باحث لـ"فيتو": المنطقة أمام مرحلة جديدة شديدة الحساسية بعد مصالحة إيران والسعودية
وصل وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، السبت، إلى العاصمة الإيرانية طهران في زيارة رسمية بعد عودة العلاقات بين البلدين جراء قطيعة استمرت أكثر من 7 سنوات، وذلك للقاء نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لإجراء محادثات حول القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.
عودة العلاقات بين إيران والسعودية
وعلق هاني سليمان، الخبير في الشأن الإيراني ومدير المركز العربي للبحوث والدراسات، على زيارة وزير الخارجية السعودية لطهران، قائلًا إن زيارة الأمير فيصل بن فرحان إلى طهران تتشكل بالتوازي مع دعوة الملك سلمان، لإبراهيم رئيسي لزياره المملكة، وأن ذلك بمثابة تحول نوعي في طبيعة العلاقات السعودية الإيرانية، ومكن سرعة التوصل للاتفاق برعاية صينية وبشكل فجائي في إمكانية أن يصل هذا الاتفاق لمراحل متقدمة وأن يأخذ خطوات واقعيه ثابتة.
لكن كان هناك العديد من المؤشرات لبعض التهدئة في اليمن علاوة على الرسائل الإيجابية ما بين الطرفين سواء على مستوى التهدئة الإعلامية أو على مستوى التصريحات الرسمية الإيجابية وانعكاساتها على العديد من الملفات وأيضا في داخل السوري وعودة سوريا إلى الجامعة العربية علاوة على بعض المشاورات في الفترة الأخيرة، مشيرا إلى أن كل ذلك يؤكد أننا بصدد مرحلة مختلفة كليا عن أي مراحل سابقة، وأي خطابات للتهدئة كانت تتبناها إيران في الماضي.
وتابع: أعتقد أننا هذه المرة بصدد محاولات جدية، وأن هناك خطوات ملموسة على الأرض بشكل سريع وتلك الخطوة في الزيارات المتبادلة تؤكد أننا في إطار مرحلة أكثر جدية وخطوات أكثر واقعية وسيكون لها نتائج وتداعيات إيجابية في المستقبل القريب.
مرحلة جديدة
تلك الزيارة تؤكد أن أننا بصدد مرحلة جديدة تؤكد أن كلا الطرفين استوعب جيدا أن مسالة الحسم ومساله التمسك بقوالب جامدة لن يؤدي إلى نتائج إيجابية على الأرض وبالتالي استحاله كل طرف حسم المسألة لصالحه وربما أيضا أدرك الطرفان أنهم في حاجة إلى تطبيع العلاقات لمزيد من المصالح والعلاقات المتبادلة والاستفادة المشتركة بدلا من الصراع الذي أفقد كل طرف قدراته النوعية ويمكن هذه الخطوات تؤكد على فكرة سيولة العلاقات الدولية بمعنى أننا في العلاقات الدولية المعاصرة فلسنا بصدد قوالب جامدة علاقات صراعات بحتة أو تعاون مستمر.
وأشار إلى أن هناك حالة من التقلب والتغير وفقا للأهداف المشتركة وفقا للمتغيرات وهندسة المصالح والحسابات لكل طرف في الآخر، كما أن هذا التقارب هو نتيجة وأيضا هو انعكاس لحالة التغيرات والتحالفات والتوازنات الموجودة في السياق الإقليمي والمجتمع الدولي في هذه الآونة من خلال التقارب الروسي الصيني مع إيران وأيضا العربي الصيني الروسي وبالتالي هناك رغبة مشتركة في تذليل كافة العقبات لعلاقات عربية إيرانية وأيضا إيران رقم مشترك في العديد من المعادلات الإقليمية وهي لها دور مهم فيما يتعلق ببعض المسائل على المستوى السياسي والأمني هناك بعض المصالح الاقتصادية التي تريد إيران اكتسابها من خلال تعميق علاقاتها مع السعودية ومع الدول العربية، لذا نريى أن هناك العديد من المصالح المشتركة والأهداف التي فرضت نفسها ما بين الجانبين أو حتى على المستوى الإقليمي والدولي.
والآن نحن بصدد مرحله جديده وهذه الفتر شديده الحساسية كونها فتره اختبار التوجه الايراني ومدى جديه النظام الايراني وايضا هي مرحله بناء الثقة والتوافق بشكل اساسي هناك رغبه مشتركه من كلا الجانبين لكن الوقت سيجيب على كافه الأسئلة المتعلقة بقدره ايران على تحويل الخلافات الأيديولوجية وتوجهها المنطلق من فكره تصدير الثورة والتمسك بأهداف الدولة الفارسية والمصالح الضيقة الى علاقات اكثر اتزانا واستقرارا بعيدا عن التجاذبات الطائفية والاستثمار في الميليشيات وايضا العداء مع دول الجوار والدول الإقليمية الى اي مدى ايران قادره على التحول الى دوله طبيعية والتخلي عن السياسات وادبيات الثورة التي حكمتها لفتره طويله.
وكانت العلاقات بين طهران والرياض استؤنفت قبل عدة أشهر بوساطة صينية بعد قطيعة استمرت لنحو 7 سنوات، ومن المرجح أن يعلن وزير الخارجية السعودي خلال الزيارة عن إعادة فتح السفارة والقنصلية السعودية في إيران في أقرب وقت ممكن، كخطوة تنفيذية فعلية لتطبيق اتفاق إعادة العلاقات الدبلوماسية بعد أن قررت المملكة إغلاقها في عام 2016.
اقرأ ايضا: صورة تربك المؤتمر الصحفي بين وزيري خارجية السعودية وإيران، وطهران تكشف التفاصيل
وبحسب وكالة “ تسنيم” الإيرانية، فإن زيارة الأمير فيصل تأتي في إطار تحسين المستوى التفاهم بشأن المشكلات المشتركة، إضافة إلي أن إيران ترحب بأية خطوة تسهم في تخفيف التوترات وإحلال السلام والأمن في المنطقة، وتأمل الحكومتان أن تؤدي هذه الزيارة إلى تطبیع العلاقات وتعزيز التعاون في مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية، بما في ذلك الأزمة النووية والوضع في اليمن وسوريا ولبنان، حيث تعد هذه الزيارة الأولى من نوعها منذ سنوات.
وزيرا خارجية السعودية وإيران التقيا مرتين
يذكر أن وزيرا خارجية السعودية وإيران التقيا مرتين من قبل؛ الأولى في بكين والثانية في كيب تاون جنوب افريقيا، وأعلن فيصل بن فرحان في اللقاء الثاني في كيب تاون مع أمير عبد اللهيان عن نيته لزيارة طهران دون تحديد موعد الزيارة.
والأسبوع الماضي تم الكشف عن زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلي طهران وعن مخطط لقائه بعدد من المسئولين الإيرانيين، خاصة بعد أن تم فتح السفارة الإيرانية لدي الرياض وكذلك القنصلية العامة الإيرانية في جدة في الـسابع من يونيو الجاري، وذلك حسبما قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية ناصر كنعاني، مشيرا الي أن زيارة وزير خارجية السعودية تأتي تلبية لدعوة نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وللمشاركة في افتتاح سفارة الرياض فيها.
جدير بالذكر أن في مايو الماضي، تلقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان اتصالًا هاتفيًا من وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، جرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية، وسبل تطويرها في مختلف المجالات، إضافة إلى بحث العديد من الموضوعات التي تهم البلدين، والخطوات المقبلة في ضوء ما تم الاتفاق عليه مؤخرًا مع الصين، وفق ما أفادت وكالة الأنباء السعودية "واس".
وفي 10 مارس الماضي، أعلنت الرياض وطهران استئناف علاقاتهما الدبلوماسية وإعادة فتح السفارات في غضون شهرين، عقب مباحثات برعاية صينية في بكين، حسب بيان ثلاثي مشترك.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.