محلل سياسي ليبي لـ "فيتو": مصير المبعوث الأممي لدى ليبيا مرهون بالإرادة الأمريكية
قال الدكتور محمد الزبيدي المحلل السياسي الليبي، في تصريحات خاصة لفيتو، إن مصير المبعوث الأممي لدى ليبيا مرهون بالإرادة الأمريكية وأن المواقف المحلية لا تقدم ولا تؤخر ذلك لأن ليبيا مازالت رهينة للفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة والدول الكبرى لها أذرعها السياسية وميليشياتها التي تخوض معركة داخلية بالنيابة عنها.
وسبق أن تسبب بيان للبعثة الأممية بشأن خارطة الطريق الجديدة في غضب ليبيا ودفع بـ 60 برلمانيا ليبيا لإطلاق التحذيرات والاتهامات.
وتقود تلك الخارطة التي أقرها مجلس النواب الليبي في جلسته الماضية، -بعد توافق مع المجلس الأعلى للدولة - البلد الأفريقي، إلى انفراجة متوقعة في أزمة ازدواجية السلطة التنفيذية، وفي الانتخابات التي أرجأتها القوة القاهرة قبل نحو عامين.
ورغم إقرار خارطة الطريق بـ توافق ناد ر بين المجلسين، إلا أن الأمر لم يرق للبعثة الأممية في ليبيا، والتي خرجت في بيان غاضب، حذرت فيه من أي إجراءات أحادية الجانب أو محاولة لتقويض تطلعات الليبيين إلى إجراء انتخابات وطنية.
وقالت البعثة الأممية، إن العملية السياسية في ليبيا تمر بمرحلة حرجة تستلزم اتفاقًا سياسيًا شاملًا مع قبول ومشاركة من جميع الأطراف الفاعلة، مشيرة إلى أن أية إجراءات أحادية، على غرار محاولات سابقة في الماضي، من شأنها يمكن تؤدي إلى عواقب وخيمة على ليبيا، وتتسبب في مزيد من عدم الاستقرار وإثارة العنف، في إشارة إلى تشكيل البرلمان حكومة في الشرق لم تستطع القيام بمهامها حتى اللحظة.
اقرأ ايضا: مظاهرات في ليبيا تطالب بإنهاء جميع المراحل الانتقالية بالبلاد وإجراء الانتخابات سريعا
وحذرت من أن موافقة مجلس النواب على خارطة طريق وإعلانه عن فتح باب الترشيحات لحكومة جديدة، من شأنه أن يعمق حدة التجاذبات في أوساط الليبيين الذين يرزحون تحت وطأة المعاناة منذ أكثر من عقد.
ورغم ذلك، إلا أنه قالت إن الممثل الخاص للأمين العام، عبدالله باتيلي، كثف اتصالاته مع جميع الأطراف الرئيسية لتيسير التوصل إلى تسوية سياسية تجعل مشاريع قوانين الانتخابات قابلة للتنفيذ، والاتفاق على إنشاء حكومة موحدة جديدة، والتمكين من إجراء انتخابات ناجحة دون تأخير.
البيان الذي حمل تحذيرات عدة لأطراف ليبية وخاصة مجلس النواب، اختتم بدعوة إلى جميع الفاعلين الليبيين بضرورة ااستخلاص العبر من الماضي والعمل معًا بروح من التوافق.
إلا أن ذلك البيان الغاضب، لم يرق لبعض أعضاء مجلس النواب الليبي، فأصدر 60 منهم بيانًا، نددوا فيه، بتحذيرات البعثة الأممية بشأن الاستمرار في خارطة الطريق، ورفضها لتوافق مجلسي النواب والدولة، كما أوضح البيان إن ممارسات البعثة الأممية في ليبيا وعلى رأسها المبعوث الخاص عبدالله باتيلي، أصبحت في الفترة الأخيرة مشوبة بنوع من الغموض، "وكأنما باتت تعمل ضد التوافق في ليبيا، وليس ببعيد ملاحظاتها حول قوانين الانتخابات الصادرة عن لجنة 6+6 وغيرها من القضايا".
وحذر البيان، البعثة الأممية من مغبة هذه المواقف، داعيًا إياها إلى الالتزام بمهامها الموكلة إليها، وفق قرار إنشائها رقم 2009- 2011، والذي حصر مهامها في دعم المؤسسات السياسية الليبية، "ولم يخولها التدخل في الشأن الليبي كما هو الآن".
وعن مصير المبعوث الاممي عبدالله باتيلي
وقالت مجلة "ميدل إيست مونيتور" البريطانية، في تقرير تحليلي، إن حوالي ثمانية مبعوثين أمميين فشلوا بالفعل في معالجة الأزمة الليبية، متوقعة فشل المبعوث الحالي عبد الله باتيلي قريبًا أيضًا.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن العامل المشترك وراء كل الإخفاقات ليس أكثر من سببين؛ أولهما: التدخل الأجنبي، وثانيهما: خلافات ساسة الأمر الواقع.
ويقول مراقبون، إن خطوات المبعوث الأممي، التي لا تتناسق مع تلك التي ينتهجها مجلسا النواب والأعلى للدولة في ليبيا، ستؤدي إلى الإطاحة به قريبًا من منصبه، مشيرين إلى أن عبدالله باتيلي يسير على أشواك في البلد الأفريقي، ويضرب بمراكز القوى عرض الحائط.
اقرا ايضا: في أول اجتماع، لجنة الترتيبات المالية في ليبيا تطلب بيانات حول إيرادات الدولة
وأكد المراقبون، أن خطوات المجلسين بإقرار خارطة الطريق، ضربت مخططات المبعوث الأممي للإطاحة بهما، في خارطة طريق كان ينتوي الحصول على ضوء أخضر حيالها من قبل جهات دولية، إلا أن كشفها أرجأها قليلا، حتى نفتها البعثة الأممية.
وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا نفت نية باتيلي، الإعلانَ عن خارطة طريق مرتقبة للانتخابات في ليبيا، مذكرة بإحاطة مبعوثها الأخيرة، أمام مجلس الأمن، والتي أكد فيها التزامه بتكثيف مساعيه الحميدة وجمعِ كل الأطراف والمؤسسات المعنية، بما في ذلك مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، بغية التوصل إلى اتفاق شامل وشفاف حول القضايا الخلافية في مشاريع القوانين الانتخابية التي أعدتها لجنة الـ 6+6، لضمان قابليتها للتطبيق تمهيدًا لإجراء انتخابات ناجحة.
وتوقع المراقبون، استقالة المبعوث الأممي قريبًا أو إقالته من الأمم المتحدة، وخاصة وأن لقاءاته ومشاوراته التي كثفها طيلة الفترة الماضية، لم تثمر عن انفراجة في الأزمة، بل إنها تضاربت مع مساع ليبية – ليبية، لحلحة الوضع المأزوم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.