فرمان مصر، قصة انتزاع محمد على وراثة الحكم لذريته رغم أنف الدولة العثمانية
في مثل هذا اليوم من عام 1841 أصدر السلطان العثماني عبد المجيد الأول «فرمان مصر» الذي نص على إعطاء محمد علي باشا ولاية مصر والسودان وراثيًّا، وقد بقي هذا الفرمان مراعيًا في مصر كدستور حتى نهاية عام 1914 حين أعلنت الحماية البريطانية.
أسباب إصدار فرمان مصر
كان تعيين والي مصر من حقق الدولة العثمانية باعتبارها دولة تحت راية الخلافة، لكن مع تولي عصر محمد علي وترسيخ حكمه في البلاد، اشتد الصراع بينه وبين الدولة العثمانية، وكاد يقضي عليها تمامًا في عز قوة الدولة المصرية تحت حكمه.
تدخلت الدولة الأوروبية وفرضت على الدولة العثمانية تسوية لندن عام 1840، كما أصدرت فرمانات أخرى مكملة لهذه التسوية في أول يونيو 1841.
نظمت التسوية العلاقة بين السلطان وولاة مصر، حيث تقرر فيها لأول مرة منح محمد علي وأسرته حكم مصر بالوراثة على أن يختار الباب العالي بنفسه من يتقلد منصب الولاية من أبناء محمد علي، وإذا انقرضت ذرية محمد علي يحق للباب العالي اختيار شخص لولاية مصر.
وتحقق للدولة العثمانية من خلال هذه التسوية ممارسة سيادتها على مصر، إذ أوجدت الاتفاقية حلًّا وسطًا التقت عنده أهداف الجميع، فحاكم مصر من أسرة محمد علي من أتباع السلطان ورعاياه، وعليه أن يتوجه في بداية حكمه إلى الأستانة لاستلام مرسوم توليه بنفسه، وأن يسك النقود ويجبي الضرائب باسم السلطان، وجيشه لا يتجزأ عن جيوش الدولة العثمانية، ولا تتعدى قواته 18 ألف رجل في أوقات السلم وولايته تطبق القوانين والمعاهدات العثمانية، وتقدم خراجًا سنويًا للسلطان.
مقابل ذلك بقيت مصر في أيدي الولاة من نسل محمد على، لهم السلطة المطلقة على المصريين في المسائل الإدارية والضريبية والسلطة التشريعية.
كذلك استطاعت الدول الاوروبية عن طريق هذه التسوية أن تفرض نفسها حكمًا بين الطرفين متقاضية من تدخلها نفوذًا عريضًا يستمد حيويته طورًا من التسوية، وطورًا من الامتيازات الأجنبية وضعف تركيا، كما رسخت أهدافها بإبقاء الوضع على ما هو عليه حتى تستطيع بناء وتدعيم مصالحها الاقتصادية والثقافية في مصر.
ورثة محمد على في حكم مصر
وبمقتضى هذه التسوية جلس على حكم مصر، ابنه الأكبر إبراهيم باشا في أول الأمر، ثم عباس الأول وسعيد وإسماعيل، ومع توسع ذرية محمد على، بذل كل مستحق ولو من بعيد غاية جهده للحصول على العرش ثم حق الوراثة المباشر لذريته.
وقد استطاع الخديو إسماعيل الذي كان أكثر من سلفيه أملًا في التغيير وتعديل نظام الوراثة والاستقلال الداخلي، وأخذ يمهد لتحقيق هذا المشروع منذ بداية عهده في يونيو 1862، عن طريق بذل المال والهدايا، واستطاع خلال الأعوام 1866، 1867، 1873، الحصول على تعديل نظام وراثة العرش بحيث يكون من أكبر أبناء الوالي فأصبح من الأب إلى الإبن الأكبر.
كما تحدد بنود تشكيل مجلس الوصاية في حال خلو العرش أو كون الوارث الشرعي له قاصرًا، ثم استطاع أن يحصل بعد محادثات طويلة على لقب خديوي، وقد منحه الباب العالي هذا اللقب لا لنفسه فقط بل لورثته المباشرين أيضًا .
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.