رئيس التحرير
عصام كامل

أسبوع استعراض القوة بين واشنطن وبكين، أمريكا تستفز الصين بمناورة عدوانية، اتفاقية مع تايوان تشعل التوتر، والرئيس الصيني يوجه بالاستعداد للسيناريو الأسوأ

الصين والولايات المتحدة،فيتو
الصين والولايات المتحدة،فيتو

يعيش العالم حالة من الترقب لما ستسفر عنه التوترات التي بلغت أوجها الأسبوع الماضي بين واشنطن وبكين والتي بدأت مناورة عدوانية بين مقاتلتان أمريكية وصينية وانتهت بتعاون تجاري بين الولايات المتحدة الأمريكية وتايوان رغم الرفض الصيني المعلن.


يأتي ذلك في وقت تشهد العلاقات بين بكين وواشنطن بالفعل توترات شديدة بشأن قضايا مثل تايوان وتحليق منطاد صيني فوق الولايات المتحدة في أواخر عام 2022.

 

الصين تستعد للسيناريوهات السيئة

وزادت المخاوف بعدما حث الرئيس الصيني شي جين بينج، هذا الأسبوع، كبار مسؤولي الأمن في الحزب الشيوعي الحاكم على تحديث نظام الأمن القومي للبلاد، وحذرهم من الاستعداد لسيناريوهات "أسوأ الحالات" وسط التوترات المتزايدة مع الولايات المتحدة.

وقال شي وهو أيضًا الأمين العام للحزب ورئيس لجنته العسكرية المركزية، خلال الاجتماع الأول للجنة الأمن القومي، إن الصين يجب أن تتفهم البيئة الأمنية الحالية الصعبة، وفقًا لوسائل الإعلام الحكومية.

 

الرئيس الصيني، فيتو

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية عن شي قوله يوم الثلاثاء الماضي "إن تعقيد وصعوبة قضايا الأمن القومي التي نواجهها الآن زادت بشكل كبير".
وتابع: "يجب أن نلتزم بالتفكير النهائي وأسوأ سيناريوهات التفكير، وأن نستعد للخضوع للاختبارات الرئيسية للرياح والأمواج العاتية، وحتى البحار العاصفة المحفوفة بالمخاطر".

 

تطويق وقمع الصين

وكان شي الذي اتهم واشنطن صراحة في وقت سابق من هذا العام بمحاولة "تطويق" و"قمع" الصين، قد حث المسؤولين المجتمعين على زيادة الجهود لحماية التنمية الاشتراكية للصين من خلال بناء إطار عمل للأمن القومي.

وتعكس التعليقات تحولًا كبيرًا في السياسة في عهد شي، الذي سعى إلى إحياء الشيوعية تحت رؤيته المعروفة باسم الماركسية اللينينية ذات الخصائص الصينية لعصر جديد.

إثرأ أيضا.. اليابان والصين يجريان محادثات بحرية تزامنا مع محاكاة بكين للهجوم على تايوان

 

حادث فوق بحر الصين الجنوبي

وبدأت الأزمة الأسبوع الماضي بعدما  نددت الحكومة الصينية، صباح الأربعاء الماضي، بـ"الاستفزاز" الأمريكي بعد حادثة فوق بحر الصين الجنوبي، بين طائرة مقاتلة صينية وطائرة استطلاع عسكرية أمريكية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج إن "هذه المناورات الاستفزازية والخطيرة هي مصدر مشاكل للأمن البحري"، مؤكدا أنه "يتعين على الولايات المتحدة أن تتوقف عن هذه الاستفزازات الخطيرة على الفور"، وفقا لما ذكرته فرانس برس.

 

بحر الصين الجنوبي، فيتو

وجاء الرد الصيني بناء علي  إعلان الجيش الأمريكي أن طيارًا صينيًا قام "بمناورة عدوانية غير مبررة" بالقرب من طائرة استطلاع عسكرية أمريكية تعمل فوق بحر الصين الجنوبي.

وأوضحت القيادة الأمريكية أن "طيارا صينيا كان يقود مقاتلة ’جيه 16‘ أجرى مناورة عدوانية غير ضرورية أثناء اعتراض طائرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية من طراز ’آر سي 135‘، في 26 مايو".

وأضافت أن "الطيار الصيني حلق مباشرة أمام مقدمة الطائرة الأمريكية، مما اضطرها للتحليق داخل مطبات جوية".

توقيع اتفاقية تجارية بين الولايات المتحدة وتايوان

وفي ثاني أزمة تضرب العلاقات بين واشنطن وبكين الأسبوع الجاري وقعت الولايات المتحدة الأمريكية اتفاقية تجارية مع تايوان رغم معارضة الصين، التي تشدد على أن الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي جزء من أراضيها ضمن مبدأ "الصين الواحدة".

المبادرة الأمريكية التايوانية

وأكدت الحكومتان أن "المبادرة الأمريكية-التايوانية بشأن تجارة القرن الحادي والعشرين ستعزز العلاقات التجارية بين البلدين من خلال تحسين الجمارك والاستثمار والأنظمة الأخرى".

ووقع على الاتفاقية، موظفون في كيانات غير رسمية تحافظ على العلاقات بين الولايات المتحدة وتايوان، إذ إنه ليس لدى واشنطن وتايبيه علاقات دبلوماسية رسمية لكنهما تحتفظان بعلاقات غير رسمية تتبادلان مليارات الدولارات في التجارة السنوية.

وقال مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة في بيان إن الاتفاقية تهدف إلى "تقوية وتعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية".

وكانت الحكومة الصينية اتهمت واشنطن بانتهاك الاتفاقيات الخاصة بوضع تايوان وطالبت الحكومة الأمريكية بوقف الاتصال الرسمي بالحكومة التايوانية.

استفزازات ومناورات عسكرية في بحر الصين الجنوبي

وفي 11 أبريل الماضي، بعد أقل من 24 ساعة علي إعلان الصين استكمال مناوراتها العسكرية حول تايوان، أعلنت واشنطن عن انطلاق أكبر مناورات عسكرية مشتركة تنظم بين الفلبين والولايات المتحدة، في وقت تسعى الدولتان الحليفتان للتصدي لتصاعد النفوذ الصيني في المنطقة.

إطلاق نار بالذخيرة الحية في بحر الصين الجنوبي 

وشارك نحو 18 ألف جندي في التدريبات التي تضمنت للمرة الأولى إطلاق نار بالذخيرة الحية في بحر الصين الجنوبي الذي تطالب بكين بالسيطرة عليه بصورة شبه كاملة.

ومن التدريبات هبوط مروحيات عسكرية في جزيرة فلبينية قبالة الطرف الشمالي لأكبر جزر البلد لوزون على مسافة حوالى 300 كيلومتر من تايوان.

 

مناورات بحر الصين الجنوبي، فيتو

مناورات  الولايات المتحدة والفلبين

وتجري هذه المناورات السنوية المعروفة باسم "باليكاتان" التي تعني بالفلبينية "جنبا إلى جنب" بعد تدريبات واسعة أجرتها بكين لثلاثة أيام حتى الاثنين وتضمنت محاكاة ضربات محددة الأهداف وتطويق جزيرة تايوان التي تعتبرها بكين جزءا من أراضيها.

وقال الجنرال إريك أوستن من الوحدة الجوية الأولى في مشاة البحرية الأمريكية (مارينز) خلال مراسم بدء المناورات في مانيلا "بهذه التدريبات ستعزز القوات الفلبينية والأمريكية القدرة على القيام بعمليات مشتركة، وستزيد كفاءاتنا وتستكمل قدراتنا بفضل التعاون، ما سيسمح لنا بأن نكون جاهزين لنواجه معا تحديات العالم".
إقرأ أيضا.. بعد مناورة بكين حول تايوان.. تفاصيل انطلاق تدريبات عسكرية بين الفلبين والولايات المتحدة في بحر الصين الجنوبي

وقال الكولونيل ميديل أجيلار المتحدث باسم الجيش الفلبيني إن المناورات ستسمح بتحسين "التكتيكات والتقنيات والآليات" بالنسبة لشريحة واسعة من العمليات العسكرية.

وتمت تعبئة نحو 12200 جندي أمريكي و5400 جندي فلبيني وما يزيد عن مئة جندي أسترالي للمشاركة في المناورات، ما يمثل ضعف العديد المشارك العام الماضي، وستستمر التدريبات أسبوعا.

 

مناورات الصين في بحر الصين الشرقي

وبعد نحو أسبوعين من تاريخ بدء المناورات الأمريكية الفلبينية، وبالتحديد في ال 26 من أبريل الماضي، أعلنت الصين أنها ستجري مناورات عسكرية بالذخيرة الحية في بعض المناطق في بحر الصين الشرقي، وذلك من الساعة 11 صباحًا (0300 بتوقيت جرينتش) إلى 6:30 مساء.

وقالت إدارة السلامة البحرية الصينية في بيان أصدرته في وقت متأخر، إنه لا يُسمح للسفن بدخول المنطقة المحددة خلال تلك الفترة.

بحر الصين الجنوبي
وتدعي الصين أحقيتها في بحر الصين الجنوبي بأكمله، وتعارض بشدة النشاط العسكري الذي تقوم به دول أخرى في الممر المائي المتنازع عليه، والذي يشهد يمر من خلاله بضائع بقيمة 5 تريليونات دولار سنويا.

ولا تتخذ الولايات المتحدة أي موقف رسمي بشأن السيادة في بحر الصين الجنوبي، لكنها تؤكد أنه يجب احترام حرية الملاحة وتحليق الطائرات في المنطقة.

وتمر السفن التي تبحر عبر البؤر الاستيطانية الصينية المحصنة في جزر سبراتلي، عدة مرات سنويا، وهو ما يثير احتجاجات غاضبة من بكين.

كما عززت الولايات المتحدة تحالفها الدفاعي مع الفلبين.

 تصاعد التوترات في بحر الصين الجنوبي

وتتنازع دول مطلة على بحر الصين الجنوبي، وعلى وجه التحديد الصين وفيتنام والفلبين وتايوان وماليزيا وبروناي، السيادة على مناطق منه منذ عدة قرون، ولكن التوترات في المنطقة تصاعدت في الآونة الاخيرة.

وعززت الصين تحديدا ادعاءاتها بالسيادة على أجزاء واسعة من هذا البحر عن طريق تشييد الجزر الاصطناعية فيه وتسيير الدوريات البحرية في مياهه.

ويقول الأمريكيون إنهم لا ينحازون لطرف ضد آخر في النزاعات الاقليمية، لكنهم ارسلوا مع ذلك سفنهم الحربية وطائراتهم العسكرية الى المناطق القريبة من جزر متنازع عليها، في عمليات يطلقون عليها اسم "عمليات حرية الملاحة" ويقولون إنها تهدف الى ابقاء طرق الملاحة البحرية والجوية مفتوحة للجميع.

ويتبادل الصينيون والامريكيون الاتهامات بأن الجانب الآخر يعمد الى "عسكرة" بحر الصين الجنوبي.

وثمة مخاوف من أن المنطقة تستحيل تدريجيا الى نقطة احتكاك، وان عواقب اي صدام فيها قد تكون وخيمة على النطاق العالمي

وتعد الخلافات في بحر الصين الجنوبي هي أساسا خلافات حول السيادة على مياه البحر وجزر باراسيل وسبراتلي (التسميتان غربيتان)، وهما سلسلتان من الجزر تدعي عدد من الدول السيادة عليها.

اضافة لهاتين السلسلتين، هناك العديد من الصخور والشعاب المرجانية والكثبان الرملية التي تتنازع هذه الدول السيادة عليها، مثل شعب سكاربره (وهو اسم غربي ايضا).

كما يعد بحر الصين الجنوبي طريقا ملاحيا مهما ويزخر بثروة سمكية تقتات عليها شعوب الدول المشاطئة.

 

أبرز مواجهات بحر الصين الجنوبي

اندلعت مواجهات عدة في السنوات الأخيرة حول هذه الادعاءات المتباينة والمتقاطعة، كان اخطرها بين الصين وفيتنام. كما اندلعت مواجهات بين الفلبين والصين لم تتدهور اي منها الى اطلاق نار او عنف خطير. وبعض من هذه المواجهات:

في عام 1974، استولت الصين على سلسلة جزر باراسيل من فيتنام في صدامات أسفرت عن مقتل اكثر من 70 من العسكريين الفيتناميين.

في عام 1988، اصطدم الصينيون والفيتناميون مجددا حول سلسلة سبراتلي، وخسر الفيتناميون في هذه المواجهات نحو 60 عسكريا.

اوائل 2012، خاض الجانبان الصيني والفلبيني مواجهة بحرية مطولة اتهما فيها احدهما الآخر بانتهاك السيادة في شعاب سكاربره.

اندلاع احتجاجات واسعة في فيتنام ضد الصين إثر ورود ادعاءات لم تتأكد بأن الصين خربت عمدا منصتي استكشاف فيتناميتين أواخر عام 2012.

في يناير 2013، قالت الفلبين إنها قررت رفع دعوى ضد الصين أمام محكمة التحكيم الدائمة بموجب ميثاق الأمم المتحدة حول قانون البحار تطعن فيها بالادعاءات الصينية.

في مايو 2014، قامت الصين بقطر منصة استخراج نفط الى منطقة في البحر قريبة من جزر باراسيل مما أدى إلى عدة حوادث تصادم بين السفن الفيتنامية والصينية.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية