ثروت أباظة، باشا الأدباء الذي دفع ثمن هجومه على عبد الناصر حتى وفاته
ثروت أباظة، أسرة أدبية سياسية قدمت للأدب العربي العديد من عمالقة الأدباء والصحفيين بدءًا من والده الأديب دسوقي أباظة، وعمه الشاعر عزيز أباظة والكاتب الصحفي فكري أباظة والصحفيين فاروق أباظة وسالم أباظة، كتب شيء من الخوف وهاجم الرئيس عبد الناصر بعد وفاته وتعرض للفصل من منصبه ورحل في مثل هذا اليوم 17 مارس عام 2002.
ولد الكاتب والأديب ثروت أباظة عام 1927، وتخرج في كلية الحقوق عام 1950، وبدأ حياته محاميًا وظهرت موهبته الأدبية وهو في السادسة عشر من عمره، فبدأ كتابة القصة القصيرة، ثم اتجه الى كتابة الرواية فكانت أولى رواياته "ابن عمار" تبعها قصص: هارب من الأيام، شيء من الخوف، أحلام في الظهيرة، الضباب، الغفران، طارق من السماء، ووصل عدد رواياته إلى 27 رواية إلى جانب 40 قصة قصيرة و40 تمثيلية إذاعية كتبها خصيصًا للإذاعة، ومسرحية واحدة باسم "الحياة لنا".
“لقاء هناك” يدعو بها إلى الوحدة الوطنية
ومن أهم ما كتب "لقاء هناك" الذي يتحدث عن الصراع بين المادة والإيمان والصراع بين الأديان، واستطاع ثروت أباظة الحصول على موافقة شيخ الأزهر حينذاك الدكتور عبد الحليم محمود والبابا شنودة حين حول المؤلف إلى فيلم سينمائي يدعو إلى الوحدة الوطنية.
رئيس اتحاد الكتاب
وتولى ثروت أباظة مناصب متعددة بدأت بكتابة القصة والمقال بجرائد الثقافة، الرسالة، المقطم، الجمهورية ثم الأهرام، ثم رئيسًا للقسم الأدبي بالأهرام وكان آخر مناصبه وكيلًا لمجلس الشورى ورئيسًا لاتحاد الكتاب، كما تولى رئاسة مجلس إدارة مجلة الإذاعة والتليفزيون في بداية عهد السادات فكتب مقالًا يهاجم فيه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ويتهمه فيه بالكذب وتبني الشعارات الكاذبة تحت عنوان (في أي شيء صدق).
وعندما قرأ السادات مقاله أمر بعزله من رئاسة تحرير المجلة لينتقل إلى مجموعة كتاب الأهرام حتى وفاته.
وفى كتابه "ذكريات من حياتي" يحكي الكاتب الكبير ثروت أباظة كيف كانت البداية فيقول: "كان والدي مثلًا أعلى في حياتي فقد كان أديبًا من الدرجة الأولى، واصطحبني منذ الصغر إلى مجالس الكبار فعاصرت الحياة السياسية والأدبية والفكرية وإليه يرجع الفضل في كل ما توصلت إليه فإذا كنت صاحب كلمة فالفضل لوالدي.
بداية العمل بالمحاماة
وعن بداياته الأدبية يقول ثروت أباظة "أهم يوم في مرحلة شبابي وأنا أبلغ من العمر 16 عامًا، حينما أرسلت مقالًا لمجلة الثقافة ونشرت دون معرفة والدي وكان المقال باسم مستعار وكان يومًا حاسمًا لأنه حدد مسار طريقي في الأدب، وكنت أنوي أن أتخذ المحاماة في طريقي مع الأدب ولكن اتضح لي أنه لا يمكن الجمع بين عملين كل منهما حر يعتمد على الرأي.
عمل في الصحافة بشروطه، نشرت له أول قصصه بمجلة الجيل التي كنت أرأس تحريرها مقابل خمسة جنيهات فأقام وليمة بمئات الجنيهات احتفالًا بذلك، نقد فلول الشيوعية في عز مجدها لأنه كان ضد التعصب وضيق الأفق، كان غيورًا على الإسلام ولم يغفل لحظة عن المتربصين به فقد كان سريع الرد والهجوم.
الهجوم على عبد الناصر
كره الأديب ثروت أباظة الرئيس جمال عبد الناصر وهاجم ثورة يوليو وانتقد تأميم الأراضي الزراعية والإقطاعيات فكتب روايته شيء من الخوف التي أنتجت فيلمًا واعترضت عليه الرقابة وقيل إنه كان يقصد بعتريس بطل الرواية الرئيس عبد الناصر، ورغم ذلك وافق الرئيس على عرض الفيلم.
وبعد رحيل عبد الناصر كتب أباظة عدة مقالات فى مجلة الإذاعة والتليفزيون التي رأس تحريرها، هاجمه فيها واتهمه بالكذب والديكتاتورية تحت عنوان (في أي شيء صدق) مما أغضب الرئيس السادات وعزله من رئاسة تحرير المجلة.
إشادة من الدكتور طه حسين
وحصل ثروت أباظة على جائزة الدولة التشجيعية عام 1958، عن روايته "هارب من الأيام " التي وصفها الدكتور طه حسين أنها اجرأ ما كتب عن القرية في الأدب العربي كما نال وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ثم جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1982.
وصفه الكاتب أنيس منصور في مقال كتبه في رثائه بفلاح الباشوات وباشا الأدباء وفارس الصدق فهو كاتب شجاع هدفه الصدق وأمله الشرف.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.