ناصر لقبها بقلب الثورة الرحيم، والسادات أسقط عنها الجنسية، اليوم الذكرى الـ 12 لرحيل أول وزيرة مصرية
حكمت أبو زيد، أول وزيرة مصرية في تاريخ مصر الحديث، وهي أول وزيرة تتولى وزارة الشئون الاجتماعية، وسطر اسمها في كتب التاريخ كأول امرأة على مستوى العالم العربي منذ شجرة الدر زوجة الملك الصالح أيوب تتولى مسئولية في الحكومة.
وُلدت الدكتورة حكمت أبو زيد في العام 1922، بقرية الشيخ داوود التابعة للوِحدة المحلية بصنبو مركز القوصية، متمردة وثائرة من يومها، تزعمت ثورة الطالبات وهي بالمرحلة الثانوية ضد الانجليز وضد الدستور في الأربعينيات من القرن الماضي، وتم فصلها عدة مرات، وفي عام 1956 تدربت عسكريا مع طالبات الجامعة.
وسافرت ضمن أول وفد نسائي إلى بورسعيد مع سيزا نبراوي وإنچي أفلاطون للمشاركة في الإسعافات الأولية والعمليات القتالية خلال العدوان الثلاثي على مصر، تخرجت عام 1944 من قسم التاريخ بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول وعينت بعد ذلك كمعيدة في الجامعة.
صدفة جعلت منها وزيرة
أعجب الرئيس جمال عبد الناصر بجرأة حكمت أبو زيد التي هاجمته على الهواء مباشرة في حوار تليفزيوني بأنها معترضة على المراهقة الفكرية التي تحدث عنها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وطالبت أن تكون الثورة عقلانية لأنه لن تثمر إذا كانت عاطفية، ومن هنا جاء اعتراضها على بعض فقرات الميثاق الوطني حينذاك ففكر الرئيس على الفور في اختيارها كأول وزيرة في مصر والشرق الأوسط.
جماعة الإخوان تحرم عمل المرأة وزيرة
قوبل قرار تعيين الدكتورة حكمت أبو زيد بمنصب وزير بالرفض الشديد من قبل جماعة الإخوان الإرهابية التي شنت هجوما بالغا على الرئيس جمال عبد الناصر بدعوى أنه لا يجوز شرعا تولى امرأة أي من صور المناصب القيادية وما يتعلق بمقاليد الحكم.
كما أسند إليها الرئيس مهمة الرعاية الاجتماعيَّة لأسر الجنود الموجودين على الجبهة المصريَّة أثناء العدوان الثلاثي، حيث حقَّقت نجاحا منقطع النظير، وقامت في العام 1969 بالإشراف على مشروع تهجير أهالي النوبة بعد تعرُّضها للغرق، مما جعل عبد الناصر يطلق عليها لقب "قلب الثورة الرحيم".
بعد رحيل عبد الناصر أسقط الرئيس السادات الجنسية المصرية عن الدكتورة حكمت أبو زيد، وتم اتهامها بالخيانة العظمى بسبب معارضتها لمعاهدة السلام وأطلقوا عليها الإرهابية والجاسوسة، واتهمها بالتعاون مع الفريق سعد الشاذلي على قلب نظام الحكم، وذهبت هي وزوجها المستشار محمد الصياد للإقامة في ليبيا لمدة عشرين عاما، إلى أن أصدرت المحكمة العليا عام 1991 قرارها بإلغاء الحراسة على ممتلكاتها، وحقها في حمل جواز السفر المصري والتمتع بالجنسية المصرية، وفور علمها بذلك قررت العودة لمصر إلى أن توفيت في 30 يوليو 2011 عن 89 عاما.
يحسب للدكتورة حكمت أبو زيد وهي وزيرة الشئون الاجتماعية أنها أقامت مشروعات الأسر المنتجة والرائدات الريفيات.
وقامت بحصر الجمعيات الأهلية ووضع قانون رقم 54 لسنة 1964 للجمعيات الأهلية، وفي عام 1969 أشرفت على مشروع تهجير سكان النوبة إلى سهل كوم أمبو بعد تعرضها للغرق نتيجة بناء السد العالي.
أول من أطلقت القصر على بيوت الثقافة
تقول حكمت أبو زيد: أصدرت قرارا بإطلاق اسم قصر على بيوت الثقافة المنتشرة في المدن والمراكز وقد أبلغني الدكتور ثروت عكاشة إعجاب الرئيس وشكره على هذا القرار الذي خفف من وقع كلمة قصر على آذان البسطاء لارتباطها بالقهر فأصبحت الآن مرتبطة بالنشاط الثقافي.
تكريمات عربية
بعد عودة الدكتورة حكمت أبو زيد إلى مصر وُجهت لها دعوة من الرئيس الليبي معمر القذافي فأقيم لها ولزوجها احتفال تاريخي، ومنحت خلاله أنواط الفاتح العظيم من الدرجة الأولى، وهو النوط الذي لا يمنح إلا لرؤساء الدول، كما وجهت لها دعوة أخرى من ملك المغرب الملك الحسن لحضور احتفال عظيم تم فيه منح السيف الذهبي من الذهب الخالص الذي لا يملك غيره إلا الملك الحسن الخامس شخصيا..
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.