رئيس التحرير
عصام كامل

هائمون بلا وطن، مصير اللاجئين السوريين بعد فوز أردوغان برئاسة تركيا (صور)

اللاجئين السوريين
اللاجئين السوريين في المخيمات، فيتو

نتائج انتخابات تركيا، أظهرت النتائج الأولية للجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية فوز أردوغان على منافسه زعيم المعارضة كمال كليتشدار أوغلو.

 

وفاز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بولاية جديدة مدتها 5 سنوات، بعد حصوله على 52.87% من أصوات الناخبين في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة، بينما حصل منافسه كمال كليجدار أوغلو على 47.13%، وذلك بعد فرز 99% من الأصوات، وفق نتائج أولية.

 

اللاجئين السوريين

ويعد ملف اللاجئين السوريين واحدا من أكثر الملفات التي طرحت على طاولة الانتخابات، والتي سعى الجميع لاستغلالها لكسب مزيد من الأصوات، فيما يعيش اللاجئين حالة من القلق من نتائج هذه الانتخابات بغض النظر عن الطرف الفائز.

 

وتداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي مجموعة من الصورة أظهرت عددا من اللاجئين السوريين وهم يترقبون نتائج الانتخابات الرئاسية التركية من داخل أحد المخيمات بانتظار تحديد مصيرهم.

 

وخاضت تركيا جولة ثانية غير مسبوقة من الانتخابات الرئاسية لاختيار رئيسها في ختام حملة مليئة بالوعود  أطلقها المرشحان إن كان ضد الأكراد أو اللاجئين السوريين.

تغير السياسة التركية تجاه اللاجئين

وبحسب المراقبين، فأن تغييرا سيحدث في سياسة تركيا تجاه اللاجئين، لا سيما مع تصاعد الحملات ضدهم داخل البلد الذي يشهد احتدام في الانتخابات بشدة فلأول مرة تذهب لجولة ثانية بين أردوغان وكليجدار أوغلو.

 

مسألة اللاجئين حساسة لكلا الطرفين، فأردوغان يرغب في إعادة قرابة مليون شخص إلى الشمال السوري، عبر إنشاء خط يشبه منطقة عازلة بها 250 ألف وحدة سكنية كحائط صد ضد الأطماع الكردية في إنشاء دولة أو حتى ضد أي هجمات إرهابية.

 

كليجدار أوغلو، بالإضافة إلى أوميت أوزداغ، وسنان أوغان اليميني المتطرف المطرود من حزب الحركة القومية كانوا يريدون إعادة اللاجئين بأي شكل من الأشكال.

 

السياسة التركية والحكومة التركية الحالية تقوم بمباحثات مع سوريا لإعادة لاجئين إلى أراضيهم لكن تحت سيطرة الحكومة السورية.

شاهد أبرز 20 صورة ترصد كواليس الماراثون الانتخابي الساخن

اللاجئون السوريون في تركيا

ويوجد قرابة 3 ملايين و380 ألف لاجئ سوريا في تركيا وقد كانوا كانو قرابة 4 ملايين، وعاد 600 ألف إلى الشمال السوري.

 

يقوم برنامج أردوغان الانتخابي على ما قام به من إنجازات في مجالات الصناعات الثقيلة والحربية وتوليد الكهرباء والجسور، في المقابل أبرز ورقة في يد المعارضة لا تعتمد على مسائل التنمية وإنما مسألة اللاجئين، مما أدى لتوتر الشارع التركي وحدوث حالات من قتل اللاجئين واستهدافهم.

 

الخطاب التحريضي ضد اللاجئين يدفع السوريين إلى العودة إلى بلادهم أو النفور تجاه أوروبا.

ووفقا للمراقبون، قبل الجولة الأولى من الانتخابات التركية التي جرت في 14 مايو تنامى خطاب الكراهية ضد اللاجئين عموما والسوريين بشكل خاص، بتحريض من قيادات في المعارضة التركية مثل أوميت أوزداغ، وكمال كليجدار أوغلو، وميرال أكشينار، فتحولت ورقة اللاجئين السوريين إلى أداة انتخابية وآخرى  في ميدان السياسة الداخلية والخارجية لتركيا.

 

فأحزاب المعارضة استخدمت ورقة اللاجئين ضد الحكومة التركية والتي بدورها استخدمت نفس الورقة ضد الاتحاد الأوروبي، وخطاب الكراهية الذي تبنته المعارضة تجاه اللاجئين تسبب في حوادث قتل عدد منهم.

 

الحكومة التركية لم تقم بأي عمليات مساءلة أو محاكمة لكل من يحرض على خطاب الكراهية والتمييز العنصري، مما أدى لتمادي متبني هذا الخطاب في سلوكياتهم ضد اللاجئين.

الجولة الثانية من الانتخابات التركية

وبعد نهاية الجولة الأولى من الانتخابات وقبل الثانية، وصل خطاب الكراهية تجاه السوريين إلى مستويات غير مسبوقة، مثل تعليق لوحات وإعلانات تدعو لطرد اللاجئين السوريين من تركيا في الأماكن العامة والشوارع وحتى على جدران المدارس.

 

خطاب الكراهية أثر على مختلف جوانب الحياة المجتمعية فالأسر والعائلات اللاجئة باتت متخوفة في المرحلة القادمة لا سيما وأن كلا الطرفين الحكومة والمعارضة يعد بإعادة اللاجئين.

 

إعادة اللاجئين حازت على مساحة كبيرة من وعود المعارضة، وفي المقابل تذكر الحكومة بمشروع وبرنامج إعادة قرابة مليون سوري من تركيا إلى مناطق الشمال السوري.

 

المجتمع اللاجئ بات يتخوف من أن الطرفين قدما وعودا للمجتمع التركي ضدهم، وهما ملزمان بتنفيذ هذه الوعود بعد الفترة الانتخابية بغض النظر عن الجهة التي ستستلم السلطة.

اليمين المتطرف في تركيا

وتصاعد الفكر القومي المتطرف اليميني في الحياة السياسية التركية خلال الفترة الماضية لاسيما وأن أوميت أوزداغ، من قادة هذا الفكر أعلن دعمه لتحالف الأمة المعارض، وسنان أوغان، الذي يتبنى هذا الفكر أيضا أعلن دعمه لتحالف الجمهور أي تحالف العدالة والتنمية، مما يجعل الخطاب اليميني القومي المتطرف موجودا في جانبي الحياة السياسية التركية وهو ما يخشاه اللاجئ السوري في المستقبل.

 

كل هذه العوامل تجعل اللاجئين السوريين يقدمون فكرة اللجوء إلى أوروبا على كل الأفكار والبرامج المتعلقة بمستقبل وجودهم في تركيا.

 

الاقتصاد التركي

ويساهم ارتفاع التضخم وانخفاض العملة وأزمة تكاليف المعيشة في ازدياد المشاعر المعادية للاجئين في البلاد.

 

وتراجع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتعهد بإعادة جميع اللاجئين إلى وطنهم ولكن بأشكال وآليات معينة وهو يسعى إلى تمديد حكمه إلى عقد ثالث.

 

كما يعد منافسه كمال كليجدار أوغلو، مرشح تحالف المعارضة المكون من ستة أحزاب، بالشيء نفسه على أمل كسب أصوات الناخبين القوميين في جولة الإعادة في 28 مايو.

 

جدير بالذكر أنه حتى وقت قريب، كان أردوغان يقول إنه لن يعيد أيًّا من السوريين إلى بلادهم. ولكن قبل أيام من جولة الإعادة، أعلن أن تركيا ستعيد المزيد منهم.

 

وفي حديثه إلى قناة تي آر تي خبر التلفزيونية المملوكة للدولة يوم الإثنين 22 مايو، قال الرئيس أردوغان: "لقد عاد 450 ألف لاجئ بالفعل إلى منازل مصنوعة من قوالب حجرية قمنا ببنائها. الآن، لدينا هدف إعادة مليون لاجئ إلى المنازل الجديدة التي سيتم بناؤها في شمال سوريا"، من دون توضيح متى ستبدأ العملية. وأضاف أنه يمكن مناقشة خطة لذلك في المحادثات مع الحكومة السورية بعد جولة الإعادة.

المخيمات السورية

ودشنت تركيا في عهد أردوغان بالفعل عشرات المخيمات في شمال غرب سوريا بمساعدة المنظمات غير الحكومية التركية.

 

ويعد "تطبيع العلاقات" مع سوريا سياسة يؤيدها كل من الرئيس أردوغان وكليجدار أوغلو، والتي من شأنها أن تمكن من عودة اللاجئين.

 

المعارضة التركية

وانتقد كليجدار أوغلو سياسة "الباب المفتوح" التي تنتهجها الحكومة الحالية مع اللاجئين الذين فروا من الحرب في سوريا وقال مخاطبا الرئيس التركي: "أردوغان، لقد سمحت عمدًا بدخول 10 ملايين لاجئ إلى تركيا. حتى أنك عرضت الجنسية التركية للبيع للحصول على أصوات مستوردة"، من دون تقديم أي دليل على ادعائه.

 

وقال: "أعلن هنا: سأعيد جميع اللاجئين إلى ديارهم بمجرد انتخابي رئيسًا".

وكان كليجدار قد أعلن في وقت سابق عن خططه لإعادة النازحين السوريين إلى وطنهم في غضون عامين بعد إبرام اتفاق مع الرئيس السوري بشار الأسد، يضمن سلامتهم، بالتنسيق مع الأمم المتحدة.

 

كما هدد كليجدار أوغلو بالانسحاب من اتفاق مع الاتحاد الأوروبي وافقت تركيا بموجبه على استضافة ملايين اللاجئين من سوريا ومنعهم من العبور إلى دول الاتحاد الأوروبي لطلب اللجوء. في المقابل، كانت تركيا ستحصل على 6 مليارات يورو. ويقول كليجدار أوغلو إن الاتحاد الأوروبي لم يفِ بجانبه من الاتفاق.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية