رئيس التحرير
عصام كامل

سلام يا صاحبي وفتح عينيك أبرزها، التدخين في السينما المصرية وأزمة السجائر

التدخين في الأفلام
التدخين في الأفلام السينمائية، فيتو

يقترب البطل من بواب عمارة ويقدم له سيجارة ليسأله عن أحد السكان، لأسباب عاطفية أو أمنية، أو مشهد تحقيق يريد المحقق تخفيف التوتر مع المتهم فيبادره بإعطائه سيجارة أو بائعة هوى تنفث الدخان في وجوه العابرين على الطرقات لغوايتهم.

لم يخل فيلم مصري من هذه المشاهد التي روجت للتدخين سواء عبر هذه المشاهد أو غيرها على مدى تاريخ صناعة السينما المصرية.
 

وخلدت السينما  صورة ذهنية جذابة عن السجائر،  بعد أن تورط بعض ألمع نجوم السينما في زيادة التأثير على المشاهد ودفعه للتدخين خاصةً الشباب الذين يتأثرون بأبطالهم المفضلين والشخصيات التي يرونها على الشاشة.
 

 

الترويج للتدخين عبر أفلامنا السينمائية جاء أيضا بإقحامه في مشاهد غير مقنعة في معظم الأفلام، وحذفها لا يؤثر على سياق الحدث الدرامي.

عادل إمام في فيلم سلام يا صاحبي

سيجارة وكاس

وهو من الأفلام القليلة التي حملت اسم السجائر في عنوانها وأنتج عام 1955 وتدور أحداثه  حول أسرة مكونة من زوجين كلاهما يعمل بالطب، ولكن الزوج يترك زوجته ليتزوج من راقصة، فتقرر الطبيبة الإنتقام من خلال جعل الراقصة تدمن الكحول لتقع مشاكل بين الزوجين.


وظهرت السجائر من مكملات شخصية المرأة الأرستقراطية أو المتحررة في الافلام والتي قدمتها نجمات سينما الأربعينيات والخمسينيات.

أفيش فيلم سيجارة وكاس


كما قدمت الأغنية السينمائية نماذج سلبية في بعض الأفلام ومنها أغنية شافية أحمد وبطريقة الدوبلاج بفيلم (سيجارة وكاس) 1955 ومن كلماتها (حياة الناس سيجارة وكاس.. وعُمْر يروح مع الأنفاس) وكانت البداية في هذا التوجه محمد عبد الوهاب في الأربعينيات بأغنيته الشهيرة (الدنيا سجارة وكاس.. للي هجروه الناس).
وتم استخدام أهم نجوم السينما من خلال شركات التدخين التي استعانت بالجميلات لترويج التدخين.


ولكن هربا من المساءلة تم وضع صور مقززة على علب السجائر التي يتم بيعها للمدخنين، سواء من أثار تدمير الرئة أو شخص مستلقي على سرير المرض، ويحاول التنفس من خلال أنبوب اكسجين.

 

فيلم فتح عينيك 

وعن أزمة عدم وجود السجائر المصرية في الأكشاك ظهرت في فيلم فتح عينيك حينما قام البطل وصديقه مصطفى شعبان والراحل خالد صالح بالبحث عن سجائر سوبر وفشلا في العثور عليها ولم يجدا سوى السجائر الأمريكاني حسب وصف الفيلم.
 

 

منع التدخين ينتقل من السينما للدراما

ظهرت الكثير من المبادرات التي تعمل على تشجيع صناع السينما على التوقف عن عرض مشاهد التدخين في الأفلام، مثل مبادرة "Smokefree Movies" التي تدعو الصناعة السينمائية إلى عدم عرض مشاهد التدخين في الأفلام التي تستهدف الجمهور الشاب، مطالبين الجمهور أيضا بتحمل مسؤوليتهم الاجتماعية ويطالبوا بعدم عرض مشاهد التدخين في الأفلام التي يرونها، ويعملوا على تشجيع الصناعة السينمائية على تقديم نماذج إيجابية للجمهور.

وأصدرت جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر بالقاهرة، بالتعاون مع مكتب منظمة الصحة العالمية في مصر تقريرا يطالب بتطبيق الاتفاقيات والقرارات التي وقعت عليها مصر وتمنع الإعلان بكل صوره عن التدخين، وتفعيل الدور الرقابي على الدراما بهدف حماية المجتمع من أخطر وباء عالمي. 

 كما طالب التقرير بوجود ميثاق إعلامي أو مدونة سلوك، يشارك في وضعها المنتجون من جهة، والمجلس الأعلي لتنظيم الإعلام من جهة أخرى، ويتم بمقتضاها منع مشاهد التدخين في المسلسلات، وإذا كان المشهد موظف دراميا، وجزء لا يتجزأ من الموقف الدرامي،ينبغي وضع تحذيرات لتوعية المشاهد، أو ظهور تحذير في بداية أو نهاية العمل الدرامى.


وأوصى التقرير، بضمان عدم استخدام الدراما أحد أهم مصادر نشر الثقافة في المجتمع، كسلاح في يد شركات التبغ أو جعلها أسلوب لنشر ثقافة التدخين المدمرة، مشيرا أن الحل الأمثل هو عدم وجود مشاهد تدخين في الأعمال الدرامية، لكن إذا اضطررنا لوجود مشهد التدخين، لابد من وجود تحذيرات واضحة وصريحة بأن التدخين ضار جدا بالصحة ويؤدى للوفاة، أو كما فعلت بعض الدول بتغطية المنتج أو التشويش عليه مما يؤذى الشكل العام للمشهد فيفضل صانعو العمل حذف المشهد.

تاريخ السجائر في مصر

دخل نبات التبغ مصر اول مرة سنة 1601 وكانت اوراق النبات تستعمل عن طريق المضغ قبل اختراع السجائر.
وذكر الجبرتي عن التدخين فقال (إن الوالي العثماني أصدر أوامر بمنـع شـرب الـدخان فـي الشوارع وعلى الدكاكين وأبواب البيوت وشدد في النكـال بمـن يفعل ذلك ووصل الامر لحد الاعدام فلقد اعتبرها الناس عادة بذيئة قبيحة).
وفي سنة 1799 أثناء الحملة الفرنسية علي مصر بدأ سكان الفيوم زراعة التبغ بدلا من استيراده بعد انتشار استعماله بشكل واسع بين المصريين. وفي سنة 1810 احتكر محمد علي باشا زراعة التبغ في مصر وكان في الاصل يتاجر فيه.
وفي سنة 1840 كان الفرنسيين أول من اخترعوا السجائر عندما قاموا بلف التبغ داخل ورق رقيق فانتشرت عادة شرب السجائر في أوربا وانتقلت منها إلى مصر.

السجائر

في سنة 1880 أدى تحسن نوعية ورق السجائر والميكنة لانخفاض سعرها وانتشار ماركات كثيرة منها في الأسواق.
وفى مصر بعد ثورة 1919 انتجت شركة سجائر محمود فهمي سجائر تحمل اسم "بيت الأمة 1919" وكان له إعلان طريف كان شعاره فيه "السجائر التي يحبها الرياضيون " ونشر في مجلة "الألعاب الرياضية".
وانتجت شركة الاتحاد سجائر أم الدنيا للعمال، وسجائر عباس حليم ويكن باشا وهي للعظماء. وأنتجت شركة البستانى ماركات عديدة أهمها كان "نبيل"، وانتجت شركة عبد الرحمن فهمي سجائر "الامراء"

 شركة ماتوسيان

وتعد شركة التبغ الكبرى التي تأسست في نهاية القرن الـ 19، على يد الإخوة ماتوسيان الارمن، 
وبدأت مؤسسة ماتوسيان بورشة أسسها هوفهانيس في شارع فرنسا بالإسكندرية عام 1882، ثم أسس شقيقه جرابيد ورشة أخرى في العتبة الخضراء بالقاهرة عام 1886، ضمت 70 ألف عامل وغطى إنتاجها مصر والسودان ووصل إلى عاصمة إثيوبيا، أديس أبابا، ومدن أخرى.
عندما آلت إدارة مؤسسة ماتوسيان في أوائل عام 1920 إلى جوزيف بن هوفانيس ماتوسيان الذي لقبته الصحافة المصرية بـ"ماتوسيان الصغير"، أراد الولد ان يجعل للشباب ميزة علي الشيخوخة وفكر في مزاحمة شركات الدخان الكثيرة التي تأسست وقتذاك في مصر. اتخذ ماتوسيان الصغير الكوبونات سلاحا للمنافسة، فوضع في كل علبة سجائر كوبونا ينتفع به المدخنون في شراء بعض الأشياء من محل موروم أو دخول سينما ماتوسيان الخصوصية أو بعض التياترات والجوقات التمثيلية الأخري.

التدخين


بعد ثورة 23 يوليو 1952، وقرار التأميم لعبد الناصر، كان أمام الأجانب في مصر خياران؛ إما التأقلم مع الوضع الجديد، أو الرحيل، وكان جوزيف ماتوسيان من هؤلاء.
وفي معرض للسجائر عام 1961، قابل «ماتوسيان» الرئيس عبد الناصر، والذي كان مُدخنا شرِها لسجائر «كينت»، وقال لـ«ماتوسيان»، أنه لو أنتج سجائر مثل تلك التي يشربها من «كينت»، فإنه سيكون من عملائه، وكان رد «ماتوسيان»: Mr. President, your wishes are our orders، أي «طلباتك أوامر»، ليكون ذلك السبب ما جعل «ماتوسيان» ينتج ما يُعرف حاليًا بالسجائر الأرخص والأكثر انتشارًا في مصر، «سجائر كليوباتر».
 

اقرأ المزيد

• الحلقة 15 من ملوك الجدعنة تكشف علاقة المسلسل بفيلم "سلام يا صاحبي"

• سعيد صالح.. «سلام يا صاحبي» اكتفى بغطاء نجومية عادل إمام

• «داليدا» ممرضة لأول مرة في فيلم «سيجارة وكأس»


وتأسست الشركة الشرقية للدخان التي تأسست في 12 يوليو 1920 بمرسوم من السلطان أحمد فؤاد، وكان رأس مالها في ذلك الوقت 25 ألف جنيه، كان الغرض منها، محاربة الإنتاج الأجنبي للسجائر، وبصعود ونجاح الشركة الشابة استسلمت لها شركات السجائر الأرمينية في مصر للدخان اندمجت بداية شركة دخان ماتوسيان المساهمة مع الشركة الشرقية.
وبعد التأميم، اندمجت “ماتوسيان” صاحبة سجائر “كليوباترا”، تحت لواء “الشرقية للدخان”، لتصبح حينها الشركة الرائدة للسجائر في مصر، لتُنتج 13 نوعًا من السجائر، أشهرها «كليوباترا»، «كليوباترا بوكس»، و«سوبر ستار».

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية.

الجريدة الرسمية