أحمد باشا كمال.. مائة عام على رحيل رائد علم المصريات.. أول مصري يتولى منصب أمين مساعد بالمتحف.. ومعجم اللغة القديمة أهم مؤلفاته
أحمد باشا كمال، هو واحد من العلماء الأجلاء الذين أثروا وقدموا الكثير للحضارة والآثار المصرية القديمة، ويعد أول المصريين إنجازًا لقاموس ضخم للغة المصرية القديمة، والذي اتبع فيه منهجًا علميًّا رصينًا.
ولد أحمد باشا كمال في 29 يوليو 1851 بالقاهرة، وتحل ذكرى وفاته المائة يوم 5 أغسطس المقبل حيث رحل عن عالمنا عام 1923، بعدما ترك إرثا عظيما تنهل منه الأجيال التي تعاقبت بعده.
أحمد باشا كمال
تقلد أحمد كمال خلال حياته مناصب وأسندت إليه أعمال كثيرة، وأحرز أوسمة ورتبًا حسنة، وآخر ما عهد به إليه أمانة متحف القاهرة، وإلقاء دروس الحضارة المصرية القديمة في الجامعة المصرية.
ميلاد ونشأة أحمد باشا كمال
ولد أحمد باشا كمال في 29 يوليو 1851 بالقاهرة، وقبل أن يلتحق بالتعليم النظامي تعلم القراءة والكتابة ومبادئ الحساب، وحفظ شيئا من القرآن الكريم، ثم التحق في سنة 1863م بمدرسة المبتديان الابتدائية بالعباسية، ثم انتقل منها في سنة 1867م إلى المدرسة التجهيزية التي تقابل الآن المدارس الثانوية، وتعدّ الطلبة للالتحاق بالمدارس العليا ومكث بها عامين.
و انتقل بعدها أحمد كمال إلى مدرسة اللسان المصري القديم، وهي المدرسة التي أنشأها العالم الألماني بروكش لدراسة الآثار واللغة القديمة؛ فدرس بها اللغة المصرية القديمة والحبشية والقبطية واللغات السامية وتمكن من إتقان الفرنسية والألمانية والإنجليزية، وكذلك أتقن التاريخ المصري القديم.
أحمد باشا كمال واحتكار الأجانب العمل بمصلحة الآثار
و كان المفروض أن يلتحق أحمد كمال بعد تخرجه في المدرسة بمصلحة الآثار، ولكن ذلك لم يحدث فقد حيل بينه وبين العمل بالمصلحة التي كان يحتكر الأجانب العمل بها بسبب سيطرة الاحتلال الإنجليزي على مصر.
فعمل أحمد كمال بوزارة المعارف معلما للغة الألمانية بإحدى المدارس الأميرية بالقاهرة، ثم تركها وعمل مترجما للغة الفرنسية في وزارة المالية.
إقرأ أيضا:
ندوة مائة عام على رحيل أحمد باشا كمال بمكتبة الإسكندرية
ولكن شغفه بالآثار جعله يترك تلك الوظيفة عندما حانت أول فرصة للعمل بمصلحة الآثار، والتحق في وظيفة كاتب بعد أن تظاهر بعدم معرفته بالآثار لينال الوظيفة، ثم لم يلبث أن شغل وظيفة مترجم ومعلم للغات القديمة بالمتحف المصري.
أول مصري يتقلد منصب أمين مساعد بالمتحف المصري
ولما خلت وظيفة أمين مساعد بالمتحف المصري تمكن من الفوز بها في سنة 1873 فكان أول مصري يتقلد هذا المنصب، وظل يشغله حتى اعتزل العمل سنة 1914.
عمله بالتدريس
وإلى جانب ذلك كان يقوم بتدريس اللغة المصرية القديمة والحضارة المصرية في مدرسة المعلمين العليا وفي الجامعة المصرية الأهلية، واختير عضوا بالمجمع العلمي المصري والمجمع اللغوي الذي أسسه محمد توفيق البكري في سنة 1892، والمجمع العلمي العربي بدمشق.
مسيرة وعطاء أحمد باشا كمال
اهتم أحمد باشا كمال بمجال المتاحف وشارك في نقل الآثار إلى المتحف المصري وتنظيمه، وكان من أوائل المطالبين بإنشاء متاحف الأقاليم، ونجح في إنشاء متاحف بأسيوط والمنيا وطنطا، لا تزال تذكر فضله.
وكان له دور كبير في إدخال علم الآثار وتدريسه في مصر؛ فقد استطاع إنشاء فرقة لدراسة علم الآثار المصرية في "مدرسة المعلمين الخديوية"، بعد أن أقنع وزير المعارف حينها أحمد حشمت باشا، وقد تخرج من خلالها عدد من الطلاب الذين صاروا ملء السمع والبصر في مجال علم الآثار، منهم: سليم حسن، وأحمد عبد الوهاب باشا، ومحمود حمزة.
بل وحاول بعد تخرجهم أن يلحقهم بالعمل في المتحف المصري إلا إن الأوربيين عرقلوا مساعيه في البداية، ولكن مع إصراره استطاع أن يلحق ثلاثة منهم بالعمل داخل المتحف عام 1923، وفضلا عن ذلك ساعد في إرسالهم إلى إنجلترا من أجل إكمال دراستهم لعلوم الآثار.
كما كان له دور بارز في العثور على مومياوات ملوك مصر بخبيئة الدير البحري بالأقصر مع الفرنسي مارييت ماسبيرو.
أهم إنجازات أحمد باشا كمال
أما أهم إنجازات أحمد باشا كمال على الإطلاق فهو تأليفه لـ "معجم اللغة المصرية القديمة"، وهو المعجم الذي جاء في 22 مجلدا، جمع فيه من مفردات اللغة المصرية وما يقابلها بالعربية والفرنسية والقبطية والعبرية، وقد استغرق في إنجاز هذا المعجم 20 سنة كاملة.
وتجاوز بعض الأجزاء بالمعجم ألف صفحة وتضمن كل جزء أحد الحروف الهيروغليفية، وقام منهجه على وضع الرسوم الهيروغليفية أولا ثم الحروف الصوتية فيها، ثم ما يقابلها في اللغة الفرنسية والعربية، وقد يعارضها باللغات الأخرى كالقبطية والحبشية والآرامية والعبرية.
إقرأ أيضا:
أسرة أحمد باشا كمال تهدي مكتبة الإسكندرية معجم اللغة المصرية القديمة
مؤلفات أحمد باشا كمال
و لم يكن هذا المعجم هو المؤلف الوحيد لأحمد كمال باشا بل استطاع أن يضع العديد من المؤلفات الرائعة، منها: "العقد الثمين في محاسن وأخبار وبدائع آثار الأقدمين من المصريين، الفوائد البهية في قواعد اللغة الهيروغليفية، اللآلئ الدرية في النباتات والأشجار القديمة المصرية، بغية الطالبين في علم وعوائد وصنائع وأحوال قدماء المصريين، الدر المكنوز في الخبايا والكنوز، ترويح النفس في مدينة عين شمس، ترجمة دليل متحف الإسكندرية من الفرنسية إلى العربية، ترجمة دليل متحف القاهرة من الفرنسية إلى العربية، وكتاب الحضارة القديمة في مصر والشرق، ورسالة في التحنيط والجنازة عند قدماء المصريين".
إهداء معجم اللغة المصرية لمكتبة الإسكندرية
وفي عام 2020، تسلمت مكتبة الإسكندرية إهداء معجم اللغة المصرية القديمة من المهندس عبد الحميد كمال زكريا، حفيد المرحوم العلامة أحمد باشا كمال، مؤسس المدرسة المصرية الوطنية في علم المصريات، والذي يعد شيخ الآثاريين المصريين.
وقامت مكتبة الإسكندرية ممثلة في كل من قطاع التواصل الثقافي، وقطاع البحث الأكاديمي بوضع خطة عمل تقوم على اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة من ترميم وصيانة المعجم بالأساليب الحديثة، ومن ثمَّ حفظه في مكتبة الكتب النادرة بالمكتبة، وعرض بعض الأجزاء للجمهور، فضلًا عن رقمنة المعجم لسهولة الاطلاع عليه من قبل أكبر عدد من المستخدمين لزيادة الاستفادة منه.
بالإضافة إلى تولى مركز دراسات الخطوط بقطاع البحث الأكاديمي التحقيق العلمي للمعجم وإعادة نشره، ومن ثمّ التواصل مع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية لتوسيع دائرة المستفيدين والتعريف بجهود أحمد باشا كمال في إخراج هذا القاموس الفريد.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.