مقاطعة اللحمة وحزب تكسير المجاديف!
لا وقت ولا مساحة في هذه السطور للحديث عن كلام كبير ومزمن عن أزمة العقل العربي وأزمة المثقف العربي الخ الخ.. نحتاج إلي القفز لصلب الموضوع مباشرة والمعادلة أوضح من الوضوح.. سلعة في السوق أصبحت في غير متناول أغلبية السكان.. بل الأغلبية الكاسحة منهم..
البعض يبحث عن حلول.. سواء بالتعمق في جذور الموضوع وتفاصيله والبعض يبحث عن حلول عاجلة خصوصًا إننا في سباق مع الزمن لقرب مناسبة مهمة كعيد الأضحي لا يصح أن يتحول إلي عيد للوجع عند الكثيرين بسبب أسوأ مبرر ممكن وهو ضيق ذات اليد!
كذلك نحن في سباق مع الزمن للسبب المباشر للمقال وهو وجود سلعة مهمة باتت في غير متناول أغلبية السكان!
وأثناء بحث هؤلاء وأولئك عن حلول يطل حزب تكسير المجاديف ليمارس عادته المفضلة.. فيحول فكرة مقاطعة اللحوم لفترة محددة لتفعيل قوانين العرض والطلب إلي سخرية.. وبدلا من تطويرها بأفكار جديدة ومفيدة يزيدها تعقيدًا بكلام لا وقته ولا طائل منه.. أو يثرثر ببديهيات لا إضافة من ذكرها من عينة هي أزمة جشع أو علي الدولة إستيراد لحوم أكثر!
وإذ فجأة يتذكر قضايا ومشكلات الكون كله (بالطبع هناك مشكلات لكن البكاء والتشنج ليسا الحل).. وفجأة يمارس هوايته في النقد وهو أصلا يقف في وجه حلول أزمة تحتاج حلا عاجلًا.. ويتحدث عن آلام الغلابة وهو يساهم في تفاقمها ومنع شفائها!
حزب تكسير المجاديف أحد أخطر الأحزاب الشبحية في مصر.. حزب بلا مقر وبلا رئيس ولا قيادة ولا صحيفة ولا إجتماعات ولكنه الأنشط والأكثر تأثيرا وخطورة ويكفي في خطورته دعمه للتفكير السلبي المحبط الذي يقوم علي النواح والتعديد والولولة ولطم الخدود وشق الجيوب حتي تحول ذلك إلي منهج تفكير في أغلب القضايا يهيمن علي تفكير الكثيرين حتي عند النخبة!
مواجهة هذا الحزب الخفي ضرورة ولكن في الوقت نفسه ينبغي أن تسير كل جهود حل أزمة اللحوم وأولها حل المقاطعة.. ويحتاج إلي دعم شعبي كبير وحتي يقدر الله أمرا كان مفعولا!