52 عاما مرت على ثورة التصحيح، كيف تخلص السادات من رجال عبد الناصر؟
ثورة التصحيح، في مثل هذا اليوم 15 مايو 1971، قامت في مصر ما سُمي بـ “ثورة التصحيح” التي أطاح فيها الرئيس الراحل محمد أنور السادات في أول عهده بالحكم بعد رحيل الرئيس جمال عبد الناصر بجميع أصحاب التيار الناصري من رجال الرئيس الراحل الذين كانوا ضد التغيير بجمعهم جميعا وإيداعهم السجون، وتحديد إقامة بعضهم، وكانت أداته في ذلك الوزير نبوي إسماعيل وزير الداخلية.
أعضاء مراكز القوى
من أعضاء مراكز القوى الذين زج بهم السادات في السجون أثناء ثورة التصحيح؛ شعراوي جمعة وزير الداخلية، وعلى صبرى نائب رئيس الجمهورية والأمين العام للاتحاد الاشتراكي، وسامي شرف وزير شئون رئاسة الجمهورية، ولبيب شقير رئيس مجلس الأمة، وأحمد كامل مدير المخابرات، ومحمد فايق وزير الإرشاد، والفريق محمود فوزي وزير الحربية، وسعد زايد محافظ القاهرة، وهو المتهم السادس في قضية مراكز القوى الذي سجن خمس سنوات بأمر من الرئيس أنور السادات.
محاكمة سعد زايد
أثناء محاكمة سعد زايد وقف أمام القاضي ليدافع عن نفسه فقال: السادات يشبه صاحب القطة التي يطبطب عليها بخبث شديد فتحبه، وتهرب ممن يقوم بمواجهتها والسيطرة على تحركاتها.. وهذا تشبيه بسيط لما حدث في تلك الفترة من تأييد الشعب للسادات في خطوته يوم 15 مايو، وأنا أعتقد أن السادات لو قدر له الاستمرار في الحكم مدة أطول لكان فعل شيئا من اثنين؛ الأول هو تنصيب نفسه ملكا لمصر واستمرار الحكم في نسله، والشيء الثانى هو استدعاء الأمير أحمد ابن الملك فاروق، ويتبناه حتى يسلمه الحكم، ويعود بمصر إلى عهد الملكية.
وحول أسباب رغبة السادات في التخلص من مجموعة عبد الناصر بضربة واحدة التي أسماها فيما بعد ثورة التصحيح، قال سعد زايد: السادات بطبعه لديه نزعة ديكتاتورية، وهذا يظهر من طريقة كلامه وشكل ملابسه، وتحديدا الزي الألماني وكم النياشين، وبالتالي لم يكن في حاجة إلى أن يشاركه أحد الصورة، وجاءته الفرصة عندما أصبح رئيسا للجمهورية ليبدأ الطريق الذي رسمه لنفسه بمفرده.
الهدف إبعاد رجال عبد الناصر
وعندما زاره سيسكو مندوب الرئيس الأمريكي عام 1971، قال للسادات إنهم على استعداد لإعادة علاقاتهم مع مصر بشرط إبعاد رجال عبد الناصر عن الحكم، وثانيها طرد الخبراء السوفيت، وثالثها عودة الأحزاب، وعلى رأسها حزب الوفد وإلغاء الاشتراكية وتطبيق النظام الاقتصادي الحر.
وأضاف سعد زايد: طبعا السادات وافق على شروطهم وطلب بعض الوقت للتنفيذ، وهذا الحديث بين سيسكو والسادات تم تسجيله بواسطة سامي شرف الذي كان يضع تسجيلا في حجرة عبد الناصر، ومن بعدها حجرة السادات لتسجيل المقابلات الرسمية على الورق ليسهل حفظها، إلا أننا قبل أن نفاجأ بإقالتنا من مناصبنا قدمنا استقالتنا، وهذا كان أكرم لنا، وأذاع محمد فايق استقالاتنا قبل أن تصل إلى يد السادات، وبالفعل قامت المباحث العامة بالقبض علينا وأودعونا في سجن أبي زعبل، ثم انتقلنا إلى سجن القلعة ومنه إلى السجن الحربي.
تعيين النبوي إسماعيل وزيرًا للداخلية
بدأت مؤشرات ثورة التصحيح في 11 مايو عام 1971، عندما وصل إلى بيت السادات ضابط شرطة يعمل في إدارة الرقابة على التليفونات في وزارة الداخلية.
وكان يحمل مجموعة من الأشرطة المسجلة من بينها شريط عليه تسجيل لمكالمة بين اثنين من مراكز القوى يتضح فيها تآمرهما على السادات وبها مخطط لاغتياله.
كان أول رد فعل للسادات هو إقالة وزير الداخلية شعراوي جمعة، وتعيين النبوى إسماعيل وزيرا للداخلية، فقررت مجموعة الوزراء والسياسيين ـ مراكز القوى ـ مفاجأة الرئيس باستقالات جماعية؛ بما يهدد بإحداث فراغ دستورى في البلاد؛ الأمر الذي تداركه السادات بذكائه الشديد، فقبل استقالاتهم، وشكل في 14 مايو سنة 1971 أول وزارة تخلو من مراكز القوى منذ ثورة يوليو 1952.
مؤامرة مراكز القوى
ومن خلال خطبة شهيرة أعلن السادات عن المؤامرة التي كانت تدبر ضد البلد ومحاولة مراكز القوى لإحراقها عن طريق انهيار الجبهة الداخلية، قال السادات: "أنا هسيب لكم كشعب تفاصيلها كاملة، هسيبلكم كشعب تستنتجون منها ما تستنتجون.. لكن هقرر أمامكم إحقاقًا للحق ولمسئوليتى التاريخية جملة أمور: أولها أنني لن أفرط في المسئولية إطلاقًا، ولن أسمح بقيام أي مركز من مراكز القوى، مهما كان مكانه، ومهما كانت قوته أبدًا.. وأنا أعيد هذا الكلام الذي قلته في "أنشاص"، أمام نصف القوات المسلحة المصرية، وأقولها علنا الآن للجيش والشعب، ويسمعنى أيضا من حددت إقامتهم، الذين تصوروا أنهم قادرون على عمل انهيار للجبهة الداخلية، محققين بذلك أهداف أعدائنا بضرب ظهر قواتنا المسلحة.. ولكن بفضل الله لم يحدث ذلك، وقواتنا ما زالت قوية.
إجراء انتخابات حرة
وأضاف السادات: لن أفرط في الأمانة.. لن أسمح بقيام مراكز قوى أبدًا.. سأتقدم للشعب لإجراء انتخابات حرة من القاعدة إلى القمة للاتحاد الاشتراكي، وسأشرف بنفسى ولجنة قضائية في مكتبى، ومستشارون من وزارة العدل، للإشراف على كل صغيرة وكبيرة، لكى نأتى باتحاد هو الذي يمثل شعبا صنع هذا التاريخ.
آراء السياسيين والكتاب في ثورة التصحيح
اختلفت الآراء حول ثورة التصحيح فالبعض يرفض تسميتها بالثورة والبعض يراها ليست أكثر من عملية لنقل السلطة وإقالة مسئولين فيما كان للبعض رأي آخر تمثل في أن أحداث 15 مايو ليست أكثر من تصحيح مسار لثورة 23 يوليو.
فقال الدكتور عزيز صدقى وزير الصناعة في العهد الناصري: “كانت انتفاضة لا بد منها للانتقال إلى النظام الليبرالى”.
"ربطوا نفسهم بحبل وهو شدهم"
وكتب الأديب إحسان عبد القدوس يقول: “رغم أن أنور السادات حصل على حكم مصر إلا إنه يتصرف وكأنه متآمر عليها، حكاية إنه يتآمر على الناس، ويتخلص منهم ده عز الطلب، هما أعطوه فرصة إنه يجمعهم جميعا في سلة واحدة، يخلص منهم في منتهى الهدوء ودي لعبته، وطبعا هو راجل محترف، وفي أحداث مايو هما ربطوا نفسهم بحبل وهو شدهم”.
وقال مصطفى أمين: "قالوا لي: إن السادات عايز يشيل علي صبري، قلت لهم والله يبقى كدة عايز يهيج عليه عش الدبابير، وممكن يموتوه، فإذا كان عايز يخلص بجد لازم يسحق عش الدبابير مرة واحدة ويخلص.
كما علق النبوى إسماعيل وزير الداخلية الذى قبض على من سماهم السادات مراكز القوى: “ثورة إيه وبتاع إيه، هو الرئيس لما يقيل شوية موظفين يبقي ثورة”؟!.
ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.