سر حصار الجيش المصري مدينة عكا والاستيلاء عليها
في مثل هذا اليوم من عام 1832 فتح الجيش المصري بقيادة أحمد المونوكلي مدينة عكا بعد حصار دام 6 أشهر بعد إعلان والي مصر محمد علي باشا الحرب على والي عكا «عبد الله باشا» بسبب إيوائه 6 آلاف من الفارين من التجنيد ورفضه إرسال الأخشاب لبناء الأسطول المصري.
ما قبل فتح عكا على يد الجيش المصري
كانت عكا محصنة بأسوار متينة وتحميها عدة أبراج من الشرق والشمال، أما من جهة البحر فكانت الأسوار أقل متانة من السوار القائمة من جهة البر بينما كانت المياه المجاورة لها قليلة العمق لا تسمح للسفن الكبيرة بالرسو على مقربة منها.
وكانت جميع الحصون في حالة جيدة، وكانت حامية المدينة مؤلفة من ثلاثة آلاف مقاتل ومعهم مدفعية قوية وكميات وفيرة من المؤن والذخيرة والمياه والطعام، تكفي الحامية لحصار طويل الأمد.
حصار الجيش المصري لـ عكا
في يوم 26 نوفمبر 1831 خرج إبراهيم باشا لمحاصرة عكا، واستبسلت حاميتها في الدفاع عنها – وقد امتاز العكاويون بروح قتال وبمعنوية عالية مما جعل إبراهيم باشا يقرر أن يطلق نيران مدفعيته علهيا لكن بدون جدوى.
قرر محمد علي إرسال مهندس قدير لتولي إدارة أعمال الحصار بكل دقة، وهنا تمكن المصريون بالرغم من شدة مقاومة الحامية من فتح ثغرتين في الجهة الشرقية من السور، وأمطروا المدينة وابلا من القنابل والرصاص، برًّا وبحرًا.
صبت المدافع المصرية النيران على المدينة ونجحت في فتح ثلاث ثغرات وخلال تبادل النيران أصيبت بعض السفن المصرية الكبيرة بتلف كبير ما دفع إبراهيم باشا لاتخاذ قرار بالهجوم العام، وبدأت الوحدات المصرية في التقدم فاستولت على صور وصيدا وبيروت وطرابلس في الشمال كما جرى الاستيلاء على ثغور الشام الأخرى قبل النفاذ إلى داخل عكا.
كانت حصون عكا قوية للدرجة التي أعجزت نابليون بونابرت عن احتلالها رغم محاولات استمرت 3 عقود، لكن بأس الجيش المصري ودهاء إبراهيم باشا وقوته العسكرية حسمت كل شيء.
زحف الجيش المصري على عكا وضرب عليها الحصار منذ يوم 26 نوفمبر واشتركت السفن المصرية في حصارها من البحر، فكان الحصار مضروبا عليها برا وبحرا، واطلقت مدافع البر والبحر قنابلها على اسوار عكا وحصونها، وخلال فترة الحصار أخذ إبراهيم باشا يحتل المواقع الهمة في ولاية صيدا وما حولها، فاحتلت فرقة من الجنود المصرية بقيادة حسن بك المانسترلي وصور وصيدا وبيروت وطرابلس واحتلت كتيبة أخرى مدينة القدس وكان الجيش كلما نزل ببلدة سلمت له بدون قتال.
موقف الدولة العثمانية
اضطربت الدولة العثمانية أمام زحف الجيش المصري، وبادرت في بادئ الامر إلى إرسال مندوب عنها إلى محمد علي باشا يطلب إليه الكف عن القتال، وكان الباشا يعلم بارتباك احوال تركيا وعجزها عن حشد جيش يصد زحف الحملة المصرية، فاخذ يماطل في الجواب، وفي الوقت نفسه أرسل إلى إبراهيم باشا يأمره بمواصلة الحرب وتشديد الحصار على عكا حتى يفتحها.
رد السلطان العثماني على تجاهل محمد على بحشد نحو عشرين ألف مقاتل تحت قيادة عثمان باشا اللبيب والي طرابلس وعهد اليه رفع الحصار، فزحف الجيش العثماني اليها، وضم إليه كل من لقيهم في طريقه من جموع الأكراد والعرب.
علم إبراهيم باشا بتحرك الجيش العثماني، فعقد مجلسا حربيا من نخبة ضباطه وأركان حربه يتدبر في الامر، فاستقر رأيه على أن يترك حول عكا القوة الكافية لمتابعة الحصار، وأن يتحرك بالجزء الآخر من جيشه ليتصادم مع الجيش التركي في الطريق ويتغلب عليه قبل أن يصل إلى عكا.
تقدم عثمان باشا يقود بضعة آلاف من جنوده وانتهز فرصة اشتغال إبراهيم باشا في حصار عكا فهاجم طرابلس التي كانت تحتلها حامية مصرية فدخل المدينة، ولكن جنود الحامية ردوا المهاجمين على أعقابهم، على أن مركزهم لم يلبث ان تحرك بازدياد قوات الاعداء وصارت طرابلس مهددة بسقوطها في يد الترك، فبادر إبراهيم باشا إلى نجدتها وسار إليها بطريق الساحل فلما اقترب منها ارتد عنا عثمان باشا، وكان له ما أراد في النهاية، غير أن الصراع استمر بين مصر والدولة العثمانية.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، القسم الثاني، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.