رئيس التحرير
عصام كامل

قراءة في التجربة الصينية

منذ أن وطأت قدماي الأراضي الصينية ويطوف في ذهني العديد من التساؤلات منها كيف لدولة كالصين تربوا عن المليار و400 مليون مواطن، لا تشكو من كثافة سكانية أو خلل في منظومة التعليم أو الصحة، وعندما عرفت السبب أيقنت إن الإجابة الصحيحة تكمن في تحويل الكثافة العددية إلى موارد بشرية في مواقع الانتاج المختلفة من خلال توفير فرص عمل في المشروعات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة.. 

 

ومع ذلك تصل نسبة البطالة قرابة 4 في المائة، وأن الدولة تولي اهتماما خاصا بالتعليم الحكومي وتسعى في تجويده حتى مرحلة التعليم الجامعي، كما أن الخدمة الطبية تقدمها كل من المستشفيات الحكومية والخاصة بأسعار معقولة..

 

والتساؤل الآخر كيف حال البنية الأساسية في دولة تعدادها عشرات المئات من الملايين، وعندما علمت إن مثل تلك المشروعات تم الإنتهاء منها في معظم المقاطعات من عقود ايقنت إن الإجابة تكمن في أن العلاج بدء من الجذور وعلى أسس سليمة، فالصينيون لا يميلوا إلى المسكنات والحلول المؤقتة.


أربعة وسبعون عاما تحولت الصين من دولة معزولة اقتصاديا إلى ثاني أكبر اقتصاد عالمي، فالدولة التي كانت منغلقة فتحت ابوبها لتنجح أن تتبؤ مكانتها العالمية من خلال اصلاحات حقيقية خاصة بدأت من فترة السبعينيات  فاهتمت الدولة بالزراعة وفتح الاستثمارات الأجنبية وتعزيز العلاقات الدبلوماسية..

 

وقد نجحت الصين في تحقيق مستويات مرتفعة من النمو الاقتصادي منذ تسعينات القرن الماضي معتمدة على الزراعة والتصنيع والعمالة الرخيصة حتى أصبحت أكبر دولة مصدرة للسلع المختلفة لمعظم دول العالم.


علاقات جيدة وروابط عميقة تربط مصر بالصين منذ عام 1956 حتى الآن ووثق تلك العلاقات تأييد الصين القرار المصري بتأميم قناة السويس، وإدانة الصين للعدوان الثلاثي على مصر، وتأييد الصين التام لمصر خلال حرب 1973 حتى أصبحت الصين أكبر شريك تجاري لمصر منذ عام 2014 حتى الآن.


نعم نجحت الصين في استغلال ماضيها لصالح حاضرها فقامت برعاية مبادرة الحزام والطريق تاسيسا على طريق الحرير القديم (خط تجاري قديم كانت تسلكه القوافل التجارية بين دول العالم) وذلك لربط الصين بالعالم وتقوية روابطها مع الدول المختلفة من خلال مشروعات تنموية وتعاون دولي خاصة مع الدول الافريقية ودول جنوب شرق أسيا.

 


** وبعيدا عن التجربة الصينية وردت لي عدة تساؤلات من عدد من الزملاء المنتقلين لداووين الوزارات بالعاصمة الإدارية الجديدة بشأن تصريحات منسوبة لوزير التربية والتعليم تفيد إن الطلاب الذين انتقل أولياء أمورهم إلى العاصمة الإدارية سيتم استثناؤهم وتحويلهم للمدارس مباشرة من خلال منصة إلكترونية لذا أرجو من الاستاذين الفاضلين هاني يونس وشادي زلط توضيح الأمر ومتى يبدأ عمل المنصة وتوضيح الإجراءات واجبة الاتباع.

الجريدة الرسمية