ثروت أباظة، فلاح الباشوات الذي كره عبد الناصر وفصله السادات من منصبه وعارض زملاءه الأدباء
ثروت أباظة، من أسرة أدبية سياسية قدمت للأدب العربي العديد من عمالقة الأدباء والصحفيين والسياسيين بدءًا من والده الأديب دسوقي أباظة، وعمه الشاعر عزيز أباظة والكاتب الصحفي فكري أباظة والصحفيين فاروق أباظة وسالم أباظة، كتب شيء من الخوف وهاجم الرئيس عبد الناصر بعد وفاته وتعرض للفصل من منصبه، ووصفه أنيس منصور بفلاح الباشوات وباشا الأدباء.
ولد الكاتب والأديب ثروت أباظة في مثل هذا اليوم 15 يوليوعام 1927 بقرية غزالة محافظة الشرقية، وتخرج في كلية الحقوق عام 1950، وبدأ حياته محاميًا وظهرت موهبته الأدبية وهو في السادسة عشر من عمره، فبدأ كتابة القصة القصيرة، ثم اتجه الى كتابة الرواية فكانت أولى رواياته "ابن عمار" تبعها قصص: هارب من الأيام، شيء من الخوف، أحلام في الظهيرة، الضباب، الغفران، طارق من السماء، ووصل عدد رواياته إلى 27 رواية إلى جانب 40 قصة قصيرة و40 تمثيلية إذاعية كتبها خصيصًا للإذاعة، ومسرحية واحدة باسم "الحياة لنا"، ورحل عام 2002.
الهجوم على عبد الناصر
وتولى ثروت أباظة مناصب متعددة بدأت بكتابة القصة والمقال بجرائد الثقافة، الرسالة، المقطم، الجمهورية ثم الأهرام، ثم رئيسًا للقسم الأدبي بالأهرام وكان آخر مناصبه وكيلًا لمجلس الشورى ورئيسًا لاتحاد الكتاب، كما تولى رئاسة مجلس إدارة مجلة الإذاعة والتليفزيون في بداية عهد السادات فكتب مقالًا يهاجم فيه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ويتهمه فيه بالكذب وتبني الشعارات الكاذبة تحت عنوان (في أي شيء صدق)فأقاله الرئيس السادات من مجلة الإذاعة وانتقل بعد ذلك الى الاهرام كاتبا متفرغا.
رفض العمل بالمحاماة
يتحدث الكاتب ثروت اباظة عن نفسه في كتابه "ذكريات في حياتى" ويقول:والدى دسوقى باشا أباظة كان اغلى ما في حياتى فهو مثلى الأعلى، اصطحبني منذ الصغر إلى مجالس الكبار فعاصرت الحياة السياسية والأدبية والفكرية وإليه يرجع الفضل في كل ما توصلت إليه فإذا كنت صاحب كلمة فالفضل لوالدي، مشيرا الى انه كان ينوى اتخاذ المحاماة عملا في طريقه مع الادب، ولكن اتضح لي أنه لا يمكن الجمع بين عملين كل منهما حر يعتمد على الرأي.
وأضاف ثروت أباظة:أن أهم حدث فى حياته يوم أن كتب عنه الدكتور طه حسين مقالا كاملا عن روايته "هارب من الأيام" وأضاف أنه كان لا يطمع حتى في أن يقرأها عميد الأدب العربي ولكنه قرأها وكتب عنها وكان هذا بمثابة دفعة كبيرة له وجواز مرور له كأديب في عالم القصة والرواية.
بدأ مشواره مع الصحافة حين نشرت له أول قصصه بمجلة الجيل التي كان يرأس تحريرها مقابل خمسة جنيهات فأقام وليمة بمئات الجنيهات احتفالًا بذلك، وكره الرئيس جمال عبد الناصر وهاجم ثورة يوليو وانتقد تأميم الأراضي الزراعية والإقطاعيات فكتب روايته (شيء من الخوف ) التي أنتجت فيلمًا واعترضت عليه الرقابة وقيل إنه كان يقصد بعتريس بطل الرواية الرئيس عبد الناصر، ورغم ذلك وافق الرئيس على عرض الفيلم وقال “لو أعضاء مجلس الثورة بهذا الشكل نستاهل الحرق”.
اختلف مع جميع الادباء ماعدا نجيب محفوظ
اختلف ثروت اباظة مع جميع الادباء والكتاب وفى هذا كتب في جريدة الأهرام عام 1980 مقالا بعنوان "مع هؤلاء" قال فيه: إن الكاتب صاحب رأى، ولكل صاحب رأى معارض، وكم اختلفت مع أبى الروحى توفيق الحكيم، وكم احتدم بيننا النقاش، ولكن هذا الخلاف لم يستطع يوما أن يمس شعورى نحوه بالبنوة وشعوره نحوى بالأبوة، واختلفت مع أخى الكاتب عبد الرحمن الشرقاوى، وقد كتب كل منا رأيه المعارض للآخر، فما بدرت منى كلمة تمس احترامى له وإكبارى، وما خط قلمه في معارضتى إلا كل حب وعفة، الا ان الوحيد الذى لم اختلف معه قط هو أستاذنا نجيب محفوظ على طول سنوات الصداقة الحميمة بيننا، وهى صداقة تزيد عن أربعين عاما".
استبعاد من الوظيفة
وبعد رحيل عبد الناصر كتب أباظة عدة مقالات فى مجلة الإذاعة والتليفزيون التي رأس تحريرها، هاجمه فيها واتهمه بالكذب والديكتاتورية تحت عنوان (في أي شيء صدق) مما أغضب الرئيس السادات وعزله من رئاسة تحرير المجلة.
اشادة أدبية برواية هارب من الأيام
وحصل ثروت أباظة على جائزة الدولة التشجيعية عام 1958، عن روايته "هارب من الأيام " التي وصفها الدكتور طه حسين أنها اجرأ ما كتب عن القرية في الأدب العربي كما نال وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ثم جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1982.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الأدبية والفنية والثقافية.