اغتيال أم كلثوم!
الفنان عمرو مصطفى يعيد صوت أم كلثوم إلى الحياة من خلال أغنيات جديدة موظفًا إمكانيات وخصائص الذكاء الاصطناعي! يمكن الآن أن تغني أم كلثوم من ألحان عمرو مصطفى نفسه ويمكنها أن تغني من ألحان إسلام خليل بتيمته الثابتة الشهيرة مع شعبان عبد الرحيم ويمكن أن تغني من ألحان حسن إش إش التطريبية المعروفة.
ويمكن أن تشارك في عمل غنائي جماعي ويمكن أن تعيد أغنيات لكثيرين من المطربين لا تربطها بهم أي صلة فنية من أي نوع.. فإسلام خليل وحسن إش إش وكل الأسماء محل احترام وتقدير هم وأعمالهم ولونهم.. لكن لون وشكل وطعم ورائحة أم كلثوم في منطقة أخرى تماما.
لا نريدها -كجمهور- ولا نقبلها مع الأمناء على تراث وميراث رموز شعبنا ولا نريدها على المشاع.. فوق الأرصفة وفي وسائل المواصلات الشعبية تتمايل الناس معها وعلى أغنياتها الجديدة!
اغتيلت أم كلثوم من قبل عندما أهملت الأجهزة المختصة.. وزارة الثقافة بالسبعينيات والثمانينيات والنخبة المصرية ودوائر المثقفين والصحافة والكتاب قصر أم كلثوم والمكان الذي عاشت فيه وإرتضوا جميعا بالفرجة وهو يهدم ويتحول إلى فندق يزاحم الأسمنت المجاور على نيل القاهرة!
واليوم يجري الاغتيال الثاني لها! حماية سيرة وسمعة وصوت وشكل واسم رموزنا في كافة المجالات مسئولية المجتمع كله.. وفي مقدمتهم الدولة المصرية ومن يمثلها.. وزارة الثقافة ومجلسها الأعلى فيما نظن!
وليس كل الظن إثما!