رئيس التحرير
عصام كامل

خبيرة تكشف لـ فيتو عن خطة دولية مشبوهة فى ليبيا ودور مصر وتركيا لإنقاذ الدولة

المبعوث الأممي عبدالله
المبعوث الأممي عبدالله باتيلي، فيتو

قالت الباحثة والمتخصصة في الشؤون السياسية والصراعات الإقليمية والدولية هند الضاوي،  إن البعثة الأممية في ليبيا أصبحت محل خلاف واختلاف ما بين الأطراف الفاعلة في الدولة، وذلك منذ اليوم الأول لعملها.

ليبيا دخلت الفوضى بمخطط غربي منذ رحيل القذافي

وأضافت الضاوي فى تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أنه بعد اغتيال الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، ودخول ليبيا في مرحلة انتقالية بدأت التحركات العسكرية والانقلابات المتتالية والتغيرات الجذرية تضرب الساحه الليبية بكثرة، وازداد الأمر مع دخول البعثة الأممية  البلاد، وذلك نظرا لكونها إصبحت تعتبر نفسها حاكمة في ليبيا.

 

وتابعت الباحثة المتخصصة فى الصراعات الإقليمية، إذا نظرنا لتأثير البعثة الأممية  في  ليبيا مقارنة بالمبعوث الأممي إلى سوريا أو حتى المبعوث الأممي في اليمن، نجد أن ليبيا  الوضع بها مختلف، وأن البعثه الأمميه أخذت أكثر من حقها ومكانتها في الداخل الليبي، ويرجع  ذلك  إلى الثقل السياسي والعسكري المفتت لأطراف الصراع،  بالإضافة إلى انخراط  قوى دولية كبيرة في الداخل الليبي، دون أن تكون المعادلة الداخلية مؤثرة بشكل كبير، وهذا يعني أن  قرار  إسقاط القذافي وليبيا  كان من الأصل مخطط خارجي.


وأضافت الضاوي: المعركة الليبيه أزمة دولية وما يحدث في الداخل هناك سواء من جهة الأطراف الداخلية، أو الأطراف الأقليمية، هو انعكاس وتداعيات للحرب، وبالنسبة لتداعيات الرفض الداخلي  في ليبيا لبيان  مدى حضور الدول الغربية في دعم الممثل الخاص للأمين العام، عبدالله باتيلي هذا أمر طبيعي ومعتاد، كما إنه متوقع بشكل كبير نظرا لأن الدول الغربيه لديها مصالح  نفطيه واقتصادية، ولكون ليبيا تمس الأمن القومي للقوي الغربية بسبب الخلافات علي تقسيم ثروات البحر المتوسط وهي لا تقبل  بأن يكون هناك حل (ليبي ليبي) الهدف الأساسي منه  إجراء انتخابات وإحراز مرحلة سياسية أكثر استقرارا، فهي تريد عرقلة هذا الأمر، كما انها لا تريد حل المعادله الليبية في الوقت الراهن وانما استنزاف موارد الدولة وثرواته التي تذهب إلى بنوك أوروبا.

أزمة تمديد فترة المبعوث الأممى فى ليبيا عبدالله باتيلي

وعن إمكانية استجابة الأمم المتحدة للمطالبة بتمديد تجديد المبعوث الأممى عبدالله باتيلي أو غيره، قالت: هذا أمر مطروح لأن كل مبعوث أممي له فترة معينة يتم التوافق علي تجديدها، وهذا هو الموقف الوحيد الذي يظهر فيه أهمية الدور الروسي  في مجلس الأمن والأمم المتحده كتجديد لعمل البعثة الأممية.


واضافت: البعثة الأممية تخضع بشكل كبير للإرادة الأمريكيه البريطانية، ويأتي الدور الفرنسي والإيطالي كمكمل في مراحل معينة، ولا اتوقع أن يكون هناك تغييرا في المرحلة الحالية، لانه لن يؤثر بشكل جوهري سواء ذهب باتيلي، أو حل محله شخصا غيره، سيظل وضع البعثة الأممية فى ليبيا على حاله، وهو الذي كان كانت تحمله المبعوثة السابقة ستيفاني وليام، والتي اتهمها كثير من الليبيين بانها تتدخل في الشأن الداخلي وتعطل العملية السياسية، وثمثل أهداف الدول الأوروبيه أو الغربية أكثر من حل الأزمة لصالح الشعب الليبي.

 

وقالت: الانتخابات مازال أمامها تحديات كبيرة لأن الأطراف الأكثر فعالية في الداخل هي الأطراف الدولية بين الغرب بشقيه الأمريكي والأوربي، ومن جانب آخر الشق الروسي، وبالتالي سيكون هناك انعكاسات كبيرة لصدام الفوى الكبرى على الوضع في ليبيا.

البعثة الأممية متهمة بعرقلة الانتخابات فى ليبيا

واستطردت، الصدام تبلور بشكل كبير فيما يحدث الآن من البعثه الأممية المتهمة بعرقلة الانتخابات، والأهم حاليا هو الانعكاس الإيجابي للتوافق الحالي ما بين مصر وتركيا، الهادف إلى إجراء الانتخابات الليبية، وربما يكون هذا هو الأمل الوحيد لدعم التوافق علي خارطة الطريق والقاعدة، الدستورية لمجلس النواب والمجلس الأعلي للدولة.

 

لكن بشكل عام لايد أن نعترف يوجود تحديات كبيرة أمام إجراء الانتخابات، البعثه الأمميه لن تتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية، وعرقلة  خلق حلولا سياسية  ليبية -ليبية، بهدف أن تصبح هذه البقعة من العالم العربي ساحة صراع بين الكبار، تحسم حين يحسم الصراع العالمي ما بين  المحورين روسيا من جهة، والغرب بشقيه الأمريكي والأوروبي.

وسبق أن تسبب بيان للبعثة الاممية  بشأن خارطة الطريق الجديدة في غضب ليبيا  ودفع بـ 60 برلمانيا ليبيا لإطلاق التحذيرات والاتهامات.

وتقود تلك الخارطة التي أقرها مجلس النواب الليبي في جلسته الماضية، -بعد توافق مع المجلس الأعلى للدولة- البلد الأفريقي، إلى انفراجة متوقعة في أزمة ازدواجية السلطة التنفيذية، وفي الانتخابات التي أرجأتها القوة القاهرة قبل نحو عامين.

ورغم إقرار خارطة الطريق بـ توافق نادر بين المجلسين، إلا أن الأمر لم يرق للبعثة الأممية في ليبيا، والتي خرجت في بيان غاضب، حذرت فيه من أي إجراءات أحادية الجانب، أو محاولة لتقويض تطلعات الليبيين إلى إجراء انتخابات وطنية.

 
وقالت البعثة الأممية،  إن العملية السياسية في ليبيا تمر بمرحلة حرجة تستلزم اتفاقًا سياسيًا شاملًا مع قبول ومشاركة من جميع الأطراف الفاعلة، مشيرة إلى أن أية إجراءات أحادية، على غرار محاولات سابقة في الماضي، من شأنها يمكن تؤدي إلى عواقب وخيمة على ليبيا، وتتسبب في مزيد من عدم الاستقرار وإثارة العنف، في إشارة إلى تشكيل البرلمان حكومة في الشرق لم تستطع القيام بمهامها حتى اللحظة.

 

اقرأ ايضا: مظاهرات في ليبيا تطالب بإنهاء جميع المراحل الانتقالية بالبلاد وإجراء الانتخابات سريعا

وحذرت من أن موافقة مجلس النواب على خارطة طريق وإعلانه عن فتح باب الترشيحات لحكومة جديدة، من شأنه أن يعمق حدة التجاذبات في أوساط الليبيين الذين يرزحون تحت وطأة المعاناة منذ أكثر من عقد.

البعثة الأممية تزعم قيام عبدالله باتيلي بتسهيل الانتخابات

وقالت إن الممثل الخاص للأمين العام، عبدالله باتيلي، كثف اتصالاته مع جميع الأطراف الرئيسية لتيسير التوصل إلى تسوية سياسية تجعل مشاريع قوانين الانتخابات قابلة للتنفيذ، والاتفاق على إنشاء حكومة موحدة جديدة، والتمكين من إجراء انتخابات ناجحة دون تأخير.

 

البيان الذي حمل تحذيرات عدة لأطراف ليبية وخاصة مجلس النواب، اختتم بدعوة إلى جميع الفاعلين الليبيين بضرورة ااستخلاص العبر من الماضي والعمل معًا بروح من التوافق.

 
إلا أن ذلك البيان الغاضب، لم يرق لبعض أعضاء مجلس النواب الليبي، فأصدر 60 منهم بيانًا، نددوا فيه، بتحذيرات البعثة الأممية بشأن الاستمرار في خارطة الطريق، ورفضها لتوافق مجلسي النواب والدولة، كما أوضح البيان إن ممارسات البعثة الأممية في ليبيا وعلى رأسها المبعوث الخاص عبدالله باتيلي، أصبحت في الفترة الأخيرة مشوبة بنوع من الغموض، "وكأنما باتت تعمل ضد التوافق في ليبيا، وليس ببعيد ملاحظاتها حول قوانين الانتخابات الصادرة عن لجنة 6+6 وغيرها من القضايا".


وحذر ‏البيان، البعثة الأممية من مغبة هذه المواقف، داعيًا إياها إلى الالتزام بمهامها الموكلة إليها، وفق قرار إنشائها رقم 2009- 2011، والذي حصر مهامها في دعم المؤسسات السياسية الليبية، "ولم يخولها التدخل في الشأن الليبي كما هو الآن".

وعن مصير المبعوث الاممي عبدالله باتيلي قالت مجلة "ميدل إيست مونيتور" البريطانية، في تقرير تحليلي لها، إن حوالي ثمانية مبعوثين أمميين فشلوا بالفعل في معالجة الأزمة الليبية، متوقعة فشل المبعوث الحالي عبد الله باتيلي قريبًا أيضًا.

وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن العامل المشترك وراء كل الإخفاقات ليس أكثر من سببين؛ أولهما: التدخل الأجنبي، وثانيهما: خلافات ساسة الأمر الواقع.

 

 اقرا ايضا: في أول اجتماع، لجنة الترتيبات المالية في ليبيا تطلب بيانات حول إيرادات الدولة

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية