رئيس التحرير
عصام كامل

أسيوط.. ودماء على الطريق الزراعي!!

خيم الحزن على الجميع.. رحل أستاذ جامعي كبير بكلية طب أسيوط كان مركزه للأشعة قبلة غير القادرين فضلا عن المجاملات لأهل مدينته أبوتيج إحدى أكبر مدن أسيوط وصعيد مصر كله!
الكفوف التي تدق فوق الكفوف حزينة بالخبر الحزين سرعان ما استوعبت الحادث.. 

 

لما لا وعشرات الحوادث تحدث كل عام حتى أن إحدى صفحات الأخبار المحلية علي شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك تتحدث عن 256 حالة وفاة وإصابة منذ بداية العام في منطقة الحوادث الواقعة بين أسيوط والمدينة التالية لها مباشرة أبوتيج! وهو رقم كبير جدا مقارنة بأي طريق أخر في أي فترة أخرى!  


مائة كيلو مترا بالتمام والكمال على الطريق الزراعي المسافة من أسيوط إلى سوهاج.. الطريق هو نفسه المعروف بـ مصر- أسوان القديم الذي استبدل السنوات العشرين الأخيرة مع الزيادة السكانية الكبيرة بطرق أخرى صحراوية موازية غرب وشرق نهر النيل بما اشتهر ب الصحراوي الغربي والصحراوي الشرقي، وهما أكثر اتساعا وأكثر وسيولة فلم يمرا عبر أراض زراعية إقطاعية شكلت الطريق ليبعد عنها -في أنانيّة واستغلال نفوذ- كأنه ثعبان ليس فيه مسافات مستقيمة علي الإطلاق!


عشرين كيلومترا حرمت وإلى الأبد وبكل أسي عشرات الأسر والعائلات من ذويهم.. وأحيانا يكون ذووهم طفلا صغيرا أو عروسا زفت إلى عريسها قبل أيام أو شخصية محبوبة خدمت الصغير قبل الكبير!

 
المثير أن هذا الوضع لم يستفز مسئولي أسيوط للتحرك والبحث عن حلول.. إن كانت المسافة المذكورة الآن -الآن- خارج خطة الدولة لتطويره وتأهيله لكن باليقين يمكن ضبط الحركة عليه بوسائل وأدوات عديدة.. وإن كان في خطة الدولة أو سيكون قريبا فاستعجال الأمر هو الحل لوقف هذا الجنون الذي يجري! 


هل سيتحرك أحد؟ هل سيهتم أحد؟ هل سيحزن أحد لما يجري بصحوة ضمير؟!  سنتابع حتي تحقيق الأمان الكامل لمئات الألوف من الأهالي لا ذنب لهم إلا ذهابهم إلى أعمالهم وإلى قضاء مصالح وإلي صلة أرحامهم. 
ومع خالص العزاء للضحايا والأمنيات بالشفاء العاجل للمصابين يبقى الأمل في توقف قائمة الضحايا عند هذا الحد! 

الجريدة الرسمية