رئيس التحرير
عصام كامل

الروائية نورا ناجي: أنا "واقعة" في حب طنطا.. ولا أكتب سيناريو أعمالي.. وأذهب إلى طبيب نفسي (حوار)

الروائية نورا ناجى،
الروائية نورا ناجى، فيتو

 

>> أؤمن بنظرية أديب نوبل بأن كتابة السيناريو تختلف كثيرًا عن كتابة العمل الروائى

>> رانيا يوسف ومنة شلبى ونيللى كريم أقرب الفنانات لأداء دور بطلات رواية «بنات الباشا»
>> أثق بموهبة وإبداع محمد هشام عبية
>> أشتغل على كل الملاحظات التى تدفعنى للتطور والتقدم
>> رواية "بنت الباشا" تناقش مشكلات المرأة مع التهميش والختان والخيانة والتحرش 
>> لايوجد ما يسمى أقصى مراتب النجاح عند الكاتب
>> تجسيد الأعمال سينمائيا خطوة مهمة باعتبارها أحد الفنون الخالدة ويشاهدها ملايين الناس
>> معظم المبدعين والفنانين يذهبون إلى أطباء نفسيين والبعض يخجل من التصريح بذلك 
>> أتعامل مع النقد بكل أريحية إذا كان بناءً ومحترمًا
>> أعمل على فكرة كتاب جديد وأتمنى الانتهاء منه خلال عامين

 

 

بعد مرور 6 سنوات تخرج بطلات "بنات الباشا" إلى عالم الفن السابع بتوقيع المخرج ماندو العدل وسيناريو وحوار محمد هشام عبية، بعد أن ظلت حبيسة بين جدران "الباشا بيوتى سنتر"، حيث تسرد الروائية نورا ناجى فى روايتها حكايات وأوجاع عدد من السيدات اللاتى ربما قد نعرف إحداهن أو نقطن بجوار الأخرى دون أن ندرى.
ونورا ناجى وفقا لـ "ويكيبيديا" العربية هى صحفية وروائية مصرية، من مواليد 1987 في مدينة طنطا، تخرجت في كلية الفنون الجميلة قسم هندسة الديكور في العام 2008. 
صدر لها رواية «بانا» عن دار «ليلى» (2014)، ورواية «الجدار» عن دار «الرواق» (2016)، ورواية «بنات الباشا» دار «أجيال» (2017)، و«الكاتبات والوحدة» عن دار الشروق (2020).
وبأسلوب سلس ورشيق وصوت صادق مختلف.

حجزت نورا ناجى مقعدا بين كبار الكتاب الذين تحولت أعمالهم الروائية إلى أعمال سينمائية أو درامية.. لتكشف فى حوار لـ"فيتو" خلال السطور القادمة كواليس تحويل روايتها إلى فيلم وتصوراتها عن بطلات العمل وأشياء أخرى، وإلى نص الحوار:

 

- بداية حدثينا عن شعورك فور علمك بتحويل روايتك "بنات الباشا" الى عمل سينمائى؟ وهل تغيرت نظرتك للنص الأدبى؟

شعرت بفرحة وسعادة كبيرة بعدما تواصل معى المخرج ماندو العدل وطلب منى شراء الرواية وتحويلها إلى عمل سينمائى، وفى نفس الوقت انتابنى شعور بالقلق لأن من يوم صدور رواية بنات الباشا وتواصل معى عدد كبير من المنتجين ومؤلفي السيناريو، ولكن فى كل مرة لم يكتمل الأمر بسبب ظروف الإنتاج.
وكنت دائمًا أرى أن رواية بنات الباشا تصلح أن تجسد دراميا، ولم تتأثر نظرتى للنص الأدبى الأصلى الذى كتبته.

 

- فى روايتك بنات الباشا تسردين حكايات لـ10 سيدات بين الخوف والإحباط والحزن.. حدثينا عن أهم المشكلات التى ترصدها الرواية؟

رواية بنات الباشا تضمن 9 حكايات، بالإضافة إلى واحدة محركة للأحداث داخل النص، وتناقش الرواية كثير من المشكلات التى تخص المرأة كالشعور بالتهميش الذى تشعر به كثير من السيدات والفتيات فى مجتمعاتنا العربية، أيضًا تناقش مشكلات كالختان والخيانة والتحرش وأزمة العثور عن أنفسنا الحقيقية وكيفية الوصول لأحلامنا، فهذه رفاهية لا تستطيع كل السيدات تحقيقها والوصول إليها، فأهدافنا وأحلامنا تُصاب ونحن أطفال ونجد أنفسنا نحقق أحلام آخرين فينا كأحلام الآباء مثلا.

Advertisements

 

- السيناريست محمد هشام عبية هو من سيكتب العمل السينمائى، هل ستشاركين فيه؟

لن أشارك فى كتابة السيناريو، وأتركه كاملا للسيناريست محمد هشام عبية، وله مطلق الحرية فى كتابة السيناريو والحوار بما يليق ويصلح مع السيناريو الدرامى ولكن بمعرفتى، وعلى المستوى الشخصى أؤمن بنظرية أديب نوبل بأنى لا أكتب سيناريو أعمالى مثله تماما، فالسيناريست الشاطر هو الأفضل لأنه يعلم طريقة الكتابة للدراما المرئية، فكتابة السيناريو تختلف كثيرًا عن كتابة الأدب، ولكن ستتوقف مشاركتى عند حد المتابعة والمناقشة وإبداء الرأى.
وأنا على ثقة كبيرة فى السيناريست محمد هشام عبية بأنه سيقدم عملا جيدا، والرواية ستظل باقية، فنحن نقرأ أعمال نجيب محفوظ ونشاهد فى نفس الوقت الأفلام التى جسدتها ونستمتع بالاثنين معا.

 

- كثير من نصوص كبار الأدباء تحولت إلى أعمال سينمائية ودرامية.. فما الذى يحتاج إليه السيناريست لإعادة السيناريو والحوار حتى لا يخل بجماليات النص الأصلى؟

يحتاج السيناريست إلى عمل تغيرات فى النص الأصلى، فهناك عوامل كثيرة تحكمه، أبسطها المدة الزمنية التى تحكم العمل، وحذف شخصيات فرعية فى العمل أو إعطائها مساحة أكبر وترتيب المشاهد بما يناسب الدراما، وكل هذا له أصول وصنعة، وأنا لم أدرسها، ولا أفضل كتابة السيناريو، ولكنى مخلصة لكتابة العمل الروائى، السيناريست محمد هشام عبية موهوب ومبدع، ورأينا أعماله من قبل كمسلسل رسالة الإمام الشافعى، وفى مسلسل «فى كل أسبوع يوم جمعة» المأخوذ عن رواية الكاتب والروائى الكبير إبراهيم عبد المجيد.

- لكل كاتب تصورات عن شخصيات أعماله.. فمن وجهة نظرك مَن مِن الفنانات أقرب إلى تجسيد أدوار بطلات رواية "بنات الباشا"؟

كنت أرى الفنانة رانيا يوسف فى دور "جيجي" والفنانة نيلى كريم فى دور "منى أو زينب"، وأيضًا الفنانة منة شلبى، وهناك مجموعة من الفنانات لدينا يؤدين أدوارا رائعة فى الأعمال التى تكرس لمناقشة قضايا المرأة.
أتمنى أن تشارك إحداهن فى العمل، أيضًا أتمنى أن يشارك فى العمل وجوه جديدة، خصوصا أن العمل يضم 10 شخصيات تتفاوت أعمارهن وتختلف شخصياتهن.

 

- الجوائز عادة ما تمنح الكاتب إحساسا بالفخر.. فمن وجهة نظرك ما الذى يضيفه تحويل الأعمال الروائية إلى أعمال سينمائية ودرامية؟ وهل هى أقصى مراتب النجاح بالنسبة للكاتب؟

ليس هناك ما يسمى أقصى مراتب النجاح عند الكاتب، فإذا وجدت سيتوقف عن الكتابة تماما، والنجاح بالنسبة لى أن أقدم رواية حلوة، فلا الحصول على جوائز أو تجسيد العمل بشكل مرئى هو المقصد والمسعى، ولكن فعل الكتابة نفسه إلى أن أموت هو الهدف والنجاح.
والحصول على جوائز هو إحساس بالفخر والسعادة ويشجعنا على الاستمرار، أيضًا تجسيد الأعمال سينمائيا هى خطوة مهمة لأن السينما أحد الفنون الخالدة ويشاهدها ملايين الناس.

- "طنطا" هى مسرح أعمالك الروائية.. فما قيمة المكان عند المبدع، وهل يعد ركنا أساسيا فى العملية الإبداعية؟ وهل تقع نورا ناجى أسيرة فى حب بلدتها؟

أحب أن أكتب عن طنطا فأنا أحفظها وتلهمنى، فبها مزيج بين الكلاسيكية والحداثة والتحفظ بين البلد الصغيرة والانفتاح المصاحب للعواصم والمدن، وأرتاح كثيرًا وأنا أكتب فيها، وطنطا بالنسبة لى المنطقة المريحة وبالفعل أنا "واقعة فى حب طنطا".

 

- معروف عنك توحدك مع شخصيات أعمالك.. ألا تخشى أن توصفى بالجنون خصوصا مع اعترافك من قبل أنك ذهبت إلى طبيب نفسى؟

لا أعتقد أن هذا جنون، ومعظم المبدعين والفنانين يذهبون لأطباء نفسيين والبعض منهم يخجل أن يصرح بذلك، فالأديب وهو يكتب لا بد أن يتقمص شخصيات عمله ويكون فاهم أدق تفاصيلها ويحفظها حتى يعرف كيف يكتب عنها وكأنه هو، وأذهب لطبيب نفسى ليس للعلاج من الانفصام ولكن من الاكتئاب والقلق بعد الانتهاء من الكتابة، فالفنان والمبدع عادة ما تتأثر روحه بالأعمال التى يقدمها، وفى النهاية " الفنون جنون".

 

- إلى أي مدى تؤثر منصات التواصل الاجتماعى على الكاتب؟ وهل هى مؤشر حقيقى على نجاحه؟

الآن نستطيع القول إن منصات التواصل الاجتماعى مثل «فيسبوك» مهم جدا، خصوصا مع تطور العصر الرقمى، فالحياة الآن كلها على منصات التواصل، ولها تأثير كبير فى المجتمع، فقد أصبحت مؤشرا مهما لما يجرى فى الواقع وانعكاسه، وبالطبع هذه المنصات مؤشر للنجاح.

- كيف تتعاملين مع النقد حتى وإن كان لاذعا؟

أتعامل مع النقد بكل أريحية إذا كان نقدا بناءً ومحترمًا، وينتقد أعمالى الروائية، ولكن هناك أناس لا تفصل بين الاثنين، فينتقد شخص الكاتب نفسه، دون دراية أن حياته الشخصية منفصلة تماما، وأقبل كل الملاحظات الإيجابية والسلبية لأنها ستدفعنى للتطور.


-وأخيرا.. ما هو مشروعك القادم؟

أعمل على فكرة كتاب جديد، وأتمنى أن أنتهى منه خلال عامين.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو" 
 

الجريدة الرسمية