محمد معيط.. الجندى المجهول فى الحكومة.. يتحمل عبء أخطر الملفات وعبر بالاقتصاد المصرى أزمات متعددة.. ويتلقى الضربات نيابة عن الجميع
تعرضت مصر لأزمة اقتصادية عنيفة خلال العام المالى المنقضى، وتأثرت بالأزمة العالمية التى كادت أن تعصف باقتصاديات الدول الناشئة، مما وضع وزراء المجموعة الاقتصادية فى اختبار صعب، وعلى رأسهم الدكتور محمد معيط وزير المالية التى يتحمل مسئولية ضخمة ولا يزال يتلقى فى الوقت نفسه الضربات نيابة عن الجميع.
مسئولية كبيرة
ويتحمل وزير المالية مسئولية كبيرة أمام المجتمع والدولة فى إعادة الاستقرار للوضع الاقتصادى، لهذا نشط بشدة خلال العام المالى المنقضى سواء بجولات خارجية للتفاوض والبحث مع صندوق النقد والبنك الدوليين وغيرهما من البنوك الشريكة لمصر عن حلول للأزمة، أو مع رجال أعمال ومستثمرين أجانب لزيادة الاستثمار المباشر.
لم يهدر وزير المالية أي فرصة لطمأنة المستثمرين والمواطنين على الوضع الاقتصادى المصرى إلا وفعلها، ما يطرح السؤال: هل نجح وزير المالية فى إدارته للأزمة حتى الآن؟ وما مدى فرص نجاحه فى العبور بالاقتصاد المصرى إلى بر الأمان؟
البحث فى مؤشرات الاقتصاد الكلى خلال الـ١١ شهرًا الماضية من العام المالى الحالى تكشف عن تحسن طفيف، حيث استطاعت مصر تحقيق فائض أولى بنحو ١,٢٪ من الناتج المحلى الإجمالى ونمو الإيرادات الضريبية بنسبة ٢٩,٤٪ نتيجة لأعمال التطوير والرقمنة التى شهدتها المنظومة خلال الأعوام الماضية.
كما سجل الحساب الجارى خلال النصف الأول من العام المالى الحالى فائضًا بنحو ١,٨ مليار دولار، وحقق الميزان التجارى النفطى فائضًا بنحو ١,٩ مليار دولار، وشهد الميزان التجارى غير النفطى تحسنًا بنحو ٦,٢ مليار دولار، وزادت الإيرادات السياحية بنسبة ٢٦٪، وتم تحقيق ٥,٧ مليار دولار صافى الاستثمار الأجنبى المباشر بمعدل نمو ٧٥٪، وسجلت عائدات قناة السويس ٤ مليارات دولار.
خفض الدين
أوضح الوزير فى أكثر من مناسبة، استمراره فى تعظيم جهود تنويع أدوات الدين وخفض تكلفته من خلال الوصول إلى أدوات مالية مبتكرة، تسهم فى وضع معدل الدين فى المسار النزولى؛ بما يضمن الوصول به لأقل ٨٠٪ من الناتج المحلى بحلول يونيو ٢٠٢٧، فى إطار تعزيز التمويلات المختلطة التى تمزج بين التمويل العام والخاص.
وأشار إلى استهداف وزاراته إطالة عمر الدين إلى ٣,٥ أعوام بنهاية يونيو الحالى، و٥ سنوات بحلول يونيو ٢٠٢٧، مشيرًا إلى أن موازنة العام المالى ٢٠٢٣/ ٢٠٢٤ تستهدف تحقيق ٢,٥٪ فائضًا أوليا و٤,١٪ نموًا.
من ناحيته، يقول الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادى، إن مصر أمام مشكلة كبيرة، حيث لا يوجد وزير اقتصاد أو استثمار، ما يضع عبئا كبيرا على وزير المالية للقيام بهذا الدور، موضحا أن ما يزيد من صعوبة مشكلات المنظومة الاقتصادية مشكلة الأوضاع المعيشية على المواطنين والمعاناة الكبيرة التى تخلق لدى المواطن حالة من عدم الرضا تجاه الحكومة وهذه ليست ميزة.
وأضاف رشاد عبده، فى تصريح خاص لـ«فيتو»، أن الضرائب تمثل حاليا أكثر من 75% من إيرادات مصر، على الرغم من أن العرف العالمى الضرائب 25% من الناتج المحلى، مشيرا إلى أن الناتج المحلى لمصر وصل إلى 8 تريليونات جنيه، ورغم ذلك لم تصل إيرادات الضرائب تريليون واحد فقط، ما يشير إلى وجود مشكلة.
وأشاد عبده فى الوقت ذاته بوثيقة ملكية الدولة التى طرحت بالتنسيق مع صندوق النقد الدولى، عبر عرض 32 شركة وبنك وفندق -إما كليا أو أجزاء مؤثرة بها- أمام المستثمرين، لافتا إلى أن الصندوق كان يفضل بيع هذه الأصول للصناديق السيادية الخليجية، لكنها تتحفظ على أداء المجموعة الاقتصادية المصرية، التى تراها ضعيفة وغير قادرة على إدارة الشئون الاقتصادية للبلاد ما ينعكس على استثماراتها.
وعن رؤيته لآلية إدارة تطبيق منظومة الفاتورة الإلكترونية، أكد رشاد عبده، أن الدولة أكبر من أي شيء آخر، وبالتالى عند الاتفاق على تطبيق الفاتورة الإلكترونية، لا يجب أن نجد المحامين أو الأطباء وغيرهم يريدون استثناء، لافتا إلى ضرورة فرض هيبة الدولة وإرادتها.
واستكمل: عندما يوجد وزير مالية قوى يعزز أداء الحكومة والعكس صحيح. مردفا: لا يجب وضع أي استثناءات فى تطبيق المنظومة، ولكن يجب عليها إقامة دورات تدريبية لأن الكثير من التجار لا يعرفون كيفية التعامل مع التطور التكنولوجى والفاتورة الإلكترونية. موضحا أهمية نشر هذه الثقافة لديهم، لأن تطبيق الفاتورة الإلكترونية يستطيع أن يأتى بجزء من حق الدولة.
جولات وزير المالية
ويرى عبده أن الجولات الخارجية لوزير المالية مهمتها ترويج الأذون، لافتا إلى نموذج اليونان التى طرحت منذ فترة أذون باليورو، لأنها تتبع الاتحاد الأوروبى بفائدة 7%، كما أن ألمانيا طرحت أيضًا أذونا وسندات باليورو بفائدة تقل عن 1%، موضحا أن السندات تعد اقتراضا ومن يشترى هذه السندات ينظر إلى قدرة الدولة على هذه السندات، ولهذا الأهم من القيام بالجولات الخارجية هو تحسين بيئة ومناخ الاستثمار حتى لا تكون السندات مكلفة على الدولة.
ومن جانبه يرى أبو بكر الديب، الخبير الاقتصادى، أن وزير المالية، ووزراء المجموعة الاقتصادية نجحوا بشكل كبير فى العبور بالاقتصاد المصرى من أزمتين كبيرتين، وهما تداعيات جائحة كورونا التى أثقلت الاقتصاد العالمى، ثم جاءت بعدها الحرب الروسية الأوكرانية وما تبعها من توقيع أكثر من 14 ألف عقوبة عبر الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين ضد روسيا، ما أضر بسلاسل الإمداد ورفع تكلفة الشحن والوقود والطاقة والغذاء وهو ما أدخل اقتصادات العديد من الدول فى دائرة الركود والشلل بجانب عزو التضخم وارتفاع معدلاته فى العالم بأرقام غير مسبوقة بالعديد من الدول، أبرزها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى.
وأوضح فى تصريح خاص لـ«فيتو» أن الاقتصاد المصرى وقف صامدًا أمام هذه التداعيات الخطيرة بسبب المرونة التى انتهجتها الحكومة من خلال برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى بدأته عام 2016 بالتعاون مع صندوق النقد الدولى، والذى شمل مناحى متعددة منها التشريعية وتحديث القوانين مثل قانون البنوك والاستثمار الموحد والثروة التعدينية بجانب الإصلاح الهيكلى فى الاقتصاد الوطنى، ونجحت وزارة المالية فى طرح سندات فى الأسواق الدولية بالدولار واليوان والين اليابانى.
وأشار إلى أن وزارة المالية نجحت فى عبور كافة الأزمات الاقتصادية ومن ضمنها التضخم بفضل السياسة الحكيمة للوزير محمد معيط، مؤكدا أن وزير المالية من أنشط الوزراء فى جولاته الداخلية والخارجية، كما كان أحد أطراف مفاوضات مصر مع صندوق النقد والبنك الدوليين ومؤسسات التمويل الدولية، بجانب مشاركته فى مشروع وثيقة ملكية الدولة.
ولفت إلى أن أداء الوزير كان خلف إصدار العديد من مؤسسات التصنيف الائتمانى تقارير إيجابية عن مصر، وكذلك صندوق النقد والبنك الدوليين، مؤكدا أنه أسهم بشكل كبير فى إنجاح الاقتصاد المصرى خلال الفترة الماضية لاسيما فى زيادة الحصيلة الضريبية وتقليل نسبة التهرب الضريبى وتحديث منظومة الجمارك.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد ، أخبارالمحافظات ، أخبارالسياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.