معركة "النفط الحامض" تشتعل بين القاهرة وواشنطن، أمريكا في ورطة والمصافي المصرية طوق نجاة

النفط الحامض، بعيدا عن السياسة، وفي ملعب الاقتصاد تدور معركة طاحنة في عالم البترول والنفط بين الولايات المتحدة الأمريكية ومنظمة أوبك بلس، معركة يحاول فيها كل طرف استغلال نفوذه وأدواته وأسلحته لإحكام سيطرته على أهم سلعة في العالم.

وفي وقت تسعى فيه واشنطن وحلفائها فى الغرب إلى تحقيق أكبر استفادة من زيادة انتاج البترول فى العالم، فهمت أوبك بلس قواعد اللعبة، وبدأت تمارس ضغوط على الاحتياطي الأمريكي من النفط، من خلال تخفيض حجم الإنتاج اليومي، حفاظا على أسعار البترول المرتفعة كهدف اقتصادي، ومحاولة لتركيع الأمريكان كهدف سياسي بعيد المدى. 

تأثير ارتفاع أسعار النفط على الموازنة الأمريكية

ومع كل دولار ارتفاع فى قيمة برميل النفط تواجه الإدارة الأمريكية ضغوطا رهيبة فى الموازنة العامة، وتجد نفسها في موقف تحسد عليه أمام الشعب الأمريكي، خصوصا أن أسعار النفط من العوامل التى تلعب دورا مهما فى مستوى معيشة الأمريكان.

ورغم أن الولايات المتحدة تمتلك احتياطيا كبيرا جدا من المواد البترولية، إلا أنها لا تلجأ لاستخدامه إلا فى أوقات الأزمات الكبرى فقط، وتعتبر الإدراة الأمريكية الاقتراب من مخزون النفط خطا أحمر.

وفي الشهور الأخيرة تواجه أمريكا ورطة كبيرة متعلقة بمصافي النفط الحامض والذي يشهد ارتفاعا غير مسبوق فى الطلب، ارتفاعا صعد بأسعاره إلى مستويات قياسية غير مسبوقة. 

ما هو النفط الحامض ؟

فما هو النفط الحامض؟ وما هي ورطة الأمريكان في ذلك الملف المهم؟ وما علاقة مصر بما يجري فى كواليس عالم النفط؟ وكيف يمكن استغلال ما يحدث فى الولايات المتحدة لتحقيق مليارات الدولارات من صادرات النفط الحامض؟ 

فى البداية يجب التأكيد على أن النفط مثله مثل أي سلعة أخرى له أنواع مختلفة ومنتجاته تأخذ أشكالا متنوعة وكل شكل له مستوى جودة يميزه عن غيره ويجعل سعره أعلى بكل تأكيد.

معايير قياس جودة النفط 

وهناك معياران أساسيان لقياس قياس جودة أي خام نفطي هما  الكثافة ونسبة الكبريت في الخام، ومن حيث الكثافة هناك خامات خفيفة تكون الأغلى ثمنا عادة، وهناك خامات ثقيلة ويكون سعرها أقل، ويتم حساب الكثافة من خلال مقياس api المعتمد من معهد البترول الأمريكي.

أما من حيث نسبة الكبريت في الخام فيتم تقسيم الخامات النفطية لخامات حلوة أي منخفضة نسبة الكبريت، وخامات حامضة أو مُرة أي مرتفعة الخام الكبريتي، ويكون الخام حلوا باحتوائه على كبريت تبلغ نسبته 0.5% أو أقل، ويكون حامضا أو مرا بنسبة وفق أى نسبة كبريت تزيد عن تلك النسبة.

ويسيطر النوع الثقيل من النفط على السوق العالمي بنسبة تقترب من الـ70% ومن أشهر أنواعه خام برنت، ويحدد النفط الخام الثقيل  أكثر من 65% من أسعار النفط عالميا. 

ما هي العقود الآجلة في سوق النفط 

 ويتم تداول النفط في الأسواق العالمية كسلعة من خلال عقود آجلة، العقد الواحد منها يشمل 1000 برميل، والعقود الآجلة عبارة عن اتفاقيات تجارية طويلة الأجل يتم بناء عليها تسليم كميات من النفط بسعر محدد في وقت محدد فى المستقبل، وهذه وسيلة تلجأ إليها الشركات لتجنب مخاطر تقلب الأسعار.

ووفقا لوكالة بلومبرج تهدد المنافسة العالمية الشديدة على النفط الخام الحامض عالي الكبريت بتعقيد خطة إدارة بايدن لشراء ما يصل إلى 3 ملايين برميل لإعادة ملء احتياطي البترول الاستراتيجي المستنفذ.

وقفزت أسعار الخام الحامض ـ وهو النوع الذي تسعى لاقتناصه الحكومة الأمريكية- في ظل التوقعات بمشتريات احتياطي النفط الاستراتيجي، مدعومة بتقلص الإمدادات بعد تخفيضات "أوبك+" للإنتاج، وبدء تشغيل مصافي التكرير الجديدة.

وبينما تستهدف إدارة بايدن الشراء بسعر يتراوح من 67 دولارًا إلى 72 دولارًا للبرميل، قال التجار إنه قد ينتهي بها الأمر بدفع أكثر من ذلك.

أسعار النفط الحامض في السوق العالمي 

وتشهد أسعار النفط الحامض صعودًا قياسيًا عالميًا في الآونة الأخيرة، في ظل تراجع إنتاج النفط، متأثرًا بقرارات طوعية اتخذتها بعض الدول الأعضاء في تحالف أوبك+ مؤخرًا، تهدف إلى تحقيق الاستقرار في السوق العالمية.

وتواجه مصافي النفط الواقعة على ساحل الخليج الأمريكي مُعضلة كبرى، مع ارتفاع الطلب على النفط الحامض.

وحسب وكالة رويتر من المتوقع أن يؤدي تزايد الطلب على النفط الحامض إلى هبوط إمدادات تلك السلعة الواصلة إلى مصافي الخام المنتشرة على ساحل الخليج الأمريكي في الأسابيع المقبلة، في أعقاب الخفض الطوعي، الذي دخل حيز التنفيذ بدءًا من شهر مايو الجاري.

ومن شأن خفض الإنتاج الطوعي للبترول من قِبل بعض دول أوبك+ بواقع 1.16 مليون برميل يوميًا أن يقلص مخزونات النفط الحامض، مع تسريع مصافي النفط الأمريكية وتيرة مشترياتها من السلعة خلال موسم الصيف.

مصافي مصر من النفط الحامض 

وقد يسأل سائل ما شأن مصر بتلك الأزمة؟ 

مصر دخلت بقوة في ملف النفط الحامض، ودخلت مصافي جديدة تم انشائها فى منطقة شرق قناة السويس حيز التنفيذ، وبدأت الإنتاج مؤخرا، في وقت تزيد فيه التوقعات بقدرة مصر على إمداد السوق العالمي بكميات ضخمة من النفط الحامض، والذي من المرجح أن يساهم في وفرة دولارية للموازنة العامة خلال السنوات القليلة المقبلة. 

والمتعاملون في سوق النفط والمواد البترولية يعلمون جيدا أن هناك منافسة كبيرة بين المصافي الأمريكية ونظيرتها الموجودة في مصر وبالأخص في منطقة شرق قناة السويس خاصة بعد تطويرها، وزيادة السعة لها، وضخ استثمارات جديدة بملايين الدولارات. 

مميزات المصافي المصرية للنفط الخام 

وفي خضم المنافسة المشتعلة، بين المصافي المصرية والأمريكية تمتلك المصافي المصرية مميزات عديدة كونها في قلب العالم، وقريبة من الأسواق الاستهلاكية مثل الاتحاد الأوروبي، مما يجعلها تتمتع بسهولة حركة التجارة، ولديها مميزات تنافسية أكبر من نظيرتها الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية، ومن هذا المنطلق تعاني الولايات المتحدة الأمريكية على جانبين الأول ارتفاع الطاقة، ومن جانب أخر زيادة الاستثمارات وسعة الموانئ في مصر.

وقالت رئيسة قسم الخام في أمريكا الشمالية لدى مؤسسة "إنرجي أسبيكتس" الاستشارية جينا ديلاني: "نرى الطلب على النفط الحامض يرتفع بقوة عالميًا".

وأضافت: "سعة المصافي الجديدة التي دخلت حيز التشغيل شرق قناة السويس في مصر سُتسهم -أيضًا- في زيادة الطلب على النفط الحامض خلال المدة المتبقية من العام الجاري (2023)".

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.