رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل خطة تحويل ليبيا لوطن للمهاجرين غير الشرعيين.. توطين الأفارقة تحت ستار مشروع التنمية الزراعية في برقة (فيديو)

مهاجرون غير شرعيين،
مهاجرون غير شرعيين، فيتو

مع انعقاد مؤتمر روما للهجرة والتنمية، في إيطاليا، تكشفت تفاصيل وأبعاد خطة جرى تدبيرها على مدى شهور، تستهدف تحويل ليبيا إلى موطن للأفارقة العابرين نحو أوروبا عن طريق دول الشمال الأفريقي.

تم الترتيب للخطة لكي تجري تحت ستار مشروع للتنمية المستدامة في ليبيا، من شأنه تعزيز تنمية الزراعة المحلية في واحة فزان جنوب ليبيا، وهذه المنطقة غنية بالنفط والغاز، وهي في نفس الوقت بعيدة عن الأنظار، حيث تتركز الأضواء على طرابلس وبنغازي وبرقة.

اقرأ أيضا: مؤتمر روما الدولي، أبرز تصريحات الزعماء بشأن ملف الهجرة غير الشرعية

الخارجية الإيطالية تمول المشروع

الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الإيطالي، فيتو بتروشيلي، كشف أن وزارة الخارجية الإيطالية هي من تمول مشروع استغلال وتوطين المهاجرين غير الشرعيين في جنوب ليبيا.

وأوضح بتروشيلي أنه منذ هجوم الناتو على ليبيا في 2011 باتت فزان هي العالم الثالث لليبيا، مشيرًا إلى أنه في السنوات الأخيرة وقعت هذه المنطقة الغنية بالنفط والموارد الطبيعية الأخرى في أيدي العصابات المحلية.

وأفاد بتروشيلي أن “عصابات المتاجرين بالبشر الذين يصلون أيضا من الدول المجاورة تقوم بتنظيم تهريب الوقود من وإلى ليبيا”، منوهًا إلى أن "هناك أيضًا تدخلات منتظمة في هذه المنطقة من قبل مليشيات الدول المجاورة تعمل في الهجرة غير الشرعية".

مشروع مشبوه

وأكد بتروشيلي أن "منظمات المجتمع المدني من فزان أعربت للخارجية الإيطالية في أبريل الماضي عن قلقها بشأن الوضع الناجم عن هذا المشروع، مؤكدًا أن “عدد من عمداء البلديات أعلنوا رفضهم الصريح لفكرة توطين المهاجرين في جنوب ليبيا واعتبروه مشروعًا مشبوهًا".

طالع للمزيد: أوروبا تريد الحد من الهجرة غير الشرعية القادمة من تونس والرئيس التونسي يؤكد أن البلاد "مُستهدفة"

وأكد بتروشيلي أن “عمداء البلديات أبلغوا الجانب الإيطالي بضرورة إبرام أي اتفاق من هذا النوع مع الدولة وليس مباشرة مع البلديات، مضيفًا أن “منظمات المجتمع المدني في ليبيا تخشى من أن يصبح هؤلاء المهاجرون غير الشرعيين عناصر تابعة للعصابات في الجنوب بمجرد نفاد أموال المشروع.

ووصف بتروشيلي الخطة بأنها “أمر خطير للغاية بالنظر إلى الدور الذي تعلن الخارجية الإيطالية أنها تقوم به من أجل السلام في ليبيا وما يحدث على أرض الواقع”.

مركب للهجرة غير الشرعية، فيتو

وأوضح السياسي الإيطالي أنه إذا قامت الخارجية الإيطالية بتمويل مشروع للتنمية المستدامة في ليبيا بخمسة ملايين يورو فلا ينبغي أن يكون له أهداف أخرى.

وأشار فيتو إلى أنه "تم القبض على منسق منظمة آرا باتشي الإيطالية التي سعت لمبادرة توطين المهاجرين الأفارقة في فزان".

عمداء بلديات فزان وقعوا المشروع

وأضاف بتروشيلي أن “نائب وزير الخارجية الإيطالي ذهب إلى مدينة باري الإيطالية في زيارة رسمية للمشاركة في المبادرة التي تم توقيعها من قبل عمداء بلديات في فزان دون موافقة الوزارات المختصة، مضيفًا: “تم إرسال طائرة خاصة إلى عمداء بلديات فزان بمن فيهم رئيس بلدية أوباري وتوجهوا بالطائرة إلى مدينة أوباري ووقعوا الاتفاق الخاص بالمشروع وحدهم هناك.

وتزامنًا مع انطلاق مؤتمر روما للهجرة والتنمية، أطلقت جهات ليبية رسمية عدة، من بينها البرلمان والحكومة التابعة في الشرق وبعض بلديات المنطقة الجنوبية، تحذيرات شديدة من إبرام أي اتفاق ينص على توطين المهاجرين في ليبيا خلال هذا المؤتمر.

من جانبه، حذر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي طلال الميهوب "دولة إيطاليا سواء الحكومة أو البرلمان من توقيع أي اتفاقية مع رئيس حكومة الوحدة المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة والمجلس الرئاسي محمد المنفي بخصوص توطين المهاجرين غير الشرعيين في البلاد، ونعتبر أي خطوة في هذا الاتجاه كأن لم تكن". 

وأشار الميهوب إلى أنه "سيوجه رسالة بالخصوص إلى رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الإيطالي، وأن مجلس النواب الليبي سيطرح ويناقش ملف الهجرة غير الشرعية خلال جلسته المقبلة".

اقرأ أيضا: "مشروع من 4 أشهر".. تفاصيل سياسة تركيا الجديدة بشأن "الهجرة غير الشرعية"

أما الحكومة الليبية في الشرق الليبي فقد أطلقت من جانبها تحذيرًا مشابهًا إلى كل الأطراف المشاركة في مؤتمر روما للهجرة والتنمية، من "اتخاذ أي قرارات أو توصيات من شأنها إحداث تغيير ديموغرافي في ليبيا بتوطين المهاجرين إلى أوروبا بإعادتهم إلى ليبيا تحت أي مسمى".

القانون الليبي يعاقب المهاجرين غير القانونيين

وشددت، في بيان لها، على أنها "لن تتهاون في اتخاذ الإجراءات كافة للرد على هذه الاختراقات للسيادة الليبية إن حصلت فعلًا"، معتبرة أنها "الحكومة المكلفة شرعيًا من مجلس النواب، وأن تمثيل ليبيا في هذا المؤتمر غير قانوني من قبل رئيس حكومة الوحدة الوطنية (المغتصبة للسلطة)، والتي انتهت ولايتها منذ أمد طويل"، وهددت الحكومة أن "القانون الليبي يعاقب المهاجرين غير القانونيين بعقوبات جنائية تصل إلى حد السجن، وعقوبات أخرى تتمثل في إبعادهم عن الأراضي الليبية إلى دولهم الأصلية"، وخلصت إلى أن "ليبيا هي دولة عبور فقط وليست دولة مصدر أو مقصد، والأولى إعادة هؤلاء المهاجرين إلى دولهم التي هاجروا منها وتقديم الدعم والتنمية المكانية لهم على أراضي دولهم، من قبل الدول المتضررة من عمليات الهجرة غير المشروعة".

أما في الجنوب الليبي، الذي تم ربطه أكثر من مرة قبل هذا المؤتمر بوجود مشروع أوروبي تقوده إيطاليا لتوطين المهاجرين فيه، فقد أكد عميد بلدية أوباري أحمد ماتكو "رفض عمداء بلديات الجنوب توطين المهاجرين في ليبيا". 

وأوضح ماتكو: "نعلن نحن عمداء وأعيان بلديات الجنوب رفضنا توطين المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا، ومن يقبل بتوطين المهاجرين هم المستفيدون ماليًا الذين باعوا أرضهم مقابل السلطة والمال"، وأوضح أنه "على الأمم المتحدة والدول المهتمة بملف المهاجرين أن تعمل على إرجاع المهاجرين لبلدانهم ومساعدتهم بإقامة المشاريع الربحية".

هجرة غير شرعية، فيتو

من جانبه، نفى عبدالحميد الدبيبة وجود أي مشروع لتوطين المهاجرين في ليبيا تدرسه حكومته مع الاتحاد الأوروبي. 

وصرح، قبيل انعقاد أعمال المؤتمر الدولي عن الهجرة والتنمية في روما، قائلا: "نثمن الجدية العالية التي تبديها رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني للتعاون في ملف الهجرة غير النظامية، وندعو إلى إقامة شراكة متوازنة مع مفوضية الاتحاد الأوروبي". 

وقال: "كما نؤكد أن رؤيتنا لا تتضمن أي اقتراحات حول توطين المهاجرين غير النظاميين في مناطق العبور، ونطالب في قمة اليوم بحق ليبيا في الدعم الدولي في هذا الملف أمنيًا وسياسيًا وماديًا".

المشروع الإيطالي لتوطين المهاجرين الأفارقة

ولم يكن الجدل حول المشروع الإيطالي لتوطين المهاجرين الأفارقة في الجنوب الليبي، وليد الساعة أو مرتبطًا بمؤتمر الهجرة المنعقد حاليًا في روما، حيث سبق أن أثار مشروع أطلقته منظمة إيطالية في الجنوب الليبي، في أبريل الماضي، ردود فعل ليبية واسعة ومخاوف من أن يكون غطاءً لتوطين مهاجرين أفارقة، بخاصة ممن فشلوا في الوصول إلى السواحل الأوروبية عبر قوارب المهاجرين، وجرى إعادتهم إلى البر الليبي، وهذه المخاوف بدأت بعد أن أطلقت المنظمة الإيطالية "آرا باتشي" للسلام من مدينة باري الإيطالية، مبادرة بالشراكة مع المركز الدولي للدراسات الزراعية المتقدمة بالبحر المتوسط "سيام باري" ضمن ما قالت إنه "مشروع يتعلق بإنشاء مركز الصحراء للسلام في ليبيا، يستهدف تعزيز قطاع الزراعة والعمالة الزراعية ودعم اندماج السكان المحليين ومجتمعات المهاجرين في المنطقة".

المقاربة الأمنية وحدها لا تكفي

بدوره، اشتكى رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي من تحميل بلاده أكبر من قدراتها وطاقاتها لوقف تدفق المهاجرين إلى الشواطئ الأوروبية، مشيرا إلى أن "المقاربة الأمنية وحدها لا تكفي لحل معضلة الهجرة غير النظامية".

وشدد المنفي، في كلمته بالمؤتمر، على أن "هذه الظاهرة المرتبطة بالاتجار بالبشر لا يمكن التصدي لها كدولة ليبية بمفردنا، ولا بد من العمل من أجل التنمية في القارة الأفريقية واستغلال الموارد الطبيعية"، كما دعا إلى "توحيد الجهود لاجتثاث جذور وأسباب الهجرة غير النظامية ومواجهة هذه الظاهرة بالتضامن والتعاون، والمساعدة في الدفاع عن وحدة الأراضي والسيادة، وكذلك العمل على تعزيز الأمن على الحدود ومنع مراكب الموت من عبور الشواطئ الليبية".

الهجرة غير الشرعية ظاهرة إجرامية

واضاف أن "ليبيا، عبر المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية واللجان المتخصصة، تتصدى لهذه الظاهرة الإجرامية التي تمتد على سواحلنا، وندعو دول الجوار إلى المشاركة في هذه الجهود، فنحن نحتاج إلى العون والمساعدة للتصدي للعصابات الإجرامية التي تخترق ليبيا وتنتهك حقوق الإنسان وتتسبب في معاناة المهاجرين والمعاناة الاقتصادية، على رغم تسخير قدراتنا الأمنية المتاحة لإغاثة اللاجئين".

الهجرة غير الشرعية، فيتو

وكان المؤتمر الدولي بخصوص الهجرة غير النظامية، قد انطلق، الأحد الماضي، باسم "مؤتمر روما للهجرة والتنمية" لمناقشة هذا الملف الذي يشهد شدًا وجذبًا بين القارتين الأوروبية والأفريقية، وبشكل أكبر دول الشمال الأفريقي وتحديدًا تونس وليبيا، بمشاركة رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، ورئيس حكومة الوحدة في طرابلس عبدالحميد الدبيبة.

اقرأ للمزيد: انطلاق مؤتمر روما الدولي حول الهجرة غير النظامية

واستضاف المؤتمر ممثلين من دول عدة من بينها تونس والسعودية ومصر والإمارات وقبرص وموريتانيا والاتحاد الأوروبي.

من جانبها، قالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، في كلمة افتتاح المؤتمر: إن "التدفقات غير الشرعية للمهاجرين تلحق ضررًا بجميع البلدان على البحر المتوسط، مما يفرض النضال معًا في مواجهة مهربي البشر"، مضيفة أن "الحكومة الإيطالية منفتحة على استقبال مزيد من الأفراد عبر الطرق القانونية لأن أوروبا وإيطاليا في حاجة إلى الهجرة".

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية