قصة إعدام أنطون سعادة مؤسس الحزب السوري القومي
في مثل هذا اليوم من عام 1949 جرى إعدام مؤسس الحزب السوري القومي الاجتماعي أنطون سعادة.
بدايات ونشأة أنطون سعادة
ولد أنطون سعادة في مارس عام 1904، وتلقى علومه الأولى في مدرسة ألفرير بالقاهرة، وبعد وفاة والدته عاد إلى الوطن ليعيش في كنف جدته حيث سافر والده للعمل في الأرجنتين، وأكمل علومه في مدرسة برمانا.
عام 1919 هاجر مع إخوته إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهناك عمل عدة أشهر في محطة للقطارات وبعدها انتقل إلى البرازيل حيث المقر الجديد لعمل والده، وفي البرازيل، أقبل على نهل العلوم بمواظبة واهتمام على يد أبيه، وانكبَّ على دراسة اللغات بجهد شخصي (برتغالية، الألمانية، والروسية). بعدها اتجهت قراءاته إلى الفلسفة والتاريخ وعلم الاجتماع والسياسة. وما لبث أن شارك والده في إصدار جريدة الجريدة، ثم في مجلة المجلة.
ظهرت كتاباته الأولى عندما كان في الثامنة عشرة. ونشر خلال عامي 1922 - 1923 عدة مقالات طالب فيها بإنهاء الاحتلال الفرنسي واستقلال سوريا، واستشرف مشروع الحركة الصهيونية وخطره على سوريا الطبيعية رابطًا بين وعد بلفور بوطن قومي لليهود في فلسطين وبين اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت سوريا الطبيعية إلى خمس كيانات.
حاول عام 1925 تأليف حزب لتوحيد أبناء الجالية السورية في البرازيل باسم «الشبيبة الفدائية السورية»، لكنه لم يلاقِ نجاحًا. وأعاد المحاولة عام 1927 فأسس «حزب السوريين الأحرار»، الذي توقف نشاطه بعد ثلاث سنوات.
الحزب السوري القومي الاجتماعي
في عام 1933 أعـاد أنطون سعادة إصدار مجلة «المجلة» في بيروت لتساهم في توضيح أسس النهضة السورية القومية الاجتماعية التي طرحها، وعلى صفحاتها ظهرت في المشرق العربي، ولأول مرة، دراسات تحليلية لموضوع «الأمة» استنادًا إلى علم الاجتماع الحديث، وبرؤية مستقلة عن نظريات الغرب التي فلسفت الأمة من منظور عرقي، وسياسي أحيانًا أخرى.
في عام 1935، وبعد أن أصبح انتشار الحزب ملموسًا في الأوساط الشبابية والثقافية، أقام سعادة الاجتماع العام الأول رغم سرية الحزب، وفي هذا الاجتماع ألقى خطابًا مكتوبًا هـو من أهم الوثائق الفكرية في العقيدة السورية القومية الاجتماعية، ودليل عمل حركة النهضة القومية الاجتماعية التي يهدف إليها الحزب، لكن سلطات الانتداب الفرنسي سرعان ما اكتشفت أمر فاعتقلت سعادة وعددًا من الأعضاء بتهمة تشكيل جمعية سرية والإخلال بالأمن العام والإضرار بأمن الدولة وتغيير شكل الحكم.
اعتقال أنطون سعادة
اعتقلت سلطات الانتداب سعادة مرة ثانية في 30 حزيران 1936 (أي بعد أسابيع من الإفراج عنه) لأن مشروع سعادة أصبح يهدد السياسة الاستعمارية الفرنسية بفصل لبنان عن سوريا التاريخية، وتشكيل لبنان كقدم لفرنسا في الشرق الأوسط، وظل في السجن إلى 12 تشرين الثاني 1936 وخلال هذه الفترة أنجز سعادة كتابه شرح مبادئ الحزب وغايته.
أعيد اعتقاله في 9 1937 وظل في السجن، وخرج في نفس العام ليصدر جريدة النهضة التي استقطبت النخبة الثقافية الشابة في تناول السياسة الخارجية والأمور الفكرية والردّ على القوى السياسية المناوئة، وقد حظيت ردود سعادة القومية على البطريرك الماروني والأحزاب الانعزالية في لبنان والشام باهتمام كبير من مختلف الأوساط.
المحاكمة والإعدام لـ أنطون سعادة
بعد جلاء القوات الفرنسية عام 1946 حاول سعادة العودة إلى لبنان لكن تحالف بشارة الخوري (رئيس الجمهورية) ورياض الصلح (رئيس الحكومة) كان يعرقل عودته بحجة الحكم القضائي الصادر بحقه منذ أيام الانتداب.
في 1947 وصلت طائرة سعادة إلى بيروت فأصدرت الحكومة اللبنانية في أعقاب الاستقبال الكبير مذكرة توقيف بحقه ثم ألغتها، ليطلق حركـة مواجهة قومية شاملة خلال حرب فلسطين 1948. وكان رد فعل الحكومة اللبنانية مباشرًا، إذ أصدرت سلسلة قرارات منعت بموجبها الحزب من عقد الاجتماعات العلنية وحدثت عدة صدامات بين أعضاء الحزب وبعد الانتخابات البرلمانية الملغاة لجأ على إثرها سعادة إلى دمشق، واستقبله رئيس سوريا حسني الزعيم، وبعد شهر سلمه للسلطات اللبنانية وفق صفقة فحاكمته وأعدمته فجر يوم 8 يوليو 1949.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية..