رئيس التحرير
عصام كامل

مليون شهيد، تركة صعبة من الانتهاكات خلفها الاحتلال الفرنسي للجزائر

الاحتلال الفرنسي
الاحتلال الفرنسي للجزائر، فيتو

في مثل هذا اليوم من عام 1830 بدأ الاحتلال الفرنسي للجزائر الذي خلف تركة صعبة من الانتهاكات بحق الشعب الجزائري بلغت نحو مليون شهيد ـ ثلث الشعب ـ بخلاف أموال ضخمة تحولت إلى باريس نهبًا من الجزائر. 

 

حقيقية أم خادعة؟ الأسباب المعلنة لاحتلال فرنسا للجزائر 

كانت فرنسا تنوي احتلال الجزائر منذ عهد نابليون بونابرت، واستعملت حادثة المروحة التي عنف فيها الداي حسين الحاكم العثماني الأخير للجزائر القنصل الفرنسي بسبب تنصل الأخير من الالتزام بدفع ديون بلاده للجزائر.

 

وتعود الجذور التاريخية لأزمة الديون إلى الأزمة التي نشبت بين الإيالة الجزائرية في العهد العثماني والحكومة الفرنسية، إذ دعمت الجزائر فرنسا بالحبوب خاصة بعد العزلة التي فرضت عليها أوروبيا بسبب إعلانها لمبادئ الثورة الفرنسية وحقوق الإنسان، ومحاولتها الضرب بيد من حديد على الأنظمة الملكية الرجعية.

خلقت الشركة اليهودية التي يتزعمها الاخوة بكري التي رعت عملية نقل الحبوب أزمة سياسية بين الإيالة الجزائرية والحكومة الفرنسية، وقد ساعدهم في ذلك قنصل فرنسا بالجزائر «دوفال» الذي تطاول على أعلى مرتبة قيادية بالإيالة آنذاك الداي حسين، عند استفساره عن سبب تأخر الحكومة الفرنسية في الرد على رسائله وبرقياته، فرد عليه القنصل قائلا: «ان حكومتي لا تتنازل لإجابة رجل مثلكم».

 

وقد شكل رد «القنصل الفرنسي» بتلك الطريقة إهانة واستفزازًا صريحًا للداي وديوانه، مما جعله يطرده من مجلسه، ملوحا له بمروحيته، ولم يرق للإدارة الفرنسية سلوك الداي، وطلبت منه الاعتذار في ظرف 24 ساعة ورفع الراية الفرنسية على الجزائر وشروطًا أخرى اعتبرها الداي بمنزلة إهانة له والجزائر ورفضها جميعًا. 

 

هاجمت فرنسا الجزائر من ميناء طولون بحملة بلغ قوامها 37,600 جندي، ولمّا وصلت هذه الحملة إلى سيدي فرج في 14 يونيو 1830 ضربت حصار طال 6 أشهر، بعدها سيطرت بسرعة على المجتمعات الساحلية الأخرى. 

 

جلبت فرنسا قوات عسكرية إضافية على مدار الأعوام التالية لقمع المقاومة التي اندلعت في المناطق الداخلية من البلاد. 

 

الخطة القديمة لاحتلال الجزائر

تحكي المصادر التاريخية أن خطة غزو الجزائر كانت موضوعة بالأساس في عهد نابليون سنة 1808، حيث أسس الفرنسيون رأس جسر ساحلي قوي، وتوجهوا نحو مدينة الجزائر، وكانت لهم الغلبة بالمدفعية المتفوقة والتنظيم الجيد.

 

هزم الفرنسيون جيش الداي في 19 يونيو في معركة سطاوالي، ودخلوا مدينة الجزائر في 5 يوليو بعد حملة استمرت ثلاثة أسابيع. 

 

قبل الداي الاستسلام في مقابل حريته والاحتفاظ بممتلكاته من ثرواته الشخصية، وذهب الداي بعد خمسة أيام تالية إلى المنفى في نابولي الإيطالية مع عائلته، بينما تركت القوات الانكشارية التركية المنطقة، وغادرت إلى تركيا.

 

أدى رحيل الداي إلى إنهاء 313 سنة من الحكم العثماني للمنطقة، وطُرد آخر بقايا القوات التركية بشكل سريع بحلول منتصف أغسطس، وتشير أحد التقديرات إلى تحويل فرنسا أكثر من خمسين مليون فرانك من الممتلكات خلال نهب منظم خلال تلك الفترة، وترك هذا الفعل أثرًا عميقًا على مستقبل العلاقات بين المحتلين الفرنسيين والسكان الأصليين. 

 

وصلت الأساليب المستخدمة من أجل تأسيس الهيمنة الفرنسية إلى مستويات الإبادة الجماعية، وأدت الحرب إلى وفاة ما بين 500 ألف إلى مليون جزائري من إجمالي الجزائريين الذي كان يبلغ حوالي 3 ملايين، أي ثلث الشعب. 

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. 

الجريدة الرسمية