بلاغ يتهم توفيق الحكيم بالتطاول على الذات الإلهية، والشعراوي يتدخل
في مجلة اللواء الإسلامى كتب الشيخ محمد متولى الشعراوى مقالا اتهم فيه الأديب توفيق الحكيم بالضلال بسبب كتابته مجموعة مقالات في جريدة الأهرام بعنوان ( حديث مع الله ) ما اعتبره تطاولا على الذات الإلهية قال الشعراوى:
لقد شاء الله سبحانه وتعالى ألا يفارق هذا الكاتب الدنيا إلا بعد أن يكشف للناس ما يخفيه من أفكار وعقائد كان يتحدث بها همسا، ولا يجرؤ على نشرها.. لقد شاء الله ألا تنتهى حياته إلا بعد أن يضع كل خير عمله في الدنيا حتى يلقى الله تعالى بلا رصيد إيماني.
ويوم ان نشر المقال عاد توفيق الحكيم - الذي تحل ذكرى وفاته غدا- إلى بيته فوجد رجلا يقف عند باب بيته يراقبه، وسأله البواب فقال له إنه مخبر عينته جهات الأمن لحمايته بعد ما نشرته اللواء الإسلامي، وكما كتب جمال الغيطانى في مؤلفه " حوار مع الحكيم " أن توفيق الحكيم شعر بالخطر.
واتصل بالمحامي صبري العسكري محامي اتحاد الكتاب الذي نصحه أن يلجأ إلى القضاء ليُنصفه فقدم بلاغا إلى النائب العام يقول فيه:
نص البلاغ للنائب العام
مقدم البلاغ حسين توفيق الحكيم الكاتب بجريدة الأهرام، بعد أن علم من بواب العمارة 1905 كورنيش النيل أن جهات الأمن قد عينت له حراسة حفاظا على حياته دون طلب منه مما أشعره أن حياته باتت مهددة لأسباب تعرفها جهات الأمن ولا يعرفها هو، بل إن كل ما يعرفه أنه ينشر مقالات في جريدة الأهرام بعنوان (حديث مع الله أو إلى الله) كانت محل تقدير كثيرين ومنهم المسئولين عن النشر في الأهرام إلى أن طلع الشيخ الشعراوي بتصريح نشر في مجلة اللواء الإسلامي يقول إن ما كتبه الحكيم ضلال وإضلال،
طلب حماية المواطن توفيق الحكيم
وتابع توفيق الحكيم فى بلاغه: ثار الموقف عند كل من قرأ ومن سمع ومن أشاع أن توفيق الحكيم كافر، وانهالت خطابات الاحتجاج والمقالات واللعنات بالأسلوب الجارح والعدواني بأسلوب لا يدعو إلى الطمأنينة، لذلك فكل ما أطلبه من بلاغي هو حماية المواطن ــــ العبد لله ـــ من التهديد بالتحقيق في هذا الموضوع لإظهار الحقيقة، وهل قد صدر منه حقا ما يستحق التشهير بدينه وما حقيقة أنه قد ضل هذا الضلال، خاصة أن الذي أهاج الرأي العام أنه من رجال الدين الموثوق بهم"، وأضاف: “أنا لا أوجه اتهاما إلى أحد لكني أطلب درء خطر اتهامي بالضلال ”.
طالب محامى الحكيم بالاستشهاد بآراء رجال الدين والفكر المشهود لهم باستقامة الرأي وحرية التفكير وهم كثيرون منهم على سبيل المثال الشيخ الباقوري والدكتور أحمد شلبي والدكتور أحمد هيكل والدكتور إبراهيم بدران.
اعتذار الحكيم الى علماء الدين
أثناء نظر البلاغ وفى مقال نشرته جريدة المسلمون اللندنية كتب توفيق الحكيم اعتذارا الى علماء الدين يقول فيه:ان علماء الدين ورجاله على حق فى مراجعتى فى مجموعة مقالاتى التى صيغتها فى قالب فنى فى صورة حوار مع الله، ووجدوا فيها تطاولا على الذات الالهية العليا دون قصد منى، فكيف لى وانا العبد الفقير المخلوق الضعيف ان اتطاول على الخالق.
وأضاف توفيق الحكيم: ان بعض علماء الدين حكموا على بالتطاول ولم يدركوا أن ذلك لم يكن تطاولا بل كان اسلوب فى الكتابة، وبدلا من أن تكون الكتابة فى شكل مقال جاءت فى الشكل الذى اعتدت عليه وافضله فى كتاباتى واكتب به باستمرار وهو المحاورة، الا اننى لم اقصد سوى المناجاة، وللعلماء كل الحق ان يقولوا قف، فعملهم كعلماء يحتم عليهم المحافظة وصون الذات العليا من كل ما يمكن أن يختلط على العامة فى هذا الشأن.
الثقافة مستمدة من التراث الاسلامى
وأضاف الحكيم، أن ثقافتى العربية اساسها التراث العربى القديم والتراث الاسلامى، لأن هذا هوالاساس الذى يجب ان نبنى عليه فكرنا ما دمنا نكتب باللغة العربية التى لها جذور ولها اساس ولها كتاب عظيم هو القران الكريم، والادب العربى القديم والحضارة العربية الاسلامية فيها جذور كل شئ فى ثقافتنا وفيها شعر عظيم ومثال ذلك مقامات الحريرى، مقامات بديع الزمان الهمزانى، وفيها شخصيات ومواقف رائعة،
تكامل العلاقة بين الدين والعلم
وأكمل توفيق الحكيم: ان مكتبتنا العربية القديمة صورت عصورها ونحن اذن لابد ان ندرسها واننا نستطيع ان نتعرف على ملامح الشخصية العربية وعلى جوهر الاسلام من المؤرخين القدامى اكثر من اليوم، والقران الكريم ملئ بالفكر ومن يقرأه يفكر فى الخالق العظيم الذى خلق كل شئ حولنا ويجب ان نفكر فى صنعه لندرك قدرة الله وعظمته، وأخيرا فإن العلاقة بين الدين والعلم مكملة وليست متناقضة، كلاهما يكمل الاخر، فمجال العلم شئ ومجال الدين شئ آخر وكلاهما يسير فى خط واحد.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.