روشتة إحياء زمن البلطي.. سمكة الغلبان.. تعميق البحيرات والصيد الجائر وراء تراجع الإنتاج من المصائد الطبيعية.. وخبير: يمكننا مضاعفة أسماك بحيرة ناصر 10 مرات
البلطى سمكة "الغلبان"، هكذا عرف بين الأسماك، لم يضبط من قبل أسيرا لموجات الغلاء والتضخم كما يحدث الآن، بل كان على عهده دائمًا وفيا للطبقات المتوسطة والفقراء، لهذا يضع الخبراء بعض الحلول للنجاة من موجة الغلاء التى ضربت قطاعات إنتاج الغذاء وخاصة اللحوم بمختلف ألوانها وأشكالها، وبصفة خاصة ملف الاستزراع السمكى وإنتاج الأسماك من المصائد الطبيعية.
يقول المهندس أحمد الحكيم، أحد كبار منتجى الأسماك فى منطقة مثلث الديبة بمحافظة كفر الشيخ، إن إنتاج البروتين سواء من الأسماك أو اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان والدواجن، جزء من منظومة وحلقة مترابطة فى قطاع الإنتاج الزراعى، تبدأ بإنتاج محاصيل الأعلاف إلى تمثل فى الواقع 70% من تكلفة إنتاج الأسماك، بينما تمثل النسبة الباقية مدخلات وعناصر الإنتاج الأخرى إلى جانب أعباء الإدارة، لافتا إلى أنه بدون توفير الأعلاف بوفرة وسعر عادل لن يستقيم إنتاج البروتين فى مصر، وسنظل فى حلقة مفرغة من الغلاء.
خطة متكاملة
وأكد الحكيم أهمية أن وضع خطة متكاملة لتصحيح الأوضاع تمتد لـ 5 سنوات فى المتوسط لتأهيل منظومة الإنتاج، وتكون البداية من توفير المساحات اللازمة لزراعة المحاصيل الاستراتيجية من خلال بحوث علمية تستهدف مضاعفة إنتاج الذرة والصويا وغيرها من محاصيل الأعلاف الضرورية التى نحن الآن فى أمس الحاجة إليها.
وأضاف: أزمة مزارعى الأسماك حاليا، هى نفسها أزمة مزارعى الدواجن فى كل مصر، حيث تزيد تكلفة إنتاج الكيلو عن السعر المطروح فى الأسواق، وكل كيلو بلطى يخسر 5 جنيهات بسعر البيع الحالى الذى يصل إلى 65 جنيها للكيلو، موضحا أن مزارع كثيرة لم تتحمل الخسارة وتراجع إنتاجها ما تسبب فى الفجوة الحالية بالكميات المعروضة بالأسواق.
وطالب بضرورة إشراك العلماء والمختصين فى كافة مجالات الإنتاج الزراعى لإيجاد حلول عملية فى زيادة القيمة المضافة لوحدة الأرض والمياه وحتى حبوب الأعلاف المنتجة نظرا لندرة الموارد التى نمتلكها فى الوقت الحالى والحاجة إلى زيادة الإنتاج أمام الزيادة السكانية المطردة.
وأشار إلى أن بحيرة ناصر، تعتبر إحدى الثروات القومية التى يجب الالتفات إليها وتعظيم إنتاجها من الأسماك بما يحافظ على طبيعتها البيئية الحالية، حيث يمكن زيادة المنتج منها إلى 600 ألف طن سنويا، بدلا من 60 ألف فقط، وهى كمية هزيلة جدا مقارنة بالإمكانات التى تمتلكها البحيرة.
وتابع: لدينا مشكلة أخرى تتمثل فى تدهور الإنتاج ببحيرات البرلس والمنزلة وهما أكبر البحيرات الداخلية فى مصر، موضحا تعميق البحيرتين بشكل غير علمى ودون الاستماع إلى أهل الاختصاص، حيث كانت البحيرات الشمالية تسهم بقرابة 400 ألف طن من الإنتاج السمكى فى مصر وفى الوقت الحالى تراجع هذا الإنتاج، الأمر الذى أثر على مجمل الإنتاج المحلى، ووصل حجم استهلاك المصريين فى عام 2019 إلى أكثر من 3 ملايين طن من الأسماك والأكلات البحرية بشكل عام منها 700 آلاف طن مستوردة والكميات الباقية يسهم فيها الاستزراع السمكى بـ80% من الإنتاج والمصائد الطبيعية بـ20% فقط.
أزمات الاستزراع السمكى
من ناحيته، أكد المهندس أحمد الشراكى خبير الاستزراع السمكى، أن أزمات ومعوقات الاستزراع السمكى فى مصر متعددة ومنها غياب الإحصاء الجاد والسليم الذى يوفر بيانات حقيقية عن قطاع إنتاج الأسماك فى مصر ومعدلات الاستهلاك وحجم السوق، ولفت إلى أنه حتى الآن لا يوجد مؤسسه حكومية أو أهلية يمكن الاعتماد عليها فى إحصاء حقيقى للإنتاج السمكى.
وأوضح أن الإنتاج السمكى فى مصر يقل بصورة كبيرة، بسبب خسائر المنتجين، وتجفيف مساحات كبيرة فى سهل الطينة بسيناء وبورسعيد ودمياط، لأسباب تعود إلى عدم رغبة وقدرة المنتجين على تكثيف الإنتاج، مضيفا: تكلفة الكيلو فى الاستزراع المكثف أكبر، ولا يملكون هذا الترف فى ظل وجود خسائر بسبب عدم وجود استقرار فى حيازة الأراضى المناسبة للاستزراع سواء بالتمليك أو الإيجار لمدة طويلة.
وأكد الشراكى أن مصر يمكنها تنمية ثروتها من أسماك البلطى فى المصائد الطبيعية بداية من بحيرة ناصر مرورا بنهر النيل وصولا إلى البحيرات الشمالية من خلال اتباع إجراءات مشددة للحفاظ على زريعة أسماك البلطى والتى تنفرد بميزة طبيعية، وهى قدرتها على النضوج جنسيا والتزاوج والتفريخ فى سن 6 أشهر، حيث تفرخ السمكة الواحدة وفقًا للظروف المواتية ما قد يصل إلى 10 آلاف زريعة فى المرة الواحدة، وتكرر تلك العملية شهريا.
وتابع: بذلك يمكنها إنتاج تريليونات من الزريعة سنويا فى مياه نهر النيل والبحيرات وتحتاج فقط للمحافظة على نسبة قليلة منها للوصول إلى حجم التسويق، حتى أنها لا تحتاج إلى وقف صيد فى شهور معينة كباقى الأصناف السمكية التى لا تستطيع التزاوج إلا فى عمر ووزن معين ومرة واحدة أو مرتين فقط فى السنة ولا حتى تحتاج إلى حمايتها من الأعداء الطبيعية، موضحا أن رمى الزريعة أو أصبعيات البلطى فى النيل أو أي من مسطحاتنا المائية، يعد إهدارا للمال والوقت والجهد وتنمية وهمية، واختتم مؤكدا أهمية قيام أجهزة الدولة بواجبها فى منع الصيد الجائر والغزل المخالف، على حد قوله.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبارالحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.