شريف عامر إعلامي بدرجة خلوق جدًا
مداخلة الفنان الكبير عادل إمام مع الإعلامي القدير شريف عامر أثبتت أن دور بهجت الأباصيري في مدرسة المشاغبين هو الأقرب لشخصية عادل إمام، ابن عطفة على باشا في الحلمية، الذي أجمع أهل منطقته على أنه كان شقي بس دمه خفيف.
الإعلامي الكبير محمود سعد حكى أكثر من مرة أنه في بداية حياته الصحفية كان يتجنب مقابلة عادل إمام، لأنه اشتهر بالسخرية من أي كلمة عادية أو حركة عفوية ويحولها إلى نكتة تلازم صاحبها، وقاده حظه العاثر مبتهجًا لمقابلة صاحب السعادة فإذا به يصبح بعد اللقاء مادة للسخرية لفترة طويلة.
ظل عادل إمام يمارس لعبة الخروج عن النص في الحياة العادية، مستمتعًا بانتزاع ضحكات من حوله عن طريق مشاغبتهم والتجريب فيهم، وهو ما منحه القدرة على ابتكار هذا الكم الهائل من الإفيهات التي ميزت أعماله، وضمنت له التربع منفردًا على عرش النجومية، لأنه لم يتوقف لحظة عن ممارسة السخرية لتقوية مهاراته في إضحاك الناس على كل شيء في حياتهم العادية.
الذين يهاجمون شريف عامر لا يعرفون شيئا عن شخصية عادل إمام المشاغبة، التي تسببت له في مشاكل كبيرة مع حكام عرب حاولوا اغتياله، وقضاة أصدروا أحكاما بسجنه، وكتاب ترأسوا مؤسسات صحفية كبرى، وسخروها للنيل من نجوميته، لكنه لم يتراجع ولم يستسلم أبدًا، لأنه كان يدرك أن المشاغبة هي سر انطلاقته ووقود استمراريته.
المفارقة في هذه المداخلة أن شريف عامر كان ابن ناس بدرجة خلوق جدًا في مواجهة مشاغب قديم عتيد الإحراج، لطالما تفنن في إحراج إعلاميين كبار كمفيد فوزي وسلمى الشماع ومحمود سعد وشريف نور الدين والعديد من مراسلي الصحف والفضائيات على الهواء مباشرة في المهرجانات الفنية والمناسبات المختلفة، والفيديوهات موجودة، والمجد لليوتيوب.
لم تكن المداخلة كارثية كما وصفها البعض، ولكنها كانت كاشفة، لأنها كشفت عن تلقائية وبساطة إعلامي قدير، عبر بصدق عن امتنانه الكبير وحبه الشديد لنجمه المفضل، وكشف بأدبه الجم وأخلاقه العالية عن سر بقاء المشاغب الأخير علي قيد الكوميديا طوال هذه العقود.
