نتائج ورسائل حادث الحدود!
بعيدا عن تفاصيل الحادث ذاته وانتظارا واحتراما للتحقيقات التي ننتظرها من أجهزتنا المعنية وهي محل ثقة واحترام من جموع المصريين لكن يحق القول أن نتائج الحادث لا أول لها ولا أخر.. الحكم على جيل الألفينات حكما عاما غير عادل فضلًا عن كونه غير دقيق.. الحكم على الاختيارات والإنحيازات من خلال الملبس أو السلوك الشخصي خاطئ ولا يصل بنا إلى الصورة الصحيحة..
غير صحيح أن هذا الجيل غير مرتبط بقضايا أمته جاهل بتاريخه منفصل عنهما.. كثيرون منهم على خط الوطن فقط ينتظرون لحظة الضرورة للتعبير عن طاقاتهم وطريقتهم التي اختاروها للتأكيد على وطنيتهم..
أوهام التعايش مع العدو
أطاح الحادث -وفقا لردود الأفعال الشعبية- بكل أوهام التعايش أو إمكانية التعايش مع العدو.. حطم الحادث وهما اسمه الحاجز النفسي في محاولة لتفسير الصراع وتفسيره.. أكد الحادث على رغبات الانتقام المكبوتة -بحكم ما نسميه تقدير موقف سياسي- قصاصا من جرائم العدو التي لا تتوقف.. ولكن فارت هذه المشاعر وتفجرت فور وقوع الحادث بصيغة أن ما جرى قد جرى!
لا مستقبل لكيان عدواني في حالة صدام دائم بمحيطه.. فالكيانات السياسية تحكم على نفسها بالموت أو بالفشل حين تعزل نفسها إراديا أو حين يعزلها محيطها..
أكد الحادث وحدة المشاعر العربية.. فما قاله المصريون وباقي الشعب العربي عن الأردني البطل أحمد الدقامسة قبل سنوات هو عينه ما قاله حرفيا الأردنيون وباقي الشعب العربي عن محمد صلاح!
مؤسساتنا كبيرة.. تعمل وفق أسس وقواعد راسخة شديدة الانضباط حتي في بياناتها.. بخلاف الآخرين!
كثيرة هي النتائج.. وتستمر الصيغة الشهيرة القديمة الجديدة للدول والحكومات التزاماتها وللشعوب خياراتها ويضرب شعبنا من جديد المثال المليون على أصالته وصدق مقولة المخزون الحضاري القابل للاستدعاء عند الاحتياج التاريخي وفي أقل من لحظات!
لا تهزم أمة هذه طليعتها.. وبغض النظر -للمرة الثانية- عن نتائج التحقيقات.. فرد الفعل الشعبي حادث في ذاته.. مشتق صحيح من حادث الحدود وبسببه.. لكنه ومنذ الساعة الأولي له.. منفصل تماما عنه ويحتاج.. رغم وضوحه وبساطته وعفويته.. لأكثر قواعد علم الاجتماع والاجتماع السياسي..عمقا!