رئيس التحرير
عصام كامل

إنه فعلا أبو الانقلابات ...!


يتحدثون ليل نهار عن أن ما حدث من مظاهرات أيام 30 يونيو و3 يوليو و26 يوليو، انقلاب عسكري على الشرعية .. ورغم أنهم انزعجوا من كثرة الحشود التي خرجت في الشوارع، إلا أنه مازالوا يكذبون كما يتنفسون ويستخدمون كلمة انقلاب على أنها ( لبانة ) يتسلون بها ليل نهار .. يقولون انقلابا رغم أنهم لم يقرأوا من قبل عن معني كلمة انقلاب عسكري ومتي يكون الانقلاب وما هي آثاره ولماذا يسمى انقلابا؟.. يقولون انقلاب عسكري وهم لم يقرأوا ماذا حدث في انقلابات تركيا العسكرية وخاصة انقلاب عام 1980 .


لن أتحدث لهؤلاء الجهلة بالأسلوب العلمي أو بالتجارب السابقة أو بالكتب المتخصصة، ولن أكرر عليهم الأرقام التي خرجت في ميادين مصر كلها لتعلن الثورة ضد حكم جماعة الإخوان.. ولست بحاجة لأن أثبت أن القوات المسلحة لا تحكم ولكنها تحمي .. ولا أريد الخوض في أن الانقلابات لا تسمح أبدا بما يحدث في رابعة والنهضة ..

سأترك كل هذا، وسأتحدث معهم بشكل بدائي ربما يكون على قدر فهمهم .. فإذا افترضنا أن ما حدث انقلاب عسكري كما يقولون فعلينا أن نتذكر بشكل سريع أن هناك ما يقرب من 6 ملايين عامل وموظف في الجهاز الإداري للدولة لم نجد منهم من يعترض على الانقلاب .. سيبك من ده .. خليك في النقابات العمالية.. هل سمعت أن هناك نقابة وصفت ما حدث بأنه انقلاب .. هل سمعت عن الفلاحين يتحدثون عن هذا الانقلاب.. هل لاحظت وجود أي وزارة أو مؤسسة في الدولة انتفضت بسبب هذا الانقلاب..

هل سمعت أن المثقفين والرياضيين والفنانين والمهندسين والدكاترة والفنيين والحرفيين أو حتى سائقي ( التوك توك ) يعترضون على هذا الانقلاب .. وهل سمعت أيضا عن المجالس المحلية المنتشرة في شتى أنحاء مصر تتحدث معترضة على هذا الانقلاب .. أتحدث هنا بشكل مختصر عن جميع طبقات المجتمع المصري .. الصغير والكبير.. الغني والفقير.. العامل والموظف.. هل كل هؤلاء يباركون هذا الانقلاب ؟ .. هل هذا معقول ..!! .. هل يعتقد أحد أن الشعب المصري بكل طبقاته يمكن أن يصمت على الانقلابات بعد ثورة 25 يناير..

إذن، من يتحدثون عن الانقلاب العسكري هم الفئة القليلة ( جماعة الإخوان والموالين لهم)، الذين أصيبوا بالصدمة وأوهموا أنفسهم ويحاولون إيهام الغرب بأن ما حدث انقلاب .. هم في داخلهم مقتنعين تماما بأن ما حدث ليس انقلابا بل ثورة شعبية كاسحة بكل ما تحمل الكلمة من معاني ولكن كيف يعلنون ذلك وهم يتنفسون كذبا ..

بعد كل هذا الطرح البسيط الذي يفهمه الجاهل قبل العالم، سيقولون أيضا إنه انقلاب.. فإذا كانت كل طبقات الشعب المصري يوافقون على هذا الانقلاب.. فأهلا به .. ولكن في هذه الحالة يجب أن نكون منصفين وواقعيين ونقول إنه:" أبو الانقلابات الشعبية ".. فلم يحدث انقلاب شعبي بهذا الكم الكبير من الجماهير وأعتقد أنه لن يحدث لسنوات وسنوات .. هذا الانقلاب الشعبي جعل بلدتي المراغة بمحافظة سوهاج في صعيد مصر تخرج في الشوارع يوم 26 يوليو تحتفل برحيل الإخوان وتدعم قرار القوات المسلحة.. ولمن لا يعرف .. بلدتي لم يتحرك فيها فرد خلال ثورة 25 يناير بل الصعيد بأكمله لم يتحرك .. إذن إنها ليست ثورة شعبية فقط .. ولكن ما حدث هو ( أبو الانقلابات الشعبية ) ...!!
Gebaly266@yahoo.com
الجريدة الرسمية