رئيس التحرير
عصام كامل

وزير الأوقاف.. وفتاوى جديدة لتيسير الحج

تختلف أو تتفق مع الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف؛ إلا أن أعماله وجهوده وانجازاته منذ توليه منصبه لا يمكن إنكارها في صناعة وتشكيل الوعي الإسلامي، وتعزيز الانتماء للوطن، وخدمة الإسلام والمسلمين، وتطوير المساجد، وتحسين الأحوال المالية للأئمة والخطباء، وحسن استثمار أوقاف المسلمين، والدعوة الإسلامية، وعلي ذلك أستطيع وصفه بأنه وزير الإنجازات فعلا في مجال تخصصه.. 


ومن أفضل انجازاته الفكرية مع قرب حلول عيد الأضحي المبارك وبداية سفر الحجاج هو تكليف مجموعة مختارة من العلماء لتأليف كتاب قيم جدا هو الأول من نوعه عنوانه التيسير في الحج على ضوء المستجدات العصرية، ووضع بنفسه مقدمته مع صديقي العالم الجليل الدكتور أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب.. والمؤلف.

 

ومن الفتاوى الجديدة فعلا في هذا الكتاب أنه يجوز الإحرام من جدة لمن قدم إليها بالطائرة لاعتبار جدة ميقاتا لراكبي الطائرات، والقادمين بالطائرات اليوم لا يجب عليهم الإحرام إلا من بعد أن تهبط الطائرة بهم في البلد الذي سيسلكون بعده الطريق الأرضي.. 

 

وبالتالي يجوز للقادم من مصر ونحوها عن طريق الجو أو البحر أن يحرم من جدة عملا بقول من أجاز ذلك من الفقهاء ولا حرج عليه في ذلك، ولا يلزمه دم، وما ينبغي أن ينكر عليه؛ لأن من القواعد الفقهية "لا ينكر المختلف فيه، وانما ينكر المختلف عليه".


وأقول هنا أنه من الممكن الإحرام من البيت أو المطار أو داخل الطائرة، لكنه إذا كان الحاج ممن سينزلون بجدة ؛ فإنه يجوز أن يحرم منها إذا لم يكن قد أحرم قبلها، وعند الميقات تبدأ التلبية.. 


وبالنسبة لأيام التشريق علي الحاج أن يبقي في مني، فان لم يتيسر له ذلك فله أن يقيم في أي مكان يتيسر له قريبا منها، وله أن يوكل غيره في الرمي إذا عجز عن أدائه بنفسه، كما أن له أن يجمع الرمي كله في يوم واحد تفاديا للزحام أو تعجيلا للسفر، أو مرافقة الفوج الذي قدم معه، ومن قدر علي المبيت بمني من غير عنت أو مشقة فعليه أن يبيت بها، كما أن عليه أن يؤدي مناسك يوم النحر بنفسه، مع التزام الرفق وعدم مزاحمة الحجيج.. 


أيضا من فتاوى التيسير في الحج التي وردت في هذا الكتاب: إذا أراد الحاج أن يغادر مكة فيستحب له أن يطوف طواف الوداع إن استطاع ؛ فإن كان البيت مزدحما بالطائفين بما يفقده القدرة علي القيام به لا يتعين عليه ؛ لانه غير مستطيع ؛ ويجوز له تحسبا لذلك أن ينويه مع طواف الافاضة أو الركن؛ ويجزئه ذلك من غير إثم!


واذا شك الحاج في شيء مما يفعله من أعمال الحج، فان طرأ عليه الشك بعد إنتهاء القيام به فاليطرح الشك وتكون ذمته بريئة أمام ربه، وإن طرأ عليه الشك أثناء أداء النسك يبني علي الأقل؛ لأنه المتيقن في حقه، وذلك في الطواف والسعي ورمي الجمرات وغيرها من الحالات المتعلقة بمناسك الحج واسراره يكشف عنها هذا الكتاب ويفك طلاسمها..

التيسير ورفع الحرج

وقد عقب عليه الدكتور محمد مختار جمعة وزير الاوقاف بقوله: الاسلام كله قائم علي التيسير ورفع الحرج، فما يسر نبينا (صلي الله عليه وسلم) في شيء أكثر من تيسيره علي حجاج بيته في قولته المشهورة "افعل ولا حرج"، واذا كان التيسير مع ما كان عليه في عدد الحجيج انذاك فما بالكم بموجبات التيسير في زمننا هذا؟


غير أن التيسير الذي نسعي إليه هو التيسير المنضبط بضوابط الشرع المقرون بمدي القدرة والاستطاعة، وبما لايصل إلي حد التهاون الذي يفرغ العبادة من مضامينها التعبدية الاصيلة، وبحيث لا تنحصر همة الانسان في تتبع كل الرخص في كل الاركان والواجبات وعلي كل المذاهب، انما ياخذ من الرخص ما يقتضيه واجب الوقت وظروف اداء الشعيرة وموجبات التيسير.. 


ديننا الحنيف كما ذكر صديقي المفكر الاسلامي الكبير الدكتور أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب في هذا الكتاب الرائع، يقوم علي مبدأ التيسير ورفع الحرج وعدم المشقة، وعمدتنا في هذا قول المولي عز وجل:  "يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ"، واجابة الرسول صلي الله عليه وسلم في التقديم في الحج والتأخير: ( افعل ولا حرج ).

الجريدة الرسمية