رئيس التحرير
عصام كامل

واقعة حسين الشحات ينبغي ألا تمر مرور الكرام!

الرياضة أخلاق.. هذا ما تعارف عليه الناس، لكن ما رأيناه من لاعب الأهلى حسين الشحات الذي فقد أعصابه في  مباراة  ناديه مع بيراميدز فقام بصفع  لاعب الأخير محمد الشيبي على وجهه في واقعة مؤسفة بعيدة تماما عن السلوك الرياضي المحمود. 

 

والحق أنها ليست الواقعة الأولى التي يفقد حسين الشحات فيها أعصابه؛ فقد سبق له في نهائي دوري أبطال أفريقيا بالمغرب أن قام  بشد حكم المباراة الأثيوبي باملاك تيسيما من قميصه فأنذره الحكم  وكان يمكن أن يطرده ويخسر فريقه لاعبًا ويخسر البطولة برمتها كما حدث مع منتخبنا الأولمبي في نهائي بطولة أفريقيا تحت 23 في المغرب أيضًا.. ومرت الواقعة دون محاسبة رادعة من إدارة الأهلي.. 

 

وبصرف النظر عما فعله لاعب بيراميدز من إساءة للشحات فليس ذلك مبررًا لإهدار الأخير روح الرياضة وأخلاقها وسمعة ناديه العريق الذي عرف بالانضباط الشديد والالتزام بالخلق الحسن.. فهل الخطيب الخلوق شيئًا من ذلك على مدى تاريخه الطويل في الملاعب!


المؤسف حقًا أن ينسى المشاهير من لاعبى الكرة والفنانين أنهم قدوة لأجيال كثيرة تحذو حذوهم في السلوك العام ومن ثم فإن انضباطهم في السلوك والأخلاق فريضة ينبغي التحلي بها، وعدم التخلى عنها تحت أي ظرف؛ المدهش أن الأهلي هو الفريق الوحيد في مصر الذي يوجد بين جهازه الفني معد نفسي، ورغم ذلك فقد خرج حسين الشحات عن شعوره وأساء لناديه العريق.. فماذا فعلت إدارة النادي الأهلي إزاء هذا التصرف المتهور.. قررت توقيع غرامة مالية كبيرة على الشحات!

الرياضة أخلاق


أما حسين الشحات فقد اعتذر عن فعلته قائلًا: لن أبحث عن مبررات ولكنى أجد نفسي مخطئا وكل من يعرف طبيعتي يعرف أنني لم أكن لاعبًا عنيفًا أبدًا.. أعبر عن احترامي لكل أشقائنا من اللاعبين العرب والمحترفين كافة في الدوري.. أتقبل العقوبات الصادرة ضدي وأعد بتقديم الأفضل.. أفلح إن صدق!


أما لجنة الانضباط باتحاد الكرة فقد علقت على الواقعة بقولها: "اجتماع لجنة الانضباط للتحقيق في واقعة اعتداء حسين الشحات على الشيبي لاعب بيراميدز مشروط بتقديم الشيبي لشكوى رسمية، وذلك بعد اعتذار الشحات له".


أضافت: "الاعتذار يجعل الواقعة كأنها لم تكن لأن الموضوع انتهى بين اللاعبين، لكن إذا تقدم الشيبي بشكوى وقتها سوف تجتمع اللجنة للتحقيق في الواقعة" واختتمت: "حال تمت الشكوى فالعقوبات تكون على حسب الواقعة، فهناك عقوبات قد تصل إلى الشطب من السجلات ولكن كل ذلك يتم بعدما نرى الواقعة ونحقق فيها".


بينما اكتفت رابطة الأندية بإيقاف حسين الشحات مباراتين وتغريمه 20 ألف جنيه للسلوك غير الرياضى في لقاء بيراميدز. 


المفروض أن يكون سلوك اللاعبين مفعمًا بنبل الأخلاق والسلوك الحسن، وخاصةً إذا كانوا ينتمون لنادٍ عريق  نحترمه ونقدر تاريخه ورجالاته ولاعبيه ونجومه الكبار.. ذلك أنهم إذا أساءوا فهم يقدمون بفعلتهم قدوة سيئة لأطفالنا وناشئينا. 


والسؤال: هل يكفى اعتذار الشحات لتحقيق الردع المطلوب له ولغيره حتى لا تتكرر تلك الواقعة المؤسفة مستقبلًا.. وهل تكفي العقوبات سواء من النادي الأهلى أو اتحاد الكرة لمنع انتشار البلطجة فى الملاعب ومن ثم انتشار بلطجة كثير من الجماهير المتعصبة.

 


لابد من استحداث تشريعات جادة وحاسمة للاعبين والجمهور إذا خرجوا عن النص حتى لو وصل الأمر لشطب اللاعب من سجلات كرة القدم ليكون عبرة لكل اللاعبين والأمر ذاته لابد أن  يطبق على رؤساء الأندية إذا خرج أى رئيس نادى عن النص يتم إيقافه فورا وعودته إلى صفوف الجماهير.. واقعة الشحات ينبغى أن تكون فرصة لتصحيح المسار ووقف الفوضى.. فهل يفعلها اتحاد الكرة والأهلى العريق!

الجريدة الرسمية