زينب صدقي، قمر الزمالك التى قدمت دور الارستقراطية، ومقال مصطفى أمين أنقذها من الموت جوعا
الفنانة زينب صدقى..اشتهرت على مدى مشوارها مع الفن بتقديم دور الأم أو الحماة الطيبة، وغلب على الشخصيات التى جسدتها أدوار السيدة الأرستقراطية ، ساعدتها ملامح وجهها الطيب أن تؤدى دور الأم، والحماة فى أغلب أفلامها، فهى الناظرة الطيبة فى فيلم عزيزة، هى الأم المصرية فى فيلم بورسعيد، والجارة الطيبة فى فيلم البنات والصيف، حصلت على لقب ملكة جمال مصر عام 1930.
ولدت مرفت عثمان صدقى الشهيرة بـ زينب صدقى عام 1895 ونشأت وتربت في حى الزمالك، ولشدة جمالها أطلق عليها قمر الزمالك، بدأت التمثيل عام 1917 وحصلت على الجائزة الأولى في التمثيل الدرامى، عرفت في بداياتها بتقديم مسرحيات الفصحى والمسرحيات الشعرية فقدمت مجنون ليلى وكليوباترا التي كتبهما احمد شوقى.
زواج فاشل وعدم انجاب
تزوجت لمرة واحدة ولم تستمر الزيجة سوى ستة أشهر ثم انفصلت، وتبنت زينب صدقى طفلة يتيمة هي ابنة احد عمال الأوبرا حتى كبرت وحصلت على الدكتوراة وتعرف باسم ميمى صدقى تزوجت من لبنانى وعاشت في لبنان منذ بداية السبعينات.
قدمت زينب صدقى خلال مشوارها السينمائى العديد من الأفلام السينمائية ومنها: "ست البيت، التلميذة، الجريمة والعقاب، إسكندرية ليه، صغيرة على الحب، وفاء الى الأبد، الراهبة، الاتهام، كفرى عن خطيئتك، الزوجة 13 وغيرها.
شكسبيرة الزمالك المثقفة
أطلق عليها "شكسبيرة الزمالك" لتعلقها بالثقافة، حيث كانت زينب صدقى تقيم فى بيتها ندوات ثقافية أسبوعية، تضم كبار الكتاب والأدباء والنقاد ومنهم العقاد ومحمد التابعى والرافعى والمازنى وفكرى اباظة وسلامة موسى وعلى ومصطفى امين وغيرهم.
اعتزال المسرح من اجل الخبز
بعد ثلاثين عاما من التمثيل أعلنت اعتزالها على خشبة المسرح في يوم ميلادها واكتفت بالعمل في السينما، وقالت يوم اعتزالها: الارستقراطية التى أعيش فيها لا تعنى أننى غنية فأنا لا أملُك إلا السَتر وبِعت كل ما أملك حتى القرافة ـ المقبرة ـ وأنا فى حاجة للعمل لأعيش، لكن ما يهمنى هو كرامتى الفنية لأعيش في الخيال الجميل الذى عشت فيه اثناء قيامى بأدوارى الخالدة، لذلك فضلت اعتزال المسرح الذى اعتبره كل حياتى، واعتزله وأنا في القمة قبل ان يعتزلنى بعدما أهبط الى القاع بعد انصراف الجمهور المثقف عن المسرح واكتفى بالتمثيل للسينما لأحصل على الخبز.
عاشت زينب صدقى بمبلغ 23 جنيهًا شهريًا، معاشا لها من نقابة الممثلين وظلت تعيش بهذا المبلغ الضئيل، فكان نشاطها الفني متوقف بعد أن بلغت 70 عامًا، حتى اضطرت الى بيع أثاث بيتها وسيارتها ومقبرتها التي أعدتها ليوم رحيلها..
وفي عام 1963 منعت نقابة الممثلين برئاسة أحمد علام المعاش عن الفنانة زينب صدقي هي ومجموعة من زملائها حتى أصبحت تكاد تموت جوعا، وكتب الصحفى مصطفى أمين مقالا في الصفحة الاولى بأخبار اليوم هز الرأي العام عام 1963 بمشكلة زينب صدقي بعنوان (ادفع جنيها ثمن تذكرة لرواية لن تحضرها) قال فيه: حكم الفنان أحمد علام مدير الفرقة المصرية للتمثيل بإعدام الفنانة زينب صدقي جوعا بعد حرمانها من معاش كانت تتقاضاه قدره 23 جنيه شهريا، وزينب صدقى هي النجمة الجماهيرية التي أسعدت الملايين وأبكتهم وأضحكتهم وكانت صورها تغطى جدران الشوارع والميادين طيلة أكثر من نصف قرن، كانت تسمى الهانم والليدي زينب صدقي.
تبرعات بالالاف
وأضاف مصطفى أمين بعد أن ذهب شبابها وسقطت على المسرح فكسرت قدمها أحيلت إلى المعاش ثم قام مدير الفرقة بحرمانها منه، وانا أوجه دعوة ليست للحكومة لإنقاذ ممثلة من أعظم ممثلات مصر ولكن اتوجه إلى الجمهور بدفع جنيه واحد لتذكرة دخول رواية من رواياتها لكنه لن يشاهد شيئا وذلك لمنع تنفيذ حكم الإعدام عليها.
وبمجرد نشر المقال انهالت تبرعات القراء بدفع كل واحد جنيه واحد حتى شملت الحصيلة 2340 جنيها خلال شهر واحد.
وصفت مجلة الجيل في سبتمبر 1957 مقال مصطفى أمين بأنه بمثابة قنبلة في الوسط الفنى وإنها أصبحت مادة للحديث في كل مكان، وقد اختلفت تعليقات الفنانين والفنانات باختلاف نظرة كل منهم إلى الموقف..هل تستحق زينب صدقى المعاش أم لا، ورأت فاتن حمامة أن المأساة ليست مأساة زينب صدقى لكنها مأساة كل فنان يعمل لدنياه كأنه يموت غدا ويعمل لآخرته كأنه يعيش أبدا، وعلقت الراقصة سامية جمال بان زينب وأى فنان من حقها أن تعيش حياتها بدون حرمان كأى إنسان.
ورد أحمد علام نقيب الممثلين باللوم على نجوم السينما لأنهم لم يؤدوا التزاماتهم بسداد نسبة الـ 1% للنقابة حسب نص القانون حتى يصبح في صندوق النقابة ما يكفى لدفع معاش زينب صدقى وغيرها من الفنانين المتقاعدين، إزاء هذا لم تملك الفنانة زينب صدقى إلا البكاء.
تكريم الرئيس السادات
في عام 1974 وفي حفلة عيد الفن أمر الرئيس السادات بصرف معاش 100 جنيه للفنانة زينب صدقي ومثيلاتها من الفنانين والفنانات المتقاعدين حتى رحلت عام 1993.
ورحلت زينب صدقى عن عالمنا بعد رحلة حياة طويلة فى مثل هذا اليوم 23مايو عام 1993 عن عمر ناهز 98 عاما.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.