كيف ساهمت التيارات الدينية في توسيع الفجوة بين القيم الإسلامية والمسلمين؟
على مدار عقود ساهمت التيارات الدينية في توسيع الفجوة بين المسلمين، والفهم والنفي للإسلام وقيمه وأفكاره وضوابطه الأخلاقية والإنسانية، لهذا ولد التطرف والعنف والإرهاب حديثا، وأصبح وصمة في حق الإسلام والمسلمين، لكن كيف يمكن إعادة ضبط الحياة الإسلامية وتشكيل العقل الإسلامي وفق الضوابط الأخلاقية للإسلام، وليس أفكار وأيدلوجيات التيارات الدينية، وجماعات الإسلام السياسي ؟
الجماعات الدينية أساس أزمة المجتمع الإسلامي
يرى الدكتور نصر عارف، المفكر السياسي والباحث في الأديان، أن هناك ضرورة قصوى للتفرقة بين الدين والتدين، فالإسلام دين القيم، والدين المعاملة، وهذه قواعد ثابتة لا تحتاج إلى دليل.
وأكد المفكر السياسي أن الإشكالية الكبرى التي يعيش فيها المسلم الآن، تسببت فيها الجماعات التي نصبت من نفسها متحدثة باسم الدين، تراقب الناس باسم رب العالمين، وتعيد تفسير كل شيء في الدين طبقًا لما تراه، وكل ما عداها أصبح خطأ وضلال مبين.
واستكمل: ظهرت هذه الجماعات في ظل غياب الدولة، وانكماش مؤسساتها الدينية، ودخولها في حالة بيات شتوي امتدت لأكثر من نصف قرن، واستطاعت هذه الجماعات إعادة صياغة التدين، فأربكت المسلمين، وأدخلتهم في متاهات لن يخرجوا منها قبل جيل من الآن.
وأشار عارف إلى ان الدين يشمل كل الكتب السماوية بينما التدين يمثل قناعة لافتا إلى أن هناك مساحة واسعة بين الدين والتدين في جميع الملل والأديان لافتا إلى أن أزمة المسلم في هذا الزمان، أنه يعيش منذ عقود طويلة مع العديد من الوعاظ والدعاة غير مؤهلين بشكل كافي.
نظم التعليم مسئولة عن جزء من الأزمة في العالم العربي
وأكد أن نظم التعليم في عالمنا العربي ترسل أوائل الطلاب إلى الطب والهندسة، بينما من هم دونهم بكثير ينصرفون إلى التعليم الديني والشرعي والقانوني والأدبي بالجملة، لذلك قل المتميزون في فئة المشتغلين بتعليم وتنظيم تدين المسلمين، إلا من رحم ربي، وهم أقلية ضئيلة نادرة لا تستطيع التأثير.
واستكمل: الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاق، وهذا هو البناء المعماري لهذا الدين الحنيف، منذ نزول الإسلام، ومع تطور الزمن وترجمة الفلسفة اليونانية، والاحتكاك بالحضارات والعقائد الأخرى؛ وجد المسلمون أنفسهم في حاجة إلى إثبات قضايا الإيمان هذه بالعقل، لأنهم يخاطبون بشرًا لا يؤمنون بالقرآن والسنة، فكان من شدة تسامحهم، ورقيهم أنهم أرادوا الدفاع عن دينهم بمنهج من يتحاورون معهم، وهو الإثبات العقلي بالحجة والبرهان، فنشأ ما سمي بعلم العقيدة، أو علم الكلام، أو علم التوحيد للدفاع عن الإيمان الإسلامي بالحجة العقلية والبرهان المنطقي من الكون والتاريخ.
وأوضح المفكر السياسي أن الإسلام ترك جميع حياة الإنسان بعد ذلك للأخلاق، فهي الأساس في كل شيء، لافتا إلى أنه لا قيمة للإيمان أو للشريعة والفقه إن لم تتحول إلى أخلاق يعيش بها الإنسان في الحياة، تضبط سائر سلوكه مع ربه ونفسه ومع الناس، فالأخلاق هي هدف وغاية كل العقيدة، وكل الشريعة، وكل الفقه، مشددا على ضرورة الابتعاد عن إرث التيارات الدينية التي أفسدت كل شيء.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.