الفن رسالة وإن كره الفنانون
يتحدث فنانون كثر عن أن الفن ليس رسالة بل مجرد مساحة للترفيه، وأن الفنان ليس قدوة، وهو الأمر الذي صادف قبولا لدى قطاع كبير من الجمهور، وخصوصا هؤلاء الذين يصلون إلى حد تحريم الفن كلية.
صحيح أن مثل هذه التصريحات تنطوي على قدر من التجرد وحث الناس على البحث عن القدوة في أناس آخرين مثل الانبياء والعلماء.. غير أنني شخصيا أرى مثل هذه التصريحات تنصل من المسئولية.
إن أغنية أو مشهد واحد في فيلم له من التأثير ما يفوق عشرات الكتب، ليس على النشئ فقط، بل على الكبار أيضا.. وهو ما يعني أن الفن رسالة بلا جدال. أما عن مكانة الفنان، فقد يقول أحدهم إنهم فئة لا تتمتع بقدر من التقدير المجتمعي، متحججا بأن الممثل يقدم دور اللص والبلطجي والخائن والقاتل.. و.. فكيف للناس أن يروا فيه قدوة!!
لكن ذلك أيضا درب من التضليل، فمعظم الفنانين لهم شعبية جارفة.. يقلدهم الأطفال، ويتكالب الكبار على التقاط الصور التذكارية معهم. وهنا أريدك أن تسأل نفسك، هل سمعت يوما نكتة عن ممثل؟ غالبا ستجيب بالنفي، ومع ذلك يمكن سرد عشرات النكت عن مختلف الفئات من أطباء ومدرسين ومهندسين ورجال أعمال.. وحتى عن رجال الدين.
وبعيدا عن جدل بلا فائدة، خذها مني وادعيلي، أي شخص صاحب مهنة أو حرفة أو موهبة يمكنه أن يصبح قدوة إذا أراد. ولماذا نذهب بعيدا، هل تعرف أنجلينا جولي؟
أنجلينا جولي والعمل الانسانى
اشتهرت النجمة العالمية أنجلينا جولي بأنها واحدة من أهم النجمات في هوليوود، وقد تركت بصمتها في صناعة السينما والتلفزيون. ولكن بعيدًا عن مسيرتها الفنية، فإنها تلعب دورًا بارزًا في العمل الإنساني والخيري، وهي تعمل بجد لمساعدة الأشخاص المحرومين والمحتاجين في جميع أنحاء العالم.
تبدأ القصة الإنسانية لأنجلينا جولي في عام 2001 عندما سميت مفوّضةٍ خاصةٍ لمفوّضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبدأ اهتمامها بالوضع الإنساني للأشخاص الذين تضرروا من حروب ونزاعات مسلحة في جميع أنحاء العالم. ومنذ ذلك الحين، أصبحت جولي واحدة من أكثر المشاهير التزامًا بالعمل الإنساني، وهي تعمل بشكلٍ مثيرٍ للإعجاب لمساعدة الأشخاص المحتاجين في جميع أنحاء العالم.
في عام 2006، أسست جولي مؤسسة "Jolie-Pitt" مع زوجها السابق براد بيت، والتي تهدف إلى تعزيز التعليم والصحة والحقوق الإنسانية والتنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم. وقد تبرعت جولي بملايين الدولارات لدعم مشاريع الإغاثة والتنمية في الدول النامية، وخاصة في مناطق النزاعات المسلحة والأزمات الإنسانية الحالية.
وفي عام 2012، تم تعيين أنجلينا جولي كسفيرةٍ للنوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة، حيث تعمل على تعزيز حقوق الإنسان والتعليم والصحة والتنمية في الدول النامية. وخلال عملها كسفيرةٍ للنوايا الحسنة، قامت بزياراتٍ ميدانيةٍ للعديد من الدول المنكوبة والمستضعفة، وعملت على تحسين الأوضاع في تلك المجتمعات الضعيفة.
كذلك دعمت أنجلينا جولي العديد من المشاريع الإنسانية الأخرى، مثل تأسيس مدرسةٍ للأيتام في أفغانستان ومشروعٍ لتمكين النساء في الكونغو، وهي تعمل أيضًا على دعم مشاريعٍ لحماية الأطفال من الاعتداء والتحرش الجنسي.
وبالإضافة إلى عملها الإنساني، فإن أنجلينا جولي تعمل أيضًا على توعية العامة حول القضايا الإنسانية والاجتماعية المختلفة، وهي تتحدث بانتظام في المؤتمرات والفعاليات الدولية لنشر الوعي والتحسيس بالقضايا الإنسانية المختلفة. ويعتبر الدور الإنساني الذي تلعبه أنجلينا جولي من أهم الأدوار التي تقوم بها في حياتها، حيث تعمل بشكلٍ جاد لمساعدة الأشخاص المحتاجين في جميع أنحاء العالم، وتسعى جاهدةً لتحسين الأوضاع في المجتمعات الضعيفة والمستضعفة.
ويمكن القول إن أنجلينا جولي هي مثالٌ حي على النجوم الذين يستخدمون شهرتهم ونفوذهم لمساعدة الآخرين وتحسين الأوضاع في العالم.. ما يجعلها قدو يحتذى بها.