هل صيام يوم عاشوراء يكفّر الصغائر والكبائر؟
عاشوراء هو اليوم العاشر من الشهر الهجريّ مُحرّم، وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما: (أمرَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- بِصَومِ عاشوراءُ، يومُ العاشِرِ)، إذ يُستحبّ الصيام في شهر الله المُحرّم؛ لِما ثبت في الصحيح عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ، صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ)، ويسمّى شهر مُحرّم أيضًا بشهر عاشوراء؛ حيث يُسنّ صيام اليوم العاشر منه.
مراتب صيام يوم عاشوراء
صيام اليوم العاشر من شهر الله المُحرَّم عبادةٌ جليلة وقُربة وفضيلة، كما أنّ صيامه على ثلاث مراتب متفاوتة، وهي:
المرتبة الأولى: صوم التاسع والعاشر والحادي عشر، وهذا أكملها وأفضلها لما فيه من زيادة الخير والطاعة.
المرتبة الثانية: صوم التاسع والعاشر، وهذا عليه أكثر الأحاديث، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لئِنْ بَقِيتُ إلى قابِلٍ، لأَصومَنَّ التاسِعَ).
المرتبة الثالثة: صوم العاشر وحده، ولا كراهة في إفراده في الصوم عند كثير من العلماء. وقال أهل العلم: إنَّ الحكمة من صوم اليوم التاسع أو الحادي عشر مع عاشوراء هي: "الاحتياط له؛ لاحتمال الغلط في أوّل الشهر، ولمخالفة اليهود فإنَّهم يصومون العاشر، والاحتراز من إفراده بالصوم، كما في يوم الجمعة".
سبب صيام يوم عاشوراء
وقع في يوم عاشوراء خيرٌ وصلاح كبير، فقد نجَّى الله -تعالى- فيه بني إسرائيل من عدوِّهم فرعون، فأغرقه وجنوده في البحر، فصامه نبيُّ الله موسى شكرًا لله -تعالى-، فلمَّا هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكّة إلى المدينة، وجد يهود المدينة يصومون هذا اليوم، فسألهم عن سبب ذلك، فقالوا: إنّه يومٌ صالحٌ نجَّى الله فيه بني إسرائيل من عدوِّهم، فصامه موسى -عليه السلام-.
فلمَّا علم النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك أخبر بأنّه أحقّ بموسى منهم، فصامه وحثَّ أصحابه على صيامه، فعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: (قَدِمَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَومَ عاشُوراءَ، فَقالَ: ما هذا؟ قالوا: هذا يَوْمٌ صَالِحٌ؛ هذا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إسْرَائِيلَ مِن عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى. قالَ: فأنَا أحَقُّ بمُوسَى مِنكُمْ، فَصَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ).
هل صيام يوم عاشوراء يكفّر الصغائر والكبائر
وتجدر الإشارة إلى أنّ تكفير الذُّنوب المترتّب على صيام يوم عاشوراء الوارد في الحديث السابق، يُراد به تكفير الصغائر من الذُّنوب، أمّا الكبائر فلا تكفّر بصيام عاشوراء، إذ إنّ تكفيرها يكون بالتوبة النَّصوح إلى الله -تعالى-.
ودليل ما سبق ما ثبت عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فيما رواه عنه الحارث بن ربعي ممّا أخرجه الإمام مُسلم في صحيحه، إذ قال: (وَصِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ) ويعاضد ما سَبق أيضًا؛ ما ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ).
وقد بيّن ابن تيمية -رحمه الله- المُراد بتكفير الذُّنوب بصيام يوم عاشوراء قائلًا: "صحّ عنه -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: صيام يوم عرفة يُكفّر سنَتين، وصيام يوم عاشوراء يُكفّر سنةً، لكنّ إطلاق القول بأنّه يكفِّر، لا يُوجب أن يُكفّر الكبائر بلا توبةٍ؛ فإنّه -صلّى الله عليه وسلّم- قال في الجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان: كفارةٌ لِما بينهنّ إذا اجتنبت الكبائر؛ ومعلومٌ أنّ الصلاة هي أفضل من الصيام، وصيام رمضان أعظم من صيام يوم عرفةٍ، ولا يُكفّر السيئات إلّا باجتناب الكبائر، كما قيّده النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ فكيف يُظنّ أنّ صوم يومٍ أو يومين تطوّعًا يُكفّر الزِّنا، والسرقة، وشرب الخمر، والميسر، والسِّحر، ونحوه؟ فهذا لا يكون".
بينما قال الشنقيطيّ -رحمه الله- بأنّ صيام يوم عاشوراء يُكفّر كافّة الذُّنوب؛ الصغائر منها والكبائر، عَمْلًا بظاهر الأحاديث النبويّة؛ إذ إنّ الأصل العَمْل بالمُطلق وعدم تقييده، إلّا بالنصّ إن ورد.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.