رئيس التحرير
عصام كامل

أيقونة الثوار، 95 عاما على مولد جيفارا، زار مصر ليتعلم من ناصر، وتركه صديقه يواجه الموت بمفرده

الرئيس عبد الناصر
الرئيس عبد الناصر يقلد جيفارا وسام الجمهورية، فيتو

تشى جيفارا.. زعيم ثورة ومناضل سياسى، كوبي ماركسي أرجينتيني المولد، ثورى وطبيب وكاتب، وزعيم حرب العصابات، وقائد عسكري ورجل دولة عالمي وشخصية رئيسية في الثورة الكوبية، وأصبحت صورته منذ وفاته رمزًا في كل مكان، وشارة عالمية ضمن الثقافة الشعبية ورحل عام 1967.

ولد أرنستو تشى جيفارا عام 1928 بالأرجنتين، وسافر جيفارا عندما كان طالبًا في كلية الطب بجامعة بوينس آيرس التي تخرج منها عام 1953، إلى جميع أنحاء أمريكا اللاتينية على متن دراجة نارية، وهو في السنة الأخيرة من الكلية، وكونت تلك الرحلة شخصيته وإحساسه بوحدة أمريكا الجنوبية وبالظلم الكبير الواقع من الإمبرياليين على المزارع اللاتيني البسيط، وكبر حماسه بعد مشاهته حال الفقراء المعدمين هناك نتيجة الرأسمالية الاحتكارية والاستعمار.

اللقاء الأول مع كاسترو 

تقابل كاسترو مع الثائر الأسطورى الشهير جيفارا، والذى كان سببا فيما بعد فى مساعدة ثوار كوبا فى الإطاحة بحكومة باتيستا، والاستيلاء على الحكم، وإعلان كوبا الشيوعية هناك.

وبحسب كتاب “السجل الأسود لأمريكا”، فإن جيفارا كان سافر إلى المكسيك بعدما حذرته السفارة الأرجنتينية من أنه مطلوب من قبل المخابرات الأمريكية، والتقى هناك "راؤول كاسترو" المنفي مع أصدقائه الذين كانوا يجهزون للثورة وينتظرون خروج "فيدل كاسترو" من سجنه فى كوبا.

وكان كاسترو ورفاقه قد لجأوا إلى مكسيكو بعد الهجوم الفاشل على ثكنة مونكادا فى سانتياجو دو كوبا، وما إن خرج فيدل كاسترو من سجنه حتى قررجيفارا الانضمام للثورة الكوبية، وقد رأى "كاسترو" فى البداية أنهم فى أمس الحاجة إليه كطبيب وليس كثورى سيتحول فيما بعد إلى أسطورة وأيقونة ثورية خالدة.

 وأشعل الاثنان معا الثورة ضد نظام حكم باتيستا الرجعى، وتمكنا فى من إسقاطه عام 1959، بعد أن اكتسح رجال حرب العصابات العاصمة الكوبية "هافانا" بقيادة كاسترو، وأسقطوا الديكتاتور الموالى للمخابرات الأمريكية "باتيستا" وعملاء الـCIA.

وأثارت كلمات جيفارا الحماس فى نفوس البسطاء، وانضم عدد كبير من الفلاحين إليهم، وتم تدريبهم على حمل السلاح، وبدأت الثورة تحقق نصرا بعد نصر، ودخل الرفيقان إلى مدينة هافانا العاصمة الكوبية، وهرب باتيستا ونجحت الثورة الكوبية.

جيفارا الرجل الثانى 

الرئيس كاسترو لم ينس مساندة جيفارا له خلال رحلة نضاله، فبعد تنصيبه رئيسا للبلاد، كرم صديقه ومنحه الجنسية الكوبية، وأعطاه رتبة «ميجور»، ثم عينه سفيرا متجولا وممثلا لشخصه، للترويج للثورة الكوبية في العالم، وكسب تأييد عالميا لها، وتحرك خلال ذلك جيفارا في جولة التقى فيها بالرئيس جمال عبد الناصر في مصر، ونهرو في الهند، وتيتو في يوغوسلافيا، وسوكارنو في إندونيسيا.

ثم تم تعيين جيفارا رئيسا للمعهد الوطني للأبحاث الزراعية، ثم وزيرا للصناعة ورئيسا للمصرف المركزي العام 1961، وعقد هو وكاسترو تحالفا مع الاتحاد السوفيتي السابق، ومن خلال مناصبه تلك قام بالتصدي بكل قوة لتدخلات أمريكا، فقرر تأميم جميع مصالح الدولة بالاتفاق مع كاسترو؛ ما أغضب الولايات المتحدة فشددت الحصار المفروض على كوبا، وهو ما جعلها تتجه تدريجيا نحو الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت.


قام جيفارا بجولات إلى الصين والجزائر والاتحاد السوفيتى، وتحدث فى خطاباته بلهجة تصعيدية ضد كل ما هو رأسمالى قائلًا: "أطلقنا الرصاص وسنطلقه وسنظل نطلقه طالما كان هذا ضروريا".

استبعاد تشى جيفارا 

فى عام 1964 وقف جيفارا على منصة الأمم المتحدة، واتهم الاتحاد السوفيتى بالتقاعس فى أداء ما عليه نحو الشعوب الأخرى، فاستبعده كاسترو لكن أبقاه مستشارا.

جيفارا فى لقائه الاول بالرئيس جمال عبد الناصر، فيتو 

زار جيفارا مصر مرتين والتقى فيهما الرئيس جمال عبد الناصر، الأولى عام 1959 وعام 1965 واستقبله الرئيس عبد الناصر وأعلن جيفارا أنه جاء إلى مصر لإعجابه بالثورة فى مصر وللتعلم منها، ومن قائدها عبد الناصر، وسلمه الرئيس عبد الناصر وسام الجمهورية من الدرجة الأولى.

نهاية مؤلمة نتيجة الخيانة 

لكن جاءت نهاية جيفارا حين أرسله كاسترو الى بوليفيا، لتكون نقطة انطلاق لحرب ثورية مناهضة للتوسع الأمريكي هناك، ولكن أمريكا بمجرد علمها بوصوله إلى هناك، أرسلت فريقا من "سي آي إيه" لتساعد قوات الجيش في القضاء على مجموعة جيفارا، وبالفعل هاجم 1500 من قوات بوليفيا مجموعة جيفارا التي لم تتعد 15 فردا، في أحد الوديان الضيقة، وبرغم ذلك استمر القتال لمدة 6 ساعات كاملة، دون تدخل من كاسترو، الذي ترك صديقه يواجه الموت منفردا حيث تم القبض عليه وحكم بإعدامه.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، كأس مصر، دوري القسم الثاني، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية