أحفاده حكموا 300 عام، عبد الرحمن بن معاوية منقذ السلالة الأموية في الأندلس
في مثل هذا اليوم من عام 756، أخذت البيعة لـ عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك، مؤسس الخلافة الأموية في الأندلس بعد أعوام من سقوطها.
من هو عبد الرحمن بن معاوية؟
عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الأموي القرشي المعروف بلقب صقر قريش وعبد الرحمن الداخل، والمعروف أيضًا في المصادر الأجنبية بلقب عبد الرحمن الأول.
ولد سنة 731 م في خلافة جده هشام بن عبد الملك، في بلاد الشام وتوفي أبوه شابًّا في خلافة أبيه هشام بن عبد الملك، فنشأ عبد الرحمن في بيت الخلافة الأموي بدمشق حيث كفله وإخوته جده هشام، وكان جده يؤثره على بقية إخوته ويتعهده بالصلات والعطايا في كل شهر حتى وفاته.
وعندما أقام العباسيون دولتهم على أنقاض الدولة الأموية، هدفوا إلى تعقب الأمويين، والقضاء عليهم خشية أن يحاولوا استرداد ملكهم، فقتلوا بعضهم مما جعل الباقين منهم يستترون.
هرب عبد الرحمن بن معاوية من منزله، وظل يتنقل من مكان إلى آخر مدة خمس سنين، بدءًا من نزوله على أخواله بني نفزة، وهم من بربر طرابلس، ثم نزل على مكناسة وقيل مغيلة، حيث آواه أبو قرّة وانسوس المغيلي، لحمايته من متعقبيه.
كان الأندلس في هذا التوقيت يغلي بسبب النزاعات المتواصلة بين القبائل المضرية واليمانية، وتوافقت دعوة عبد الرحمن رغبة اليمانية المدفوعين بالرغبة في الثأر لهزيمتهم أمام الفهرية والقيسية في موقعة شقندة، فاحتشدوا لنصرة عبد الرحمن، ثم أرسل زعماء الموالي مركبًا تعبر به إلى الأندلس، فوصل إلى ثغر المنكب في ربيع الثاني سنة 138 هـ وأصبح مؤسس الدولة الأموية فيها.
قضى عبد الرحمن فترة حكمه التي استمرت 33 عامًا في إخماد الثورات المتكررة على حكمه في شتى أرجاء الأندلس، وتوفي عبد الرحمن الداخل في 24 ربيع الآخر عام 172 هـ، وترك أحد عشر ولدًا منهم سليمان وهو أكبر ولده، وهشام والمنذر ويحيى وسعيد وعبد الله وكليب، ومن البنات تسع.
دفن في قصر قرطبة بعد أن صلى عليه ولده عبد الله، وخلفه من بعده ولده هشام الملقب بهشام الرضا بعهد من والده، رغم أن أخاه سليمان كان أسن منه، واستمر خلفائه في الحكم لنحو ثلاثة قرون.
عن الدولة الأموية
رجع نسب الأمويين إلى أمية بن عبد شمس من قبيلة قريش، وكان لهم دور هام في عهد الجاهلية وخلال العهد الإسلامي، أسلَم معاوية بن أبي سفيان في عهد الرسول محمد، وتأسست الدولة الأموية على يده، وكان قبل ذلك واليًا على الشام في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.
نشب نزاع بينه وبين علي بن أبي طالب بعد فتنة مقتل عثمان، وتنازل ابنه الحسن عن الخلافة لصالح معاوية بعد مقتل أبيه علي، فتأسست الدولة الأموية بذلك.
أخذ معاوية عن البيزنطيين بعض مظاهر الحكم والإدارة؛ إذ جعل الخلافة وراثية عندما عهد لابنه يزيد بولاية العهد، واتخذ عرشًا وحراسًا، وأحاط نفسه بأبهة الملك، وبنى له مقصورة خاصَة في المسجد، كما أنشأ ديوان الخاتم ونظام البريد.
بعد وفاة يزيد اضطربت الأمور؛ فطالب عبد الله بن الزبير بالخلافة، ثم تمكن عبد الملك بن مروان بن الحكم من هزيمته وقتله في مكة سنة 73 هـ، واستقرت الدولة مجددا.
الفتوحات الأموية
جرت أكبر الفتوحات الأموية في عهد الوليد بن عبد الملك؛ فاستكمل فتح المغرب، وفُتحت الأندلس بكاملها، كما فُتحت السند بقيادة محمد بن القاسم الثقفي وبلاد ما وراء النهر بقيادة قتيبة بن مسلم، ثم جاء بعده الخليفة سليمان بن عبد الملك الذي توفي مرابطًا في مرج دابق لإدارة حصار القسطنطينية، ثم الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز، الذي يُعد من أفضل الخلفاء الأمويين سيرةً.
جاء بعده ابن عمه يزيد بن عبد الملك، ثم أخوه هشام الذي فُتح في عهده جنوب فرنسا، وكان عهده طويلا وكثير الاستقرار، وبعد موته دخلت الدولة في حالة من الاضطراب الشديد، حتى سيطر مروان بن محمد على الخلافة، فأخذ يتنقل بين الأقاليم، ويقمع الثورات والاضطرابات، ثم التقى مع العباسيين في معركة الزاب فهُزم وقُتل، وكانت نهاية الدولة الأموية.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.