ساخرون.. غراب البين يكتب: الغش بضمير
بعد يوم طويل من اللف والدوران والمرازية فى خلق الله قررت أريح جتتى فوق سور بلكونة الحاجة سعاد.. فهى دائمًا خارج شقتها خاصة فى شهور الصيف.. انكمشت بين أجنحتى ويا دوب عينى هتغمض وإذا بى أسمع صوت الست أم إيهاب وهى بتتخانق مع بتاع الفراخ أسفل العمارة
أم إيهاب تقول للشاب الفرارجى: أنت عيل ماعندكش ضمير وأنا حذرتك أكتر من مرة وقلت لك إنك بتحقن الفراخ بالمياه..
أنا باخد من عندك الفرخة وزنها 2 كيلو بعد إخراجها من الشوربة بلاقيها زى الكتكوت.. لكن لما بشترى من أبوك مش بيحصل كدا.. إشمعنى أنت يعنى! فالولد بكل هدوء قال لها يا ستى الفرخة لازم تكش وحجمها يصغر بعد الغلى فى المياه الساخنة.
أم إيهاب تضرب أخماس فى أسداس وتقول له: يا ابنى هو أنت عايز تجننى؟!.. هو أنا أول مرة أطبخ فراخ؟! وبعد تدخل صاحب المحل فى الموضوع وإعطائها فرخة هدية كتعويض رغم إنكاره وجود أي عمليات حقن ذهبت أم إيهاب لمنزلها راضية مرضية.
فنظرت مرة أخرى لأسفل لأجد صاحب المحل يقول لابنه: أنا قلتلك ألف مرة بلاش تحقن الفراخ بالمياه للجيران بتوعنا.. يا أخى خلى عندك ضمير شوية!
وهنا وقفت على قدمى ونفشت ريشى وأخذت أنعق بأعلى صوتى “قاق قاق” فراح تاجر الفراخ وابنه يهشوننى ويقولون لى: غور من هنا يا غراب البين جبتلنا النكد والفقر. فهربت مسرعا قبل أن يحدفوننى بأرجل الفراخ ولسان حالى يقول: بقا أنا اللى جبتلكم النكد والفقر يا شوية غشاشين؟..
يعنى كمان بتعلم ابنك يغش بضمير؟!.. يحقن الفراخ بالمياه للزبون الغريب علشان يزود وزنها ولا يحقنها للجيران علشان ماتتفضحش؟! ياااا حلاوة على الضمير وعلى التربية الفرارجى اللى ملهاش ميزان!
يعنى مش كفاية معاناة الناس من غلاء الأسعار؟!.. كمان بتغشوهم فى الميزان ومش مكسوف من ابنك اللى بتعلمه يحقن الفراخ ويغش الناس بكل برود كدا.. ياخى جاتها ستين ألف نيلة اللى عايزة تخلف بنى آدمين زيكم!