رئيس التحرير
عصام كامل

حول حماية السيسي!


ليس هناك أسوأ من أن تواجه الولايات المتحدة أو تتعامل مع زعيم مدعم شعبيا.. إنها لم تتعود على ذلك..اعتادت أن تخطف رؤساء العالم بعيدا عن شعوبهم ليسهل السيطرة عليهم..ومن تمرد على ذلك حاربته ووجهت الشياطين لجره للمشاكل وإدخاله في دائرة جهنمية لا يستطيع الفكاك منها إلا بخسائر كبيرة..ولذلك..لن تستطيع أمريكا أن تتعامل ولو لفترة مؤقتة في مصر مع قائد يحترم شعبه ويدعوه للتظاهر ليحصل على الأمر منه..فيستجب عشرات الملايين!!


وحتى يتضح الأمر..قم بتوسعة الصورة وشاهد من مع من .. ومن ضد من؟ ثم أخبرني.. من يقف مع الإخوان علانية؟ أصدقاء أمريكا في مصر..أليس كذلك؟ تمام جدا..قم بتوسعة المشهد واذهب إلى خارج مصر.. من يقف مع الإخوان أيضا؟ أصدقاء أمريكا في المنطقة كلها .. أليس كذلك؟ نعم..إنه كذلك.. من توكل كرمان إلى أردوغان إلى الجزيرة..هل تريد دليلا إضافيا؟ إذن قم بتوسعة الصورة أكثر فأكثر.. ستجد كل وسائل الإعلام العالمية ذات الصلة بالمخابرات الأمريكية تساند الإخوان..من السي إن إن..إلى بي بي سي وصحف أخرى يعرف الجميع نفوذ السي أي إيه عليها..ولذلك..ومع وجود صور السيسي في مظاهرات ليبيا وتونس فإن الأمر يقلق أكثر وأكثر..وسيكون المطلوب التخلص من الرجل.. والتخلص ليس بالضرورة أن تتعرض حياته للخطر..إذ يكفي أن يتم اغتياله معنويا وأدبيا ليتحقق ذلك وليتوقف نهائيا أمر ظهور قادة خارج إرادة الإدارة الأمريكية.. ورجال أمريكا في مصر جاهزون.. لجانهم الإلكترونية جاهزة..ومنطقهم ورصانتهم جاهزة أيضا.. وانتظروا جملا وعبارات هي "العسكر..حكم الجنرالات..من الحكم الديني إلى الحكم العسكري..لا نريد الفاشية الدينية ولا نريد فاشية عسكرية..يا عيني عليك يا شعب العسكر وراك وراك" إلى تلك المصطلحات..التي ستحاول ادعاء الحكمة وتشويه معنى التفويض الممنوح للجيش وأنه على بياض وأنه "ليس للقتل" في محاولة لإخراج التفويض من مضمونه وكأن القتل قادم قادم!!
على كل حال..حماية السيسي مسئولية الملايين التي خرجت تأمره..وكونه لم يستخدم التفويض لحد الآن يحسب له وليس عليه..ويؤكد عدم رغبته في استعجال نقطة اللا عودة..وحمايته تعني أولا حصوله على حراسة رؤساء الجمهورية..ويتولى الحرس الرئاسي الأمر بالاشتراك مع حراسته الحالية..ويعني أيضا الانتباه والتصدي..لكل محاولات الالتفاف ..على التفاف الشعب حول الرجل!
الجريدة الرسمية