جوزيب بوريل في مصر، مشاورات أوروبية مع القاهرة لحسم ملفات حساسة برًا وبحرًا
قالت الشيماء عرفات، الباحثة في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية والمختصة في الشأن الأوروبي: إن الاتحاد الأوروبي ومصر يحكم أعمالهما حاليًا، اتفاقية الشراكة التي وُقعت في 2001، والتي دخلت حيز التنفيذ في 2004، وإن كانت بالطبع العلاقات بين الطرفين موغلة في القدم بسبب التقارب الجغرافي والتاريخي، الذي فرض على الجانبين تأثّر سياسي اقتصادي بل وفكري متبادل ومستمر.
وتابعت فى سياق تعليقها لـ"فيتو"، علي زيارة جوزيب بوريل، الممثل الأعلي للاتحاد الاوروبي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية إلى مصر: تنشئ اتفاقية الشراكة منطقة للتجارة الحرة، مع إلغاء التعريفات الجمركية على المنتجات الصناعية، ومنح امتيازات كبيرة للمنتجات الزراعية، ولهذا يعد الاتحاد الأوروبي أهم شريك تجاري لمصر؛ ويمثل حوالي 30% من صادرات مصر في 2022، وفق رئيس وفد الاتحاد الأوروبي لدى مصر السفير كريستيان برجر.
ووفق السفير كريستيان برجر، فإنه قد تحققت قفزة هائلة في الصادرات المصرية إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 78.8% أي من 9 مليارات يورو في عام 2021 إلى 16 مليارًا و300 مليون يورو في عام 2022، مدفوعة بارتفاع صادرات الوقود والأسمدة، كنتيجة لتنويع الاتحاد لصادراته بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا.
وامتد هذا التعاون، للاستثمار الأجنبي المباشر، حيث تُعد مصر ثاني أكبر متلقٍ للاستثمار الأجنبي المباشر من الاتحاد الأوروبي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفقًا للموقع الرسمي للاتحاد.
اقرأ أيضًا: بوريل: الاتحاد الأوروبي يواصل مجهوداته للوصول إلى تسوية في السودان
وفيما يتصل بملف الهجرة غير الشرعية، والذي يمُثل هاجسًا مستمرًا للقيادات الأوروبية، والذي تعزز بتدفقات اللاجئين الأوكرانيين للقارة، في حين لم يتم التعافي الكامل من هجرة اللاجئين السوريين في 2015\2016، توصل وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي في يوم 8 يونيو الجاري لاتفاق حول نصين رئيسيين ضمن مشروع إصلاح نظام الهجرة.
ويلحظ الإصلاح تضامنا بين الدول الأوروبية على صعيد استقبال المهاجرين، وتسريع البت في طلبات لجوء عدد من المهاجرين المتواجدين عند الحدود، بعد طول جدل، ويفتح الاتفاق الذي تم التوصل إليه المجال أمام مفاوضات في البرلمان الأوروبي بغية تبني الإصلاح قبل الانتخابات الأوروبية المقررة في يونيو 2024. وعليه، فمن المتوقع محاولة النقاش وتنسيق الجهود بين الاتحاد ومصر في هذا الملف، لضمان فاعلية الاتفاق.
وأضافت الشيماء عرفات: أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على القارة الأوروبية في ملفات مثل ضرورات تعزيز الدفاع الأوروبي، والتعامل مع أزمة اللاجئين الأوكرانيين، والقت بظلالها على ملف الطاقة، حيث أكدت الحرب على ضرورة تنويع القارة لموردي الطاقة لها، وكذلك التسريع في الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.
وتابعت: هذا الملف الذي يتوافق مع أهداف السياسة المصرية، ولهذا بنهاية مايو الماضي، خلال الفعالية المصرية - الأوروبية لربط الطاقة. صرّح سفير السويد لدى مصر، هوكان إيمسجورد: "إن الطلب على الطاقة المستدامة في أوروبا يتزايد، ومصر في مركز جيد يؤهلها لتزويد أوروبا بهذه الطاقة".
ومن جانبه أكد المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية أن الاتحاد الأوروبي يعد من أبرز الشركاء لقطاع الطاقة المصري وكان له دائما دور مهم ونشط في مختلف أنشطة البترول والغاز في مصر، وبخاصة منذ عام ٢٠١٨ مع توقيع مذكرة تفاهم للتعاون الاستراتيجي في مجال الطاقة بين مصر والاتحاد الأوروبي.
يتوافق هذا الدعم، مع حقيقة أن الاتحاد الأوروبي يُعد أكبر مانح في مجال المُاخ في العالم حيث يقدم أكثر من 40% من تمويل المناخ العام العالمي.
وكان أخر تلك التطورات المتعلقة بالتعاون في مجال الطاقة المتجددة على سبيل المثال، توقيع مصر في منتصف مايو الماضي، مذكرة تفاهم مع شركة "سكاتك إيه إس إيه" النرويجية لبدء دراسات مشروع تصدير الطاقة المتجددة من مصر إلى أوروبا عبر إيطاليا. وتتضمن التعاون لبدء الدراسات تمهيدا لتنفيذ مشروع تصدير الطاقة المتجددة إلى أوروبا عبر إيطاليا باستخدام خط ربط بحري بقدرة لا تقل عن 3 جيجاوات.
ويعتبر ملف الامن الغذائي من أهم الملفات على أجندة صانع القرار المصري، ولهذا يولى الاتحاد أهمية لهذا الملف، وبخاصة أن مصر كانت من أكبر المتأثرين باضطراب توريد القمح عامليًا بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، لذا في إبريل عام 2022، قال نائب رئيس المفوضية الأوروبية، فرانس تيمرمانز، إن الاتحاد الأوروبي قرر تخصيص 100 مليون يورو لدعم الأمن الغذائي لمصر وتسهيل وصول القمح إليها بأسعار مناسبة.
وفى مارس الماضي، تم البدء في تنفيذ التمويل، وشهدت وزيرة التعاون الدولي بمصر، ووزير التموين والتجارة الداخلية المصري، ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي المصري، السيد القصير، في مصر، وذلك في إطار دعم الاتحاد الأوروبي للأمن الغذائي بمصر، ويجري الاتفاق على المشروعات المتعلقة بالمبلغ المتبقي والمقدر بنحو 60 مليون يورو.
في الختام، يُعد ملف مكافحة الإرهاب ملفا متشابكا، لا يتم التعامل معه بتعزيز القدرات الأمنية فقط، وإن كان للطرفين تعاون كبير في هذا الجانب. ولكن يتم التعامل معه بنظرة شاملة تتصل بالتعامل مع مسبباته كالفقر، والهجرة غير الشرعية والتشدد الفكري. وفى هذا البُعد لا تتوقف جهود الطرفين في تعزيز تعاونهم للتعامل مع تلك الأسباب، وهو ما يُعد دافعًا للدور التنموي المهم الذي يركز عليه الاتحاد في تعاونه مع مصر.
وكان استقبل الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، اليوم الأحد، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشئون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل والوفد المرافق له.
اقرأ أيضًا: مشاورات سياسية بين أبوالغيط وبوريل لبحث قضايا المنطقة والعالم
علاقات الصداقة التاريخية
وصرح المتحدث الرسمي باسم الامين العام، أن ابوالغيط أكد خلال اللقاء على علاقات الصداقة التاريخية والراسخة والتعاون المتميز بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي.
وأوضح المتحدث أن جلسة المشاورات السياسية المعمقة تطرقت الي عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك والأزمات في المنطقة، وبشكل خاص فيما يتصل بالقضية الفلسطينية حيث أكد الطرفان على الثوابت المتفق عليها لإقامة سلام عادل ودائم وشامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفق قرارات الشرعية الدولية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ومبادرة السلام العربية وعلى أساس حل الدولتين.
تبادل وجهات النظر
وأضاف المتحدث ان الجانبين تبادلا وجهات النظر فيما يخص الأزمات في السودان وليبيا واليمن وأوكرانيا وسبل العمل علي تسويتها، وكذلك الحاجة إلى معالجة جذور الأسباب التي ساهمت في تفاقم أزمة الهجرة غير الشرعية خاصة عبر البحر المتوسط.
وأوضح ان الجانبين اتفقا على أهمية تعزيز وتطوير علاقات التعاون المؤسسى القائم بين الجامعة العربية والاتحاد الاوروبي فى كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وقبل وقت سابق أعلن المكتب الإعلامي للمفوضية الأوروبية أن الممثل الأعلى للاتحاد للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل سيقوم بزيارة مصر في الفترة من 17 إلى 19 يونيو 2023.
وأوضح بيان المفوضية الأوروبية أن بوريل سيعقد خلال زيارته لقاءات مع عدد من المسؤولين.
تعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ومصر
وأشار البيان إلى أن الزيارة ستوفر فرصة لتعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ومصر، وكذلك التعاون بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، ومناقشة التحديات العالمية والإقليمية المشتركة مثل الهجرة والطاقة ومكافحة الإرهاب والأمن الغذائي.
اقرأ ايضا: جوزيب بوريل يصل مصر اليوم لعقد لقاءات مع مسئولين
تسوية الصراع في السودان
وفي وقت سابق، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: إن الاتحاد الأوروبي سيواصل الدفع من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للصراع في السودان على الرغم من إجلاء الموظفين الدبلوماسيين وغيرهم من مواطني الاتحاد الأوروبي من البلاد أخيرًا.
وأوضح بوريل قبل اجتماع مع وزراء خارجية دول التكتل: "علينا أن نواصل الضغط من أجل تسوية سياسية. لا يمكننا تحمل انفجار السودان من الداخل لأن هذا سيرسل موجات من الصدمات في أفريقيا بأسرها".
وأضاف بوريل خلال تصريحاته أن سفير الاتحاد الأوروبي في السودان لا يزال في البلاد، متابعا: "القبطان هو آخر مَن يغادر السفينة. إنه في السودان لكنه لم يعد في الخرطوم".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية.