د. فخري الفقي مساعد المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي في حوار لــ "فيتو": زيارة الوفد الحقوقي للمعزول تعطي انطباعًا أن لديه القدرة على اتخاذ القرار
لسنا بحاجة إلى قرض صندوق النقد الدولى خاصة بعد مساعدات الدول العربية
الدين العام ما زال مقلقا ويشكل عبئا على الاقتصاد المصرى
لا يجوز الحديث عن مصالحة مع قيادات الإخوان المحرضين على العنف
الكونجرس الأمريكى أصبح على قناعة بأن مايحدث في مصر ثورة وليس انقلابا
وجود حكومة تكنوقراط ذات صبغة اقتصادية يدعو للتفاؤل
كشف د. فخرى الفقى- أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة ومساعد المدير التنفيذى لصندوق النقد الدولى- عن أن زيارة الوفد الحقوقى للمعزول تعطى انطباعا بأن لديه القدرة على اتخاذ القرار.
وأكد في حوار لـــ "فيتو" أننا لسنا بحاجة إلى قرض صندوق النقد الدولى خاصة بعد مساعدات الدول العربية.. موضحا أن الدين العام ما زال مقلقا ويشكل عبئا على الاقتصاد المصرى وأن وجود حكومة تكنوقراط ذات صبغة اقتصادية يدعو للتفاؤل.
وأكد أنه لا يجوز الحديث عن مصالحة مع قيادات الإخوان المحرضين على العنف، وأشار إلى أن الكونجرس الأمريكى أصبح على قناعة بأن مايحدث في مصر ثورة وليس انقلابا.
وإلى تفاصيل الحوار:
- في رأيك.. لماذا لم يتم الإعلان عن موعد زيارة الوفد الحقوقى للرئيس المعزول ؟
هناك أسباب كثيرة من ضمنها حالة الارتباك الموجودة لدى القائمين على إدارة البلاد سواء رئيس الجمهورية أو نائبه إضافة إلى أن محمد مرسي كان رافضا لتلك الزيارة على الرغم من موافقته على زيارة آشتون وهو ما يعطى انطباعا واضحا أن الرئيس المعزول لديه قدرة على اتخاذ قرار رغم أنه متهم ومتحفظ عليه وهو مالا يجب أن يحدث لاتهامه في قضايا قانونية تتمثل في هروبه من سجن وادى النطرون والتخابر مع جهات أجنبية.
- كيف ترى زيارة كاترين آشتون للمرة الثانية لمصر ولقائها بالرئيس المعزول د. محمد مرسي؟
تعتبر تلك الزيارة ضمن الضغوط المستمرة على من يديرون مصر حاليا، حيث تستغل آشتون حالة الارتباك لممارسة ضغوطها وتحقيق المكاسب السياسية ولديها أمل في إحداث ارتباك أكثر بين القائمين على حكم مصر وزيادة هذا التفكك الذي يمكن أن يساهم في تحقيق بعض المخططات الأمريكية وأولها عدم نشر مايحدث بمصر فى دول أخرى مثل تونس وليبيا، فعندما يتم هذا التأييد الشعبى للجيش في دول أخرى مثل تونس سوف يفشل المخطط الإسلامي الذي سعت أمريكا جاهدة لتحقيقه، وبالتالى عرقلة تلك المسيرة التي قد تعطى ثمارها وبالتالى تقوض المخاطر التي تتعرض لها ثورات الربيع العربى التي يقودها الإخوان.
- في ظل تلك الأوضاع التي تمر بها مصر هل تتوقع إعلان حالة الطورئ؟
رئيس الجمهورية منح بعض السلطات لنائبه د.حازم الببلاوى ومن ضمنها فرض حالة الطوارئ إذا لزم الأمر وأعتقد أن هذا الإجراء يرجع للقائمين على السلطة ولن يتخذ إلا في الضرورة القصوى.
- كيف ترى الحقيبة الاقتصادية في الحكومة الجديدة؟
الحكومة الجديدة هي حكومة تكنوقراط ذات صبغة اقتصادية وهذا ما تحتاجه مصر الآن، ومن حسن الحظ أن رئيس الوزراء اقتصادى ووزير الاقتصاد شخصية اقتصادية معروفة، والحكومة مطلوب منها أن تسعى لكى تنجح وليس أمامها إلا النجاح، لأن شعب مصر خرج هذه المرة من أجل النهوض بالدولة التي كانت في ظل حكم الإخوان قد أوشكت على الانهيار، وليثبت أن هذا التيار المدنى غير المتأسلم يستطيع أن يفرض إرادته ويسعى للخروج بالبلاد من عنق الزجاجة، فغالبية الشعب الذي خرج في 30 يونيو لم ينتقد وزيرا حتى الآن، ولكنه يبحث عن الكفاءات لكى يمر الاقتصاد المصرى من عنق الزجاجة، وعلى الرغم من هذا الضجيج الموجود في الشارع المصرى على الحكومة أن تنجح رغم وجود كثير من المعوقات.
- ما رأيك في تجدد الحديث حول قرض صندوق النقد الدولى؟
أعتقد أننا لسنا بحاجة إلى قرض صندوق النقد الدولى خاصة بعد قروض الدول العربية التي وصلت إلى 12 مليار دولار فليس أمام تلك الحكومة إلا أن تخرج بالشعب لبر الأمان والاستقرار الاقتصادى.
- ما توقعاتك لخطة "مارشيل" التي تحدث عنها د.زياد بهاء الدين ؟
بعد الحرب العالمية الثانية قدمت الولايات المتحدة الأمريكية مساعدات مادية لدول أوربا وفى وضعنا الحالى ساندت الدول العربية مصر بمساعدات مالية ومنح بترولية وهذا الدعم من المهم أن تستطيع حكومة الببلاوى استغلاله لبناء الاقتصاد الوطنى.
- ما وضع الدين العام ؟
الدين العام ما زال مقلقا ويشكل عبئا على الاقتصاد المصرى لأنه يشكل 90%من الناتج المحلى الإجمالي ويفترض أن لا تزيد الحدود الآمنة عن 60% وبالتالى فالدين العام يشكل أزمة في مصر ولكن مع الدعم العربى لمصر يمكن أن يقلل من حالة الهلع الذي نعيشة وإن كان مازال يشكل قيدا على حركة الاقتصاد ولذا لابد من تقليل العجز في الموازنة ليصل لـــــ 9% بدلا من 13% عام 2014.
- هناك أعضاء بالكونجرس الأمريكى يدعون لتعليق المساعدات العسكرية في ظل تزايد العنف وهناك مشروع قانون لإلغاء المعونة..كيف تقرأ هذا التوجه الأمريكى؟
أولا معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل كانت تنص على تأمين إسرائيل مقابل مساعدة مصر بقانون المعونة وبما أن مصر ملتزمة باتفاقية السلام مع إسرائيل ستظل أمريكا ملتزمة بقانون المعونة، وعندما تأكدت أمريكا أن ما يحدث في مصر ثورة وليس انقلابا أصبح هناك قناعة لدى الكونجرس الأمريكى أن ما حدث ثورة شعبية، وبالتالى لايحق لها إلغاء المعونة وإلا ترجع مصر عن اتفاقها بشأن إسرائيل، وأن تكون في حل من تلك المعاهدة، إذًا.. أمريكا من مصلحتها أن تستمر تلك المعونة ولكن بوضع شروط منها إرساء قواعد ديمقراطية وإعادة بناء مؤسسات الدولة وأعتقد أن تلك الدعوات من الكونجرس قد هدأت لأنها ستجر على أمريكا كثيرا من المشاكل في المنطقة.
- ما رأيك فيما تردد مؤخرا عن وجود مساع ومفاوضات لإنهاء اعتصام رابعة ؟
الإخوان المعتصمون الآن في رابعة والنهضة أصبحوا بالنسبة لنا منقسمين لقسمين، الأول رموز الإخوان ولابد أن يكون هناك محاسبة لهم ولا مصالحة معهم، لأن هؤلاء يحرضون على العنف وقطع الطرق وحمل السلاح، أما الحشود الأخرى غير الرموز فتحتاج إلى مخاطبة من قبل الإعلام لأن هؤلاء الناس مغيبون ومغرر بهم فلابد من خطاب دينى منضبط يوضح لهم حقيقة الأمر.
- كيف ترى الانتخابات البرلمانية المقبلة ؟
يجب الإسراع بقانون الانتخابات بقدر المستطاع لكى نستطيع إرسال رسالة للعالم نقول فيها إن مصر تسعى جاهدة لإرساء قواعد الديمقراطية وإرساء قواعد الدولة.
- هل تتوقع أن تتم محاكمة مرسي قريبا؟
الرئيس المعزول محتجز نتيجة هروبه من سجن النطرون والتخابر مع دول أجنبية وقتل المتظاهرين والتحريض على قتلهم وتلك المسألة تخص القضاء المصرى وليس لها مواءمات معينة ولكن ثقتنا بالقضاء المصرى تفوق الوصف.
- تردد أن البنك المركزى يبيع 38 مليون دولار للبنوك وهناك توقعات بانتهاء السوق السوداء للدولار خلال شهر..كيف تقرأ ذلك؟
البنك المركزى يقوم بهذا الدور في إطار المزاد الدولى الذي يعقده لبيع العملات الأجنبية للبنوك لاستقرار سعر الدولار وتقوم البنوك بدورها ببيع الدولار للعملاء ورجال الأعمال وبذلك تضيع الفرصة على العاملين بالسوق السوداء، إذًا العملاء عندما يجدون الدولار متوفرا لن يلجأوا لشرائه بسعر يزيد عن سعر البنوك وهذا سيحافظ على استقرار سعر الصرف والقضاء على السوق السوداء خلال شهر واحد وقديما كانت تلك المزادات تقام مرة واحدة أسبوعيا بينما الآن أصبحت تقام ثلاث مرات في الأسبوع وهذا يعنى أن الأوضاع سوف تتخذ طريقا أفضل في فترة وجيزة.