الشواكيش!
كنا صغارا نتابع مباريات ومنافسات كرة القدم ونسمع كل حين لفظ الشواكيش، وكان من نصيب نادي الترسانة! ثم نتوقف عند نادي الترسانة نفسه لنسأل عن سبب الاسم وماذا يعني؟ هل هي من تروس الآلات؟!
قبل أن تنتهي الأسئلة ونتوصل لإجابات عنها يكون التلفزيون المصري قد ذهب إلى ستاد المحلة لنقل مباراة لفريق غزل المحلة مع الأهلي أو الزمالك.. فنسأل في داخلنا عن ماذا يعني غزل المحلة؟ وهل يختلف عن أي غزل آخر؟
وقبل أن نتوصل لإجابة نرى في خلفية الملعب الأسطوانات الخرسانية العملاقة كجزء من تصميم مصانع الغزل العملاقة هناك. ولم تزل أحد علامات الملعب بل والمحلة كلها.. وقد كانت العاصمة السابقة لمحافظة الغربية!
ثم نسأل في مباراة أخرى السؤال الأصعب: يعني إيه نادي الكروم؟ وقد ذاع صيته بعد تألق نجمه أيمن شوقي وتصدره هدافي الدوري ثم انتقاله إلى الأهلي.. ومع ذلك بقي السؤال: يعني إيه نادي الكروم؟!
ثم نكبر لنعرف.. وقد صارت المعرفة جزء من حياتنا والمعلومات في القلب منها..
الشواكيش مصطلح يطلق على لاعبي الترسانة لجديتهم وصلابتهم في الملعب، والترسانة فريق للشركة المصرية للأشغال التي أسست لخدمة وزارة الري.. والغزل فريق يتبع شركة الغزل بالمحلة الكبري أما الكروم فليس إسما أجنبيا كما قرأناه بالحروف اللاتينية..
إنما نادي رياضي يتبع شركة الكروم المصرية للتقطير.. الكروم هو العنب وحتي ذلك تأسست له شركة عام 1964 في سنوات التصنيع الكبير.. أما النادي فتأسس بعد ذلك بسنوات عام 1972 بعد أن كبرت الشركة وربحت وتوسعت -ووصل النادي إلى الدوري العام نهاية السبعينيات ثم ظهر أيمن شوقي بعد ذلك بسنوات- وقبل ان يخرج علينا من يقول إن الكروم حرام!
السؤال: فتي أو صبي مثلي -وقتئذ- عندما يحاط بأجواء عن الجدية والعمل والعمال والشغل والشغيلة والصناعة والتصنيع والمنافسة والصعود.. كيف ستكون تركيبته وحالته وانتمائه!
فتيان اليوم.. كيف سيكونوا ولا يعرفون إلا شاكوش واحد بعد أن يصر المذيع إياه في القناة إياها علي تصدير هذه النماذج بتلك المشاكل وبما فيها من ألفاظ ونوعية الخلافات وتفاصيل مخجلة وبإصرار عجيب؟! أي صدفة في الأمر؟ أم لسنا في زمن الصدف من الأساس؟!
