القصة وما فيها في أزمة اللحوم، لغز الـ10 الكبار المتحكمين في بروتين المصريين
يلقي ارتفاع أسعار جميع السلع، بما في ذلك اللحوم والدواجن، بثقله على المواطنين الذين سئموا من الارتفاعات المتتالية خاصة للحوم، المصدر الأول للبروتين والذي يعتمد عليه قطاع كبير من المصريين، إلا أنه وبعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية أثر ذلك على سلاسل الإمداد والتوريد وكان الاقتصاد المصري من أكبر المضارين وأصابه الكثير من الأعطاب ونتج عن ذلك صدور قرارات أدت إلى ارتفاع الدولار أمام الجنيه وتكدس البضائع في الموانئ لندرة الموارد الدولارية ونتيجة لذلك ارتفعت الأسعار ووصل التضحم في أبريل الماضي إلى 40%.
70 % وارادت مصر من اللحوم السودانية
كما أدت الأحداث في السودان إلى المزيد من الارتفاع في أسعار اللحوم، ووفقا لإحصائيات رسمية، فإن 70% من واردات مصر من اللحوم، سواء الحية أو المجمدة، تأتي من السودان ومنذ بدء الأزمة في الخرطوم ارتفع سعر الكيلوجرام من اللحوم إلى 350 جنيها واقترب من ملامسة 400 جنيه، وصدرت تحذيرات من شعبة القصابين بالاتحاد العام للغرف التجارية بشأن وصول سعر كيلو اللحوم إلى 500 جنيه بحلول عيد الأضحى المبارك.
جدير بالذكر أنه ارتفعت التجارة الثنائية بين مصر والسودان بنسبة 18.2% في عام 2022، لتصل إلى 1.434 مليار دولار، مقابل 1.212 مليار دولار في عام 2021، واستوردت مصر بأكثر من مليار دولار من اللحوم والأبقار الحية والجاموس من السودان خلال النصف الثاني من 2022، وفقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
واردات مصر من اللحوم الحمراء
كما بلغت واردات مصر من اللحوم الحمراء خلال تلك الفترة 1.084 مليار دولار، بزيادة 52.6 في المائة من 645.14 مليون دولار في النصف الأول من عام 2021.
وما بين حملات المقاطعة إلى النداءات المتتالية بضرورة تدخل الحكومة، يبحث المصريين عن حلول للغلاء الفاحش الذي ضرب اللحوم في مصر، حيث كشف محمود العسقلاني رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء، أن هناك حالة من الركود أصابت قطاع اللحوم بسبب ارتفاع الأسعار، الذي أضعف قدرة المواطنين على شراء اللحوم، وبالتالي حدوث ركود في محلات الجزارة.
جدير بالذكر أنه أوضح الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء مؤخرا أن أسعار اللحوم والدواجن ارتفعت في بنسبة 91.5%.
تنمية الإنتاج الحيواني المحلي والأعلاف
وطالب عاملون بقطاع اللحوم في مصر بتنمية الإنتاج الحيواني المحلي والأعلاف لتقليل الاعتماد على الواردات وتعزيز المرونة في مواجهة الصدمات الخارجية، حيث أكد محمود العسقلاني رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء، في هذ الشأن، أنه بالرغم من الإفراجات المتتالية من الدولة وتوفيرها الدولار للإفراج عن شحنا الأعلاف لضخها في الأسواق، إلا أن بعض أصحاب المزارع يقولون إن الذرة والصويا غير موجودة، وأن تجار الأعلاف يقومون بإخفائها ولا يبيعون منها إلا القليل.
وفي هذا الشان حث خبراء زراعيين على العمل بشكل متضافر لإيجاد سبل لزيادة الإنتاج المحلي من الأعلاف والثروة الحيوانية لسد الفجوة بين الإنتاج والطلب وخفض الواردات.
خروج 50% من صغار المربين بسبب تجار الأعلاف
وأوضح رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء أن قطاع اللحوم كان مستقرًا نسبيًا قبل أن تحدث أزمة تكدس الأعلاف في الموانئ، وعندما تم الإفراج عن الصويا والذرة الصفراء، قام تجار الأعلاف بإخفاء الأعلاف، وعدم طرحها في الأسواق لإحداث «شحية وندرة» في المعروض منها، وكانت فعلتهم هذه جريمة دمرت الثروة الحيوانية، إذ خرج نحو 50% من صغار مربي المواشي من السوق، الذين اضطروا إلى ذبح الجاموسة الأنثى وهي ترضع لأنهم غير قادرين على إطعامها، فنحن كنا نعيب في الماضي على من يدبح البتلو لأنه صغير ولا يعطيه فرصة للنمو، لكنهم ذبحوا الأم والأبن بسبب العلف، وارتفاع أسعاره.
وأشار رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء في تصريحات خاصة لـ «فيتو» إلى أن الجزارين "غلابة" وأصبحوا يستلفون الأموال ليتمكنوا من السداد لتجار الأعلاف، الذين استطاعوا تحقيق أرباح خلال الشهور الماضية، فهم السبب في تفاقم أزمة اللحوم في الأسواق.
10 محتكرين لسوق العلف والجزارون يبعون بالخسارة
وأكد رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء، أن هناك 10 محتكرين لسوق الأعلاف هم السبب الرئيسي في هذه الارتفاعات غير المبررة، حتى أن تجار الماشية وأصحاب المزارع الكبرى رفعوا أسعارهم استنادًا إلى ارتفاع الأعلاف، والحلقة الأضعف بين هؤلاء في هذه المنظومة هم الجزارين، الذين بحسبة بسيطة يشترون 20% من اللحوم عظام، أي نحو 40 كيلو عظام في كل 200 كيلو، أي ما يقارب الـ 160 كيلو صافي لحم، وعندما يقوم بحساب الهادر والعظام والمشال وتكلفة حصوله على اللحوم، إذ باع كيلو اللحم بـ300 جنيهًا فذلك يعني أن «البيعة بالخسارة» وعندما يبيع الكيلو بـ350 جنيهًا يكون حصل على هامش ربح لا يذكر، فاللحوم ارتفعت في المناطق الشعبية إلى 350 جنيهًا.
تجار الأعلاف حققوا أرباحا احتكارية وتاجر حقق 1.4 مليار في 5 شهور
وقال «العسقلاني» إنه للأسف الشديد العشرة المحتكرين لسوق الأعلاف قاموا بنهب الغلابة، وكل تاجر من العشرة حقق مليار و400 مليون جنيه أرباح في خلال مدة 5 شهور، موضحًا أن الصويا كان سعرها بـ600 دولار، والدولار في حالة حسابه على سعر صرف مقدر بـ30 جنيهًا، فإن سعر الصويا يقدر بـ 18 ألف جنيه، إلا أنهم كانوا يبيعونها بسعر 35 ألف جنيه، أي أنهم حصلوا على أرباح احتكارية وانتهازية.
ضرورة تدخل الدولة باستيراد الأعلاف وتسليمها للمربين
واستنكر «العسقلاني» صمت الدولة عن مواجهة تجار الأعلاف، الذين يعلمون عنهم كل شيء، قائلًا: «لماذا لا تتحرك الدولة لمواجهة تجار الأعلاف الذين تعرف عنهم كل شيء وتمتلك الحكومة ملفاتهم، لأن للأسف لعبة شحية الأعلاف أزمة مفتعلة ستؤذي البلد وستهدر السلام الاجتماعي»، مطالبًا الدولة بضرور إستيراد الأعلاف وتوفيرها لصغار المربين، مثلما كان يحدث في السابق، بأن كانت حصة «الكسب» علف الماشية تعطى على بطاقة التموين.
تصريحات وزير التموين بضرورة تنويع مصدر واردات اللحوم
جدير بالذكر وبعد اندلاع الصراع في السودان في أبريل الماضي، أكد علي المصيحلي وزير التموين أن هناك مخاوف بشأن إمدادات اللحوم في حالة استمرار الصراع وعليه، تدرس الحكومة حاليًا إمكانية استيراد اللحوم من تشاد أو الصومال.
واتفق خبراء على أن الأزمة في السودان جعلت من الضروري استكشاف مصادر بديلة لاستيراد اللحوم، مثل تشاد وإثيوبيا والصومال وجيبوتي، لكن السودان لا يزال يتمتع بالميزة التنافسية من حيث انخفاض تكاليف النقل والشحن.
كما طالب نواب بضرورة أن يكون لدى الحكومة خطة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم وبدائل للاستيراد بدلا من السودان مشددين على ضرورة البحث عن بدائل مثل الصومال وتشاد وتنويع مصادر استيراد اللحوم بشكل عام، بالنظر إلى تأثير الأزمة السودانية على صادرات اللحوم.
كما حثوا الحكومة على تكثيف عمليات التفتيش على الأسواق والجزارين للحد من أي استغلال للأزمة من جانب التجار الجشعين فضلا عن طرح كميات أكبر من اللحوم بأسعار مخفضة في منافذ وزارة التموين المنتشرة في أنحاء البلاد.
تأثير الحرب الروسية الأوكرناية على المعروض العالمي من الأعلاف
أدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى خفض المعروض العالمي من الذرة وفول الصويا والقمح على التوالي بنسبة 15٪ و2٪ و25-30٪ على التوالي.
وبالإضافة إلى ذلك، نظرًا للطبيعة المترابطة لسلاسل التوريد العالمية والشحن، فقد أحدث الحصار في منطقة البحر الأسود آثارًا مضاعفة في أجزاء أخرى من العالم، مما أدى إلى تأخير شحنات الحبوب وعلاوة على ذلك، تعتمد العديد من الدول على منطقة روسيا وأوكرانيا لمكونات الأعلاف الحيوانية المذكورة أعلاه.
وكانت الوجهات الرئيسية لصادرات الذرة الأوكرانية هي الصين (28.3٪ من إجمالي صادرات الذرة الأوكرانية) وكوريا الجنوبية (4.58٪) وفيتنام (0.69٪) وبنجلاديش (0.37٪) وتشمل الدول الأكثر اعتمادًا على واردات الذرة الأوكرانية وروسيا الصين (51.9٪) وكازاخستان (33.3٪) ومنجوليا (87.1٪) وكوريا الجنوبية (11.1٪) وفيتنام (5.9٪).
وفي نفس العام، بلغت صادرات فول الصويا الروسي إلى آسيا 59٪ إلى الصين، و2.2٪ إلى كوريا الجنوبية، و1.6٪ إلى كازاخستان و0.8٪ إلى أوزبكستان ومع ذلك، فإن 66.6٪ من فول الصويا المستورد لكازاخستان و43.7٪ من منغوليا جاءوا من روسيا وفي المقابل، كانت دول جنوب شرق آسيا مثل ماليزيا وسنغافورة وتايلاند أقل اعتمادًا على فول الصويا الروسي.
وأي انخفاض في توافر الأعلاف سيؤثر على إنتاج اللحوم خاصة في أفريقيا حيث تسببت تأخيرات سلسلة التوريد الناشئة عن الأحداث في منطقة روسيا وأوكرانيا في نقص مؤقت أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية خاصة اللحوم والدواجن.
جدير بالذكر أنه تتوفر أيضًا مصادر بديلة للواردات إذا كان من الممكن إنشاء سلاسل التوريد وعلى سبيل المثال، تعتبر أستراليا وكندا من المصادر المحتملة للذرة والأرجنتين والبرازيل والولايات المتحدة لفول الصويا، وكندا وفرنسا والولايات المتحدة للقمح.
وأكدت تقارير دولية أن إطالة أمد الأزمة الروسية الأوكرانية سيؤدي حتما إلى زعزعة استقرار الإنتاج والتسبب في آثار مضاعفة في جميع أنحاء المنطقة.
تحتاج مصر لمعالجة فجوات إنتاج الذرة وفول الصويا والقمح
ومحليا وعلى المدى الطويل، تحتاج مصر إلى معالجة الفجوات الكبيرة في إنتاجها من الذرة وفول الصويا والقمح لضمان تقليل اعتمادها على الواردات وسيتطلب ذلك جهودًا متجددة لتحسين غلات المحاصيل باستخدام تقنيات التربية الحديثة مثل تعديل الجينات، وتحسين إمدادات المياه والأسمدة، وتحسين مهارات إدارة المزارعين.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.