه بأحد الألقاب من دون وجه حق.
تطهير رواسب الأسرة العلوية
إلا أنه بعد قيام ثورة يوليو وفي مثل هذا اليوم 30 يوليو 1952م، اجتمع جمال عبد الناصر ورفاقه من مجلس قيادة الثورة، واستقروا على ضرورة إلغاء الألقاب الملكية المدنية بشكل مبدئي من "باشا، وبك، وأفندي"، كإجراء عاجل لتطهير ما خلفته الأسرة العلوية من تمييز وطبقية كانت الثورة أحد أسبابها فصدر القانون 68 لسنة 1952 بإلغاءجميع الألقاب المدنية والملكية.
وإعمالا بمبدأ أن الجميع سواء أمام القانون، لا فرق بين مواطن أو آخر، مهما كانت الطبقة الاجتماعية التي يتنمي إليها، تم القاب جميع الألقاب والاكتفاء بلقب واحد في كافة المكاتبات الرسمية هو لقب "حضرة المحترم".
اقرأ أيضا:
في مثل هذا اليوم.. إلغاء ألقاب «الباشا والبيه والأفندي»
وفي وقت لاحق، تم حظر جميع الألقاب في دستور عام 1956، وتكرر هذا الحظر في الدساتير المصرية بما فيها الدستور الحالي الصادر عام 2014 الذي نصت مادته 26 على حظر إنشاء الرتب المدنية.
سليمان نجيب، كان أول فنان مصري يمنحه الملك فاروق لقب البكوية، ليصبح اسمه حتى على الشاشة سليمان بك نجيب؛ فهو في الأساس ينحدر من أسرة عريقة، والده الأديب الكبير مصطفى نجيب، وخاله أحمد زيور باشا من رؤساء وزراء مصر قبل الثورة.
كان سليمان جريئا، وفيًا، وأديبا فصيح اللسان، وكان صديقا للزعيم مصطفى كامل، من أشهر أدواره كان في فيلم غزل البنات عام 1949م وكان دوره سعادة الباشا مراد وقد أدى هذه الشخصية بكل أرستقراطيتها مع خليط من طيبة القلب وخفة الدم.
حدث في مثل هذا اليوم.. إلغاء ألقاب "الأفندي والبيه والباشا"
الأهر يعترض على الست
وجاء بعده يوسف وهبى الذى أغضب الأزهر بتحضيره لفيلم يجسد فيه الرسول الكريم، وهدده الملك فاروق بسحب الجنسية المصرية منه، ولاسترضاء الملك أعد أغنية في فيلمه غرام وانتقام تمجد الملك والعائلة المالكة فمنحه فاروق عندما سمعها لقب " بك"، وأرسل فاروق إليه رسالة يقول فيها: من فاروق ملك مصر بعناية الله تعالى، إلى صاحب العزة يوسف بك وهبي، تكريمًا منا للفن الجميل وتقديرًا لما أديتم من خدمات للتمثيل، قد منحناكم رتبة البكوية من الدرجة الثانية، وأمرنا بإصدار براءتنا هذه من ديواننا إيذانًا بها، تحريرًا بقصر عابدين الملكي بالقاهرة هجرة خاتم المرسلين، صدر بأمر مولاي الملك المعظم، رئيس ديوان جلالة الملك، ونشرت صورة ليوسف وهبى منحنيا يقبل يد الملك.
وكان منح الفنان زكى رستم البكوية أيضا نظرا لأن جده كان باشا من ملاك الأراضي الزراعية ومن كبار ضباط الجيش.
بالنسبة لألقاب النساء كانت هناك:، الهانم، صاحبة السمو، صاحبة المعالى وصاحبة العصمة وقد منحته السيدة عام 1944 أم كلثوم ومعه نيشان الكمال بسبب غنائها أغنية ياليلة العيد أنستينا بالنادى الأهلي عندما قالت ( يعيش فاروق ويتهنى ونحيى له ليالى العيد ).
وتم تقسيم الرتب المدنية إلى 5 رتب هي: الرياسة وتطلق على رؤساء الحكومة حتى بعد خروجهم من الخدمة ويلقب صاحبها بحضرة صاحب المعالى، والباشوية وتمنح لكبار الموظفين الذين لا تقل رواتبهم عن 1800 جنيه في العام ولكبار ملاك الاراضى الزراعية والاعيان الذين يقدمون خدماتهم للبلاد، وتمنح بصفة استثنائية للمحافظين والبكوية وهى درجتين الأولى للموظفين الذين لا تقل رواتبهم عن 1200 جنيه، والدرجة الثانية للذين لا تقل رواتبهم عن 800 جنيه.
وكان لكل من هذه الرواتب ثمنا ففي الفترة من 1942 وحتى 1952 جرى العرف على طالب الرتبة على تقديم خدمات بنحو 20 الى 30 ألف جنيه للحصول على لقب الباشوية، وتنخفض من 5 إلى 10 الاف جنيه للحصول على البكوية.
اتهامات بالفساد
ويشير بعض الكتاب في مؤلفاتهم عن العهد الملكى إلى وجود عمليات فساد شابت منح هذه الرتب والألقاب، وحصول بعض رجال البلاط الملكي على رشاوى لتسهيل منح هذه الرتب، وطالت هذه الاتهامات الملك نفسه، كما دخلتها المجاملات.
فوضى الألقاب
وفى مجلة آخر ساعة عام 1950 كتب الصحفى محمد التابعى يسخر من الألقاب التي كانت سائدة في مصر قبل الثورة ويقول: الواقع أن في مصر فوضى في الألقاب لا ضابط لها ولا حساب. ولقد كان هناك قانون صدر في عهد وزارة دولة صدقي باشا الأولى عام ١٩٣٠ وكان القانون خاصا بالألقاب وحمايتها، ولكن القانون المذكور ظل حبرا على الورق،
وفي هذه الأيام أصبح كل من يعتلي خشبة المسرح لقبه أستاذ وكل من يتصل بالموسيقى حتى ولو كان عمله القرع على الطبلة يلقب بالاستاذ، وكل صرصار رفع صوته بالغناء، تقدمه محطة الإذاعة وتنشر الصحف اسمه مقرونا بلقب أستاذ.
ومنذ سنوات وسنوات ثار عالم فاضل من علماء الأزهر الشريف وكتب إلى الصحف محتجا على لقب سيدة الذي تخلعه الصحف والإعلانات على سلطانة الطرب منيرة المهدية، وقال العالم الفاضل إن «سيد وسيدة» هما من ألقاب التشريف التي يجب قصرها على سلالة الرسول عليه الصلاة والسلام وإنه إذا جاز من باب الذوق والتسامح أن نخلعها على الحرائر المصونات المحجبات القاعدات في دور بعولتهن، فإنه لا يصح ولا يجوز أن نخلع اللقب على مغنية تظهر سافرة على خشبة المسرح أمام الجمهور.
بل ليس في القوانين ما يمنع من الإعلان عن صاحب السماحة والإرشاد الأستاذ شكوكو. أو الأستاذ علي الكسار بربري مصر الوحيد! أو صاحبة العصمة الراقصة سامية جمال! وعلى كل عاطل أو هلفوت يعمل على مسرح في روض الفرج أن يتخذ لنفسه لقب أستاذ مثل أي وزير أو قاض أو محام كبير.
سيدة الشاشة العربية
انتهى عهد سلطانة الطرب وصاحب المعالى والباشا والبيه، وبدأ مؤخرا عهدا جديدا في للألقاب،فهناك ألقابا أطلقها الجمهور وأغلبها مرتبطة بالفن منذ زمن، منها لقب السندريلا الذى ارتبط بالفنانة سعاد حسنى والذى أطلقه الجمهور عليها وفنان الشعب على سيد درويش ويوسف وهبى، وكذلك سيدة الشاشة للفنانة فاتن حمامة والعندليب على عبد الحليم حافظ، ومطرب الملوك الامراء محمد عبد الوهاب.
ألقاب جديدة عصرية
وهناك ألقابا هي تشبه البعض بنظيره من الأجانب مثل شارلى شابلن الشرق الذى أطلق على الفنان عبد المنعم إبراهيم ومارلين مونرو الشرق الذى أطلق على هند رستم وهكذا.
ومؤخرا مُنحت الممثلة يسرا لقب سفيرة الدراما العربية، ومحمد صبحى سفير سيدة الأرض ومحمد رمضان سفير الشباب العربى وهكذا الألقاب لا تتوقف.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.