أردوغان يناور بورقة الناتو، انضمام السويد للحلف العسكري مقابل عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي
وضعت تركيا عراقيل أمام حلم السويد فى الانضمام لـ حلف شمال الأطلسي "الناتو"، حيث أعلنت أنقرة رفضها حصول ستوكهولم، على عضوية الحلف الذي يضم 31 عضوا، كان آخرهم فنلندا في أبريل الماضي، وربط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الاثنين موافقة بلاده على الخطوة مقابل قبول عضوية بلاده في الاتحاد الأوروبي وهو الطلب المعطل من ثمانينيات القرن الماضي.
الفرصة الأخيرة لانضمام السويد إلى حلف الناتو
وتنعقد قمة حلف الناتو، غدا الثلاثاء في ليتوانيا وتعد هي الفرصة الأخيرة أمام ستوكهولم للموافقة على الانضمام لحلف شمال الأطلسي، والتي ترغب في اتخاذ هذه الخطوة بعدما سعت على مدار أشهر مضت للانضمام إلى الحلف متخلية التخلي عن سياسة عدم الانحياز التي دامت عقودا، وذلك عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير من العام الماضي الأمر الذي تسبب في قلب المشهد الأمني الأوروبي، مما دفع فنلندا، وجارتها السويد إلى طلب عضوية الناتو بهدف الحماية من أي مهدد خارجي محتمل.
وفي وقت سابق أعرب وزير الخارجية السويدي عن تفاؤله بأن تركيا ستتخلى عن اعتراضاتها على عضوية بلاده في حلف الناتو، قائلا: إن السؤال عن انضمام ستوكهولم هو متى ستنضم، وليس ما إذا كانت ستنضم أم لا؟!
اقرأ أيضا.. صراع مع الزمن من أجل انضمام السويد للناتو
مفاجأة أردوغان للسويد قبيل قمة الناتو
تركيا من أبرز الدول الرافضة لإنضمام السويد للناتو، حيث أعلنت أنقرة قبل أشهر عن غضبها من ستوكهولم برفضها تسليم عشرات المشتبه بهم الذين يرتبطون بمحاولة الانقلاب الفاشلة التى جرت عام 2016، وآخرون تأويهم ستوكهولم من المسلحين الأكراد، مشتبه بهم ومطلوبين للمحاكمة في تركيا، فضلا عن جريمة حرق المصحف الذي نفذها مهاجر عراقي مطلع الشهر الجاري وهو الأمر الذي أثار غضب الدول العربية الإسلامية مما دفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إعلانه عرقلة انضمامها للحلف.
واليوم الأثنين وقبيل 24 ساعة من انعقاد قمة الناتو التي كانت تمثل الأمل الأخير لانضمام السويد إلى حلف الناتو قال الرئيس التركي: إن على الاتحاد الأوروبي أن يفسح المجال أمام انضمام أنقرة إلى التكتل قبل أن يوافق البرلمان التركي على طلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، مما يعني ربط الرئيس أردوغان الموافقة علي طلب السويد الانضمام إلى حلف الناتو بموافقة الاتحاد الأوروبي علي انضمام بلاده إلى التكتل الأوروبي.
رد أوروبي أمريكي على فشل انضمام تركيا للإتحاد الأوروبي
وأضاف أردوغان أن انضمام السويد يتوقف على تنفيذ الاتفاق الذي جرى التوصل إليه الصيف الماضي خلال قمة الحلف في مدريد، وأنه لا ينبغي التوقع بأن تقدم أنقرة تنازلات.
من ناحيتها ردت كل من ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية على تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان والذي ربط فيها موافقة أنقرة على انضمام السويد لـ الناتو بملف انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وقال المستشار الألماني أولاف شولتس، إنه لا علاقة لانضمام السويد إلى الناتو بمسألة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وقال خلال مؤتمر صحفي في برلين: "يجب عدم اعتبارهما موضوعين مرتبطين. لا شيء يمنع انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي"، الذي يعرقله الرئيس التركي منذ أشهر.
واعتبر شولتس أن في تصريحات أردوغان رسالة إيجابية، هي أن منح الضوء الأخضر لعضوية السويد ممكن في المستقبل القريب.
من ناحيته علق البيت الأبيض إن الولايات المتحدة كانت دوما تدعم تطلعات تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ولا تزال تدعمها، لكنه أوضح أن "هذه المناقشات مسألة بين تركيا وأعضاء الاتحاد الأوروبي.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض: تركيزنا منصب على السويد الجاهزة لعضوية حلف شمال الأطلسي.
رفض انضمام تركيا للإتحاد الأوروبي
ويرى مراقبون أن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم حول انضمام السويد للناتو هي مناورة سياسية لفتح ملف انضمام بلاده للاتحاد الأوروبي المعلق منذ ثمانينيات القرن الماضي، حيث كانت تركيا مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لكن طلب عضويتها تعثر بسبب تراجعها الديمقراطي والخلافات مع قبرص العضو في الاتحاد- حسبما أعلن التكتل حينها-.
وقدمت تركيا بداية ملف ترشحها للمجموعة الاقتصادية الأوروبية الاتحاد الأوروبي، عام 1987، ونالت أنقرة وضع دولة مرشحة للانضمام للاتحاد في 1999، وأطلقت رسميا مفاوضات العضوية مع التكتل في 2005.
وتوقفت المفاوضات في 2016 بسبب اتهامات أوروبية بشأن انتهاكات لحقوق الإنسان في تركيا.
سبب الرفض المجري والتركي لإنضمام السويد لحلف الناتو
تركيا والمجر هما الدولتان الوحيدتان في الحلف اللتان لم تصدقا بعد على عضوية السويد، رغم الإجراءات التي اتخذتها ستوكهولم، بما في ذلك تعديل دستورها واعتماد قانون جديد لمكافحة الإرهاب.
بالنسبة للمجر، فالسويد أثارت غضب رئيس الوزراء الهنجاري فيكتور أوربان، أحد أقرب حلفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوروبا، بسبب تعبيرها عن "القلق بشأن سيادة القانون في هنجاريا".
أما بالنسبة لتركيا، فالسويد أغضبت أنقرة برفضها تسليم عشرات المشتبه بهم الذين يرتبطون بمحاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016، وآخرون تأويهم ستوكهولم من المسلحين الأكراد، مشتبه بهم ومطلوبين للمحاكمة في تركيا.
سباق مع الزمن من أجل انضمام السويد لحلف الناتو
ومن ناحية أخرى ذكر تحليل نشرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن مسئولي حلف شمال الأطلسي “الناتو” يخوضون سباقًا مع الزمن لتجنب الإحراج من رؤية الحلف يتخطى هدفه المعلن المتمثل في قبول انضمام السويد إليه بحلول 11 من الشهر الجاري.
وأضاف التحليل أن كلا من السويد وجارتها فنلندا أعلنتا اعتزامهما الانضمام إلى الناتو من خلال سياسة الباب المفتوح التي انتهجها في مايو من العام الماضي، وذلك بعد أسابيع فقط من شن روسيا حربها على أوكرانيا.
وقبلت فنلندا أخيرا في أبريل الماضي، الأمر الذي يضاعف حدود التحالف مع روسيا، لكن انضمام السويد معرقل حاليا.
ومن المقبول بشكل عام أن القوات المسلحة السويدية متوافقة مع الناتو، وبحسب التحليل، لدى السويد وفد دائم في الحلف، وتعتبر شريكا وثيقا للتحالف، مما يعني أن انضمامها يجب أن يكون أمرا سهلا نسبيا.
وقال التحليل إن المشكلة تتمثل في تركيا -العضو المهم استراتيجيا في الناتو بسبب موقعها الجغرافي في كل من الشرق الأوسط وأوروبا، وثاني أكبر قوة عسكرية في التحالف- والتي تمنع انضمام السويد لعدد من الأسباب.
والأهم من ذلك، تقول تركيا إن السويد تسمح لأعضاء جماعات إرهابية كردية بالعمل في السويد، لا سيما حزب العمال الكردستاني.
تغيير قوانين الإرهاب في السويد
وغيرت السويد قوانين الإرهاب الخاصة بها في وقت سابق من هذا العام، حيث جعلت الجريمة جزءا من هذه الجماعات، بالرغم من أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كان هذا كافيا لأنقرة، بحسب التحليل.
وتقول تركيا أيضًا إن الحكومة السويدية كانت متواطئة في احتجاجات لليمين المتطرف، حيث حرق الناس نسخا من القرآن أمام السفارة التركية في ستوكهولم، وذلك قبل حادث حرق المصحف مطلع الشهر الجاري.
كما إن هناك مخاوف بشأن مدى استعداد أردوغان على وصف نفسه بصديق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقبل فترة قصيرة على إعادة انتخابه، قال لـ"سي إن إن" إنه وبوتين يتشاركان "علاقة خاصة".
الموعد النهائي لإنضمام السويد للناتو
وبحسب التحليل "سي إن إن"، يشعر مسؤولو الناتو والحكومة السويدية بالقلق من أن تفويت الموعد النهائي في 11 يوليو الجاري -وهو موعد قمة الناتو المرتقب انطلاقها في العاصمة الليتوانية فيلنيوس- سيبعث برسالة خطيرة لخصوم التحالف، مشيرا فى ذلك إلى روسيا، وكوريا الشمالية، والصين، رغم عدم قربهم من شمال الأطلسي.
وقال دبلوماسي في الناتو لـ"سي إن إن": “إذا تخطينا الموعد النهائي، يقول هذا لأشخاص مثل بوتين: إن ”هناك حلقة ضعيفة في التحالف الغربي"، يعطيهم الوقت والمساحة للتسبب في متاعب، وقد يكون هذا أي شيء من الهجمات السيبرانية إلى تمويل وتشجيع مزيد من حرق القرآن للتسبب في انقسام في السويد".
وقال دبلوماسي من أوروبا الشرقية لـ"سي إن إن" إنه بالإضافة إلى "تشجيع أعداء" الناتو"، يخاطر أي تأخير "بإعطاء شعور بسلطة أردوغان على الحلف".
ويشعر مسؤولون من معظم دول الناتو بالتفاؤل بإمكانية إبرام اتفاق قبل يوليو، لكنهم يدركون أنه قد يكون له ثمن.
وأشار التحليل إلى أن تركيا، بادئ ذي بدء، تريد موافقة الكونجرس على شرائها لمقاتلات "إف-16" الأمريكية. وفي حين يتردد المسؤولون الأمريكيون في ربط قضية السويد والمقاتلات صراحة، يقول المسؤولون إن خلف الكواليس هناك صفقة واضحة يتعين القيام بها.
تاريخ تأسيس الناتو
وتم وضع أسس الحلف، رسميًا، في 4 أبريل 1949 بتوقيع معاهدة شمال الأطلسي، المعروفة بشكل أكبر باسم معاهدة واشنطن.
و قبل 74 عاما، وقع ١٢ عضوا مؤسسا على معاهدة واشنطن التي تستمد سلطتها القانونية من المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وتعيد التأكيد على الحق الطبيعي للدول المستقلة في الدفاع الفردي أو الجماعي عن النفس.
وبانضمام فنلندا في ابريل الماضي، توسع الـ12 مؤسسًا على مدار 74 عاما، ليصل العدد إلى 31 عضوا، في تحول استراتيجي كبير عززته الحرب الروسية الأوكرانية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
