إسماعيل يس، إمبراطور الضحك الذي هوى من سلم النجومية للعمل بالملاهي الليلية بسبب نكتة
إسماعيل يس.. فنان أضحك الملايين، وبرغم رحيله منذ سنوات إلا أنه ما زال يضحك الملايين.. أطلق عليه الكاتب محمود السعدنى لقب الغلبان وأطلق عليه الجمهور لقب سمعة، وما زال على قمة ممثلي الكوميديا.
ولد إسماعيل يس بمدينة السويس عام 1912 ـ رحل في مثل هذا اليوم 24 مايو عام 1972 ـ وكان والده يعمل فى مهنة صياغة وتشكيل الذهب، ووالدته كانت تعمل تاجرة أقمشة وزيوت، بعد وفاة امه تركه والده وتزوج وقامت جدته لأمه بتربيته،
سرق يس 6 جنيه من جدته
وكان إسماعيل يس منذ صغره معجبا بأغانى محمد عبد الوهاب، ظنا منه أنه يستطيع منافسة عبد الوهاب، حضر إلى القاهرة من أجل الغناء بعد أن سرق من جدته ستة جنيهات من أجل دخول معهد الموسيقى، لكن الفوس خلصت فاضطر الى الغناء في المقاهى، ونام في المساجد، وعمل مطربا فى البداية في كازينو بديعة لليلة واحدة فغنى ( أيها الراقدون تحت التراب ) وكان نصيبه علقة ساخنة، ثم فشل فعاد إلى السويس وأجبرته الحياة أن يعمل في أكثر من مهنة فعمل كمناد أمام أحد المحال التي تبيع الأقمشة، ثم عمل مناديا للسيارات في موقف بالسويس.
عاد إلى القاهرة مرة ثانية، ليعمل مغنى للمونولوجات فى الأفراح، ثم فى محطات الإذاعة الأهلية ( محطة فيولا ومحطة إلياس)، كما تنقل بين الصالات حتى تعاقدت معه الإذاعة المصرية عام 1934 فقدم أول مونولوج يغنيه (يا حلة العدس الدافى.. يسلم ايدين اللى غلاكى) على وزن أغنية عبد الوهاب يا وردة الحب الصافى.
الغناء مع الأسطى نوسة
وفي عمر الـ 17 قرر أن يذهب إلى القاهرة وهناك عمل صبيًا بأحد المقاهي في شارع محمد علي وكانت إقامته في الفنادق الشعبية الصغيرة، ثم التحق بالعمل مع "الأسطى نوسة" أشهر الراقصات الشعبيات آنذاك،
وفي الفترة من 1935 إلى 1945 قدم إسماعيل يس عددا غزيرا من المونولوجات بكباريهات عماد الدين وروض الفرج مقابل أربعة جنيهات للواحد مع توأمه أبو السعود الإبياري الذي كان يكتبها له.
فى عام 1954 قدم أول مسرحياته باسم "حبيبى كوكو" وفى عام 1966 قدم آخر مسرحياته باسم "حكاية جواز" وبينهما 50 مسرحية كتبها جميعا أبو السعود الإبياري منها عقول الستات، فتافيت السكر، الرجالة عايزة كدة، حرامى لأول مرة، ليلة دخلتى، علشان خاطر الستات، ضميرى واخد اجازة، جوزى بيختشى، كل الرجالة كدة، أنا عايزة مليونير، الستات عايزة إيه، أنا وأخويا وغيرها.
شورت أول افلام اسماعيل يس
اتجه إلى السينما وقدمه صلاح أبو سيف في نهاية الثلاثينات في أول أفلامه فيلم شورت، ثم قدمه فؤاد الجزايرلى معه في فيلم "خلف الحبايب" عام 1949 ليقدم خلال مشواره السينمائى أكثر من 500 فيلم بدأت بفيلم "على بابا والأربعين حرامى" عام 1943، ومن أشهر أفلامه “إسماعيل يس فى الجيش، فى البوليس، فى الطيران، فى الأسطول، فى مستشفى المجانين، فى البحرية، عنبر” حيث غنى فيه اسكتش اللى يقدر على قلبى مع ليلى مراد، المليونير الفقير، الآنسة حنفى، حلاق السيدات وكان آخرها "الرغبة والضياع" عام 1972.
نكتة تسببت فى تعاسة يس
تعرض إسماعيل يس لمضايقات من بعض المسئولين بسبب "نكتة" أطلقها دفع ثمنها غاليًا من مجده ومكانته، فبعد أن كان نجمًا تعشقه الملايين يقدم فى العام الواحد عشرة أفلام.
انحسرت عنه الأضواء بعد صدور قرارات رقابية بعدم تمثيله لدور السيدات، وحجزت الضرائب على أملاكه ليلجأ إلى العمل فى غناء المونولوجات من جديد، وهو العمل الذى بدأ به مشواره حين جاء من السويس إلى القاهرة فى مطلع شبابه.
فمنذ قيام ثورة 23 يوليو وأعلن فنان الكوميديا إسماعيل يس تأييده التام للثورة حتى إنه تبرع بمبلغ 2000 جنيه إلى الحكومة لدعم المجهود الحربي وحصل على خطاب شكر من رئيس الوزراء جمال عبد الناصر قبل أن يصبح رئيسا للجمهورية.
اسماعيل يس فى الجيش
قدم فيلم إسماعيل يس في الجيش وحضر العرض الأول الرئيس جمال عبد الناصر عام 1955 واصطفت الجماهير على جانبي الطريق بالهتاف والتصفيق وخرج الرئيس من سيارته لتحية الجماهير فى مظاهرة حب كبيرة وعلق الرئيس على الفيلم بأنه يشرف صناعة السينما المصرية كما حضرت فرقة موسيقى الجيش للعزف أمام السينما لتحية الرئيس، وبادرهم الرئيس بالتحية.
كرمه الرئيس عبد الناصر بسبب تقديمه فيلم إسماعيل يس في الجيش، لكنه بسبب نكتة قالها اضطهده المسئولين وفي عام 1966 بدأ حالة من الإفلاس وضيق الحال بسبب غضب الرئيس عبد الناصر عليه ومحاصرة الضرائب له حتى أنهم حجزوا على فيلته وشباك التذاكر في مسرحه لسداد الضرائب، وسكن في شقة صغيرة للإيجار فى الدور الأرضى أمام سنترال الزمالك، وعمل بعدها فى ملهى يملكه المتعهد سعيد مجاهد مقابل 300 جنيه فى الليلة وفى اليوم السابع رحل إسماعيل يس ودفن فى مقبرة شوقى كوسة صاحب كباريه شهرزاد.
وقيل ان عبد الناصر هو سبب تعاسته، وانتشر في الأوساط الفنية إن عبد الناصر طلب من إسماعيل يس الترفيه عن الرئيس اليمنى عبد الله السلال الذي كان يعالج بمستشفى المواساة بالإسكندرية بناء على طلب السلال الذي يحبه يس ويعجب بأدائه، فكان إسماعيل يس يذهب إلى السلال يوميا الى الإسكندرية، ويسمعه نكتة تضحكه،
تدهورت احواله بسبب نكتة
إلا أن اسماعيل يس مل إلقاء النكت عليه فامتنع عن الذهاب إليه، وزاد بأن ألقى عليه نكتة سمعها من الكاتب عبد الحميد جودة السحار تحكى عن رجل يذهب كل يوم إلى بائع الصحف ويقرأ العناوين وينصرف دون أن يشتري أي جريدة، وفي أحد الأيام سأله بائع الصحف عن السر فى هذا فقال له إنه ينتظر قراءة خبر وفاة أحد الأشخاص. فقال له البائع إن خبر الوفاة ينشر بصفحة الوفيات، فرد إسماعيل خبر الوفاة الذي أنتظره سيكون فى الصفحة الأولى.
العمل فى ملاهى درجة عاشرة
بعد مضايقات الدولة لاسماعيل يس الذى لقب بإمبراطور الضحك اضطر أن يعمل في آخر أيامه في كباريه شهرزاد يقدم فيه المونولوجات للسكاري، فهاجمته الأقلام الصحفية بعد اضطرته الظروف إلى العمل في الملاهي الليلية، فبعد أن كان إسماعيل يس نجما مسرحيا وسينمائيا وصل به الحال إلى التدني في فنه.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.