حكاية أحمد عرابي أشهر فتوة في مصر وعلاقته بنجيب محفوظ.. حكم عليه بالسجن 3 سنوات بتهمة تدمير حي الأزبكية
ورث المصريون أعمال الفتونة ووجود الفتوات فى الأحياء عن المماليك المشهود لهم بالبلطجة ومنازلة الخصوم بجرأة، وكان لكل امير في مصر مجموعة من المماليك الاتباع الأشداء أصحاب الأبدان القوية الذين يجيدون فنون القتال، وكانوا إذا هاجموا بيتا أو حيا لم يتركوه إلا خرابا بعد القتل والسلب والنهب حتى جاءت حكومة ثورة يوليو 1952 وقضت على مملكة الفتوات لتستعيد الشرطة هيبتها في الفصل بين المتنازعين.
وفى مجلة الهلال عام 1959 وفى تحقيق صحفى عن الفتوات فى مصر أوائل القرن العشرين نشرت المجلة قصة الفتوة احمد عرابى تشهر واقوى فتوات المحروسة قالت فيه: اشتهرت احياء التاريخية بوجود الفتوات مثل حى الحسين حيث الفتوة احمد الفيشاوى صاحب مقهى الفيشاوى، وإبراهيم كروم فتوة بولاق والسبتية، وعلى الحسنى في السيدة زينب، وكرم زيدان بحى روض الفرج وفؤاد الشامى من عماد الدين وهكذا لكل حى فتوة،
واضافت: أما حى الحسنية فقد توالى عليه اشهر الفتوات في مصر وكان اشهرهم واشرسهم بل واشرس فتوة عرفته مصر هو الفتوة احمد عرابى، الذى كان في نفس الوقت كان رحيما بالضعفاء والمهمشين وقيل انه من احب الأشياء اليه رغم غلظة قلبه ان يجير من استجار به وينصر الضعيف المظلوم فأحبه الضعفاء والمقهورين وكان ملاذا لهم.
اقرأ أيضا:
«أحمدعرابي» أشرس فتوة عرفته المحروسة
أحمد عرابي يرث عن خاله الفتونة
وتابع: سجله مليء بالمعارك الطاحنة التي نتج عنها قتلى وجرحى، إلى جانب هلاك في الأموال والممتلكات، أخذ أحمد عرابى عرش الفتونة عن خاله إبراهيم عطية الذى تنازل عن عرش الفتونة لابن أخته لكبر سنه وكان من قبل الذراع اليمنى لخاله وورث عنه القوة والشجاعة، فتبوأ مكان القاضي في الفصل بين المتنازعين وأصبح هو القانون في الحسنية متخذا من سلاحه " نبوته " أداة لاسترداد الحقوق والفصل بين المتنازعين.
ضربة الرأس والنبوت أبرز مهارات الفتوة أحمد عرابي
وقالت: اشتهر أحمد عرابى بمهارة الضرب بـالرأس "الروسية" للخصم وقدرته على استخدام "النبّوت" فى المعارك، ووصلت مهاراته إلى مقدرته على إغلاق شارع وضرب كل من فيه بالكامل، وهو الأمرُ الذى ساعد "خاله" فى تحدّى فتوات باقى الأحياء وإخضاعهم لسيطرتهم، ومع تولى عرابى الفتونة حمله سكان الحسنية على اعناقهم متوسمين فيه المنقذ لمشاكلهم، وصار حكمه نافذا على الجميع حتى لو تعارض مع حكم القضاء.
وكتبت عنه الصحف المصرية فى تحقيق لها عام 1959 بأنه "أشرس فتوة عرفته المحروسة، فى تاريخ الفتونة، قوى البنية شديد البطش منذ صباه، غليظ القلب، إلا أنه كان رحيمًا بالضعفاء، وينصر المظلومين.
أحمد عرابي يدمر حى الازبكية
وكان مقر مقهى "عرابي" مقرًا للقضاء والفصل في المنازعات، فهى المنصة التي يلجأ اليها الجميع، وكان الفتوة شديد الولع بالمعارك، ولا يهدأ له بال إلا إذا قاد معركة، حتى أنه استطاع تدمير حي الأزبكية عام 1928 تدميرا كاملا، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات والغرامة بأربعة آلاف جنيه كتعويض عن تحطيم المقاهى والمتاجر.
أحمد عرابى يضحك على سعد زغلول
لعب أحمد عرابى دورًا فى العهد الملكى فى انتخابات مجلس النواب، فقد كان يتودد له رجال السياسة والباشوات لنيل رضاه وكسب وده، كى ينالوا دعمه وأصوات المناطق التى تخضع لسيطرته، وحدث ان اختار حزب الوفد والد المخرج كمال سليم، ليكون مرشحًا للحزب فى الانتخابات، وكان من المتفق عليه ان يحضر زعيم الامة سعد زغلول للدعوة لوالد كمال سليم مرشح الوفد في سرادق ضخم معد لذلك، فما كان من عرابى الذى كان يدعو للمنافس " محمد البنان"الا ان خرج هو ورجاله خارج المنطقة لاستقبال سعد زغلول وحملوه على الاعناق الى سرادق البنان بدلا من سرادق المرشح الوفدى ، وذهبت أصوات الجماهير الى البنان بفضل فتوة الحسنية.
اقرأ أيضا:
بالفيديو.. «عم رضا» رجل من زمن الفتوات تخصص في صناعة النبوت
قامت بينه وبين أحمد الأسيوطى "فتوة القبيصى" عداوة شديدة، سببها أنه أحب امرأة لدرجة العشق اسمها " عيشة الاسكندرانية " التي كانت تخشاه، فخانته ومالت إلى صاحب مقهى اسمه " ونيس " في حى القبيصى، فقرر الانتقام منه، فجمع رجاله وقام بهجمة شرسة على مقهى ونيس بالقبيصى وقام بتدميرها وأصاب صاحبها إصابات خطيرة،الذي استنجد بالفتوة أحمد الأسيوطى فتوة حى القبيصى ليصطدم بالفتوة أحمد عرابى مما اعتبر عرابى ذلك إهانة له، فما كان منه الا أن جمع عرابى رجاله وأصدقاءه مسلحين بالسيوف والعصى والخناجر والسواطير، وزجاجات المتفجرات، وانقضوا على حي القبيصى فدمروه، وسالت الدماء وتدخل البوليس الذى استدعى المزيد من قوات الشرطة، ودارت معارك شرسة، جرد على إثرها "عرابى"، الكونستابل الإنجليزى من ملابسه، وذهب الضابط الإنجليزى عاريًا إلى مقر وزارة الداخلية، فأمر "هارفى باشا" حكمدار القاهرة، بشن حملة على حى الحسينية، وتمكنت من ضبط فتوتها أحمد عرابى، وقبض على عرابى وضربوه ضربًا مبرحًا،وقدم هو واعوانه الى محكمة الجنايات.
دار الافتاء تحرم الفتونة
وكانت جلسة محاكمة أحمد عرابى مشهودة عقدت في يوليو 1929 وامتلأ فناء المحكمة برجال عرابى واعوانه وصدر الحكم في الخامس عشر من يوليو 1929 بالحكم عليه بالسجن خمس سنوات مع الشغل والنفاذ، وأصدرت دار الفتوى فتواها باعتبار اعمال الفتونة من اعمال الشيطان، وتراجعت اعمال الفتونة وظهور الفتوات في الاحياء الشعبية الا ما ندر منها.
بعد خروجه من السجن ظل احمد عرابى يدير الحسينية سنوات طويلة بجبروته وعصاه واستمر يثير الرعب والفزع في الحي والاحياء الأخرى وليس بنفس القوة السابقة،حتى أقعده المرض، فاعتكف في مقهاه الذى يديره مع أولاده يقوم بخدمة زبائن المقهى بنفسه في هدوء وسكينة ويعمل حكما بين المتخاصمين أيضا حتى وافته المنية في بيته ورحل في هدوء لتنتهى صفحة اشرس فتوة في تاريخ مصر المحروسة.
اقرأ أيضا:
سر خناقة زكي رستم وفريد شوقي في فيلم "الفتوة"
مقهى عرابى مقر نجيب محفوظ
تعتبر مقهى "عرابى" إحدى المحطات الهامة فى رحلة أديب نوبل الاديب الراحل نجيب محفوظ، فقد كان واحدًا من مرتاديه، فى فترة صباه بعد ان انتقلت اسرته من الجمالية الى حى بين الجناين بالعباسية ليلتقى أصدقاء طفولته والسهر في ليالى رمضان كما كان معتادا وهو مقيم بحى الجمالية ، وعندما كبر محفوظ واصبح أديبا أصبحت المقهى مقرا لالتقائه باصدقائه الحرافيش كل يوم خميس ومن هنا كتب نجيب محفوظ فى رواياته الحرافيش وزقاق المدق عن عصر الفتوات، حتى باع المقهى أصحابها وتحولت الى محال تجارية في السبعينات فانتقل محفوظ الى مقاهى ريش وقشتمر ومقهى نجيب محفوظ التي سميت باسمه وكلهم في نفس المنطقة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
