بعد إطلاق روسيا مناورات في بحر اليابان، أهم محطات النزاع بين موسكو وطوكيو
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في البيان الصادر عنها اليوم الإثنين، إن قوات الأسطول الروسي في المحيط الهادي بدأت مناورات في بحر اليابان وبحر أوخوتسك ستستمر حتى 20 يونيو.
مناورات روسية في بحر اليابان
وأضافت الوزارة في بيانها"أكثر من 60 سفينة حربية وسفينة دعم ونحو 35 طائرة بحرية وقوات ساحلية وأكثر من 11 ألف فرد عسكري يشاركون في مناورات... قوات أسطول المحيط الهادي".
وتأتي هذه المناورات في وقت يتزايد فيه حدة الخلافات بين اليابان وروسيا منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وقيام طوكيو بفرض عقوبات على موسكو بالإضافة إلي تقديم مساعدات عسكرية لكييف.
وفي هذا التقرير نشير إلى أبرز النقاط الخلافية بين اليابان وروسيا،،ومن تلك الصراعات ما يتعلق ب «جزر الكوريل» أو «الجزر الشمالية» التي منحها الحلفاء ك «مكافأة» للاتحاد السوفييتي السابق على مشاركته في الحرب العالمية الثانية.
وشهدت أزمة جزر الكويتي مراحل كثيرة حيث تسعى اليابان ألى استعادتها من روسيا، وفي عهد رئيس الوزراء الأسبق شينزو أبي، إلا أن الحرب الروسية الأوكرانية أطاحت بهذه الجهود التي كانت تهدف إلى إنهاء «حالة الحرب» بين البلدين بعد إعلان اليابان «الانحياز الكامل» و«غير المشروط» لأوكرانيا، وفرضها الكثير من العقوبات على شخصيات وكيانات روسية، وهو ما ردت عليه موسكو بالانسحاب من المحادثات السنوية التي تجريها مع اليابان بشأن عدد من القضايا الخاصة ب «جرز الكوريل»، منها على سبيل المثال تجديد اتفاق يتيح للصيادين اليابانيين العمل بالقرب من الجزر المتنازع عليها، والسماح للعائلات اليابانية بزيارة مناطق أجدادهم في الجزر
الخلاف على جزر الكوريل
رغم أن الخلاف بين اليابان وروسيا حول «جزر الكوريل» التي يطلق عليها اليابانيون «الأراضي الشمالية» يزيد على 77 عامًا إلا أن اليابان لا تزال ترفض أي تغيير في الوضع الاقتصادي أو العسكري للجزر التي تمتد بطول 1200 كلم من جزيرة هوكايدو اليابانية حتى شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية في المحيط الهادئ، وآخر مظاهر الرفض الياباني لأي تحركات روسية على الجزر التي تبلغ مساحتها نحو 15.5 ألف كلم، ويسكنها ما يزيد على 20 ألف نسمة، تجلى في اعتراض اليابان على زيارة رئيس الوزراء الروسي ميخائيل مشوستين إلى جزيرة إيتوروب إحدى جزر الكوريل والتي استمرت 4 ساعات فقط بغرض افتتاح مشروعات اقتصادية تمهيدًا لإنشاء منطقة تجارة حرة، كما أن اليابان سجلت اعتراضها لدى موسكو بسبب إجراء القوات الروسية مناورات عسكرية «بالذخيرة الحية» على جزر الكوريل شارك فيها نحو 3000 جندي،
ورغم أن الخلاف حول جزر الكوريل قديم إلا أن الخلافات المعاصرة بين البلدين تعود إلى الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية عندما نزل الجنود السوفييت على هذه الجزر في أغسطس 1945، أي قبل نحو خمسة أيام فقط من توقيع ممثلي اليابان على إعلان الاستسلام من على متن المدمرة الأمريكية «يو إس إس ميسوري» حيث منح الحلفاء «جزر الكوريل» للاتحاد السوفييتي كمكافأة له على دخوله الحرب العالمية الثانية ضد اليابان ودول المحور في آسيا، وجزر الكوريل الأربع التي تقع على بعد 7000 كلم شرق العاصمة الروسية موسكو هي هابوماي وشيكوتان وكوناشير وإيتوروب.
و ولا يزال الخطاب الرسمي الياباني يطالب بعودتها بالكامل إلى «السيادة اليابانية»، حيث تقول طوكيو إن الجزر تعود إليها وفق اتفاق التجارة الثنائية المبرم مع روسيا القيصرية بشأن الحدود عام 1875،وخلال قرن ونصف قرن دخل الصراع بين البلدين حول جزر الكوريل بمجموعة من المنعطفات أبرزها «معاهدة شيمودا» في منتصف القرن التاسع عشر التي أعطت جزر الكوريل الجنوبية لليابان وجزر الكوريل الشمالية لروسيا القيصرية، وأبقت جزيرة سخالين تحت إدارة مشتركة، وفي عام 1875 تم توقيع معاهدة «سان بطرسبرج» التي قبلت فيها روسيا التنازل لليابان عن كل جزر الكوريل مقابل أن تحصل على حق السيادة على جزيرة سخالين فقط.
وفي السياق ذاته حاول رئيس الوزراء الياباني الأسبق شينزو أبي الوصول إلى حل وسط مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن حول قضية «جزر الكوريل»، وكتب في مذكراته التي صدرت هذا الأسبوع: «مقترحات معاهدة السلام بين موسكو وطوكيو عام 2018، التي جاءت على أساس الإعلان السوفييتي الياباني المشترك في 19 من أكتوبر 1956، لا تعتبر تنازلًا من قبل طوكيو، لأن الاتحاد السوفييتي حينها، تعهد بإعادة جزيرة شيكوتان والعديد من الجزر غير المأهولة المجاورة لسلسلة جبال كوريل الصغرى إلى اليابان.
وارتكزت رؤية شينزو أبي للحل على الإعلان المشترك بين البلدين في 19 أكتوبر عام 1956، والذي يقول إن الاتحاد السوفييتي سوف ينظر في تسليم جزيرتي هابوماي وشيكوتان، إلى اليابان، مقابل اعتراف اليابان بأن جزيرتي كوناشير وإيتوروب أراض سوفييتية، بشرط أن تأتي تلك الخطوة بعد توقيع اليابان وروسيا على «اتفاقية سلام» تنهي حالة الحرب التي كانت بين البلدين عندما دخل الاتحاد السوفييتي الحرب ضد اليابان في 9 أغسطس 1945.
وتسبب ترك شينزو أبي للحكومة بسبب المرض ثم اغتياله في تجميد تلك الجهود لحل قضية الجزر بين البلدين، إلى أن جاءت الحرب الروسية الأوكرانية التي دفعت البلدين في مسارين متناقضين تمامًا، حيث تصطف اليابان بالكامل ضد روسيا التي بدأت في نشر أسلحة جديدة على «جزر الكوريل»، وهو ما شكل عقبات جديدة لمسار الحل، وتضاف تلك العقبات إلى سلسلة من الكوابح والتحديات التي تحول دون حل قضية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.