رئيس التحرير
عصام كامل

سر ترهل حركة النهضة التونسية بعد سجن راشد الغنوشي

راشد الغنوشي، فيتو
راشد الغنوشي، فيتو

تتعرض حركة النهضة ـ ذراع الإخوان ـ في تونس إلى صعوبات لم تعرفها في تاريخها، وخاصة بعد سجن راشد الغنوشي مؤسس الحركة على خلفية قضايا فساد وإرهاب وعدد من القضايا الأخرى، وبعد قرار حبسه جرى إصدار قرار آخر بمنع أي اجتماعات داخل مقار النهضة ما أصاب الحركة بأزمة طاحنة أدى إلى تراجعها الشديد على جميع المستويات. 

 

الشارع التونسي يعادي حركة النهضة من 2019 

تقول رحاب الزيادي، الباحثة في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن حركة النهضة الإخوانية منذ مشاركتها في انتخابات 2019 بدأت تتضح حالة من السخط المجتمعي تجاهها، بالإضافة إلى تراجعها على مستوى الممارسات السياسية في البرلمان، كما تفاقمت مؤشرات تراجع الحركة.

 

فشل زرع أسس المشروع الإخواني في تونس 

وأوضحت الزيادي أن النهضة فشل في تكريس المشروع الإخواني، إذ حاول راشد الغنوشي خلال فترة رئاسة خلال فترة رئاسة البرلمان إقحام تونس في شتى الصراعات، وإدخالها في المحاور الإقليمية، بما يخالف مواقف الدولة التونسية وبما يتجاوز دوره كرئيس للبرلمان.

 

وتابعت: خلال رئاسة راشد الغنوشي للبرلمان ما بعد الانتخابات في 2019 شهدت الساحة البرلمانية حالة من التشرذم وضعف الأداء، واتسم الوضع خلال فترة رئاسته بالفوضى وفقدان الثقة في أعضاء الحركة، إلى أن اتخذ الرئيس التونسي قيس سعيد تدابير استثنائية في 25 يوليو 2021 كان بدايتها تجميد عمل البرلمان ثم حله لاحقًا. 

 

أزمات داخلية طاحنة في حركة النهضة التونسية 

وأضافت: على المستوى الداخلي، عانت الحركة من أزمات وعدم رضا من قبل القطاعات الشبابية عن أداء قادة الحركة؛ إذ وقع حوالي 130 شابًا بيان في يوليو 2021 اتهموا فيه قادة الحزب بالفشل والتقصير، وعبروا عن ضرورة تغليب المصلحة الوطنية التونسية على الحسابات الضيقة لقادة الحركة، لكن لم يلق هذا البيان قبولًا من قبل الغنوشي. 

 

انشقاقات غير مسبوقة في حركة النهضة بسبب سياسات الغنوشي 

وتابعت: تزايدت الانشقاقات خلال فترة الغنوشي باعتباره مسؤولا عما آلت إليه الأوضاع وعدم الرضا على النهج السلطوي الذي اتبعه خلال إدارة الحركة، وتراجع شعبيتها نتيجة القرارات السياسية الخاطئة، لذلك تأجل وقتها عقد المؤتمر الحادي عشر في نهاية 2021، ورفض العديد من الأعضاء ترشح الغنوشي لولاية ثالثة كرئيس للحركة نتيجة انفراده بالقرار، وعدم التداول الديمقراطى لمنصب رئيس الحركة وتمسكهم بالنظام الأساسي واللوائح التي تنص على “عدم ترشح رئيس الحركة لأكثر من دورتين”.

 

وأشارت الباحثة إلى أن عدد الاستقالات في صفوف الحركة بلغ نحو 131 قياديًا وعضوًا في حركة النهضة 2021 أبرزهم محمد النوري القيادي بالحركة وعضو مجلس الشورى العام، وعبد للطيف المكي، وسمير ديلو، ومحمد بن سالم، وتوفيق السعيدي، وعدد من أعضاء مجلس النواب المجمد.

 

كما استقال عدد من أعضاء المجلس الوطني التأسيسي مثل آمال عزوز، ونائب رئيس الحركة عبد الفتاح مورو وعبد الحميد الجلاصي والأمين العام في الحركة زياد العذارى وكل من رياض الشعيبي وزبير الشهودي بما كان يؤشر على حالة الهشاشة الداخلية داخل الحركة والتصدع الذى تشهده النهضة.

 

كواليس الجهاز السري لـ حركة النهضة في تونس 

واستكملت الباحثة: تورط حركة النهضة ورئيسها راشد الغنوشي في قضايا أمنية عبر عدد من أعضائها وقاداتها من بينها اتهام الحركة بتأسيس جهاز سرى يشرف على قضايا الاغتيالات لشخصيات سياسية مثل اغتيال الناشطين شكري بلعيد ومحمد البراهمي؛ بالإضافة إلى اتهام أعضاء الحركة بتسفير الشباب إلى بؤر التوتر في كل من ليبيا والعراق وسوريا. 

 

وتابعت: يُعد قرار إيقاف الغنوشي مختلف هذه المرة، إذ كان متورطًا في عدد من القضايا مثل الفساد المالي وتبيض الأموال وتسفير الشباب ودعم الإرهاب.

 

واختتمت الباحثة موضحة أنه في ضوء المؤشرات السابق ذكرها، وبتتبع مسار الحركة التاريخي يمكن الإشارة إلى مسارين محتملين، الأول تقويض نشاط الحركة فقط من قبل الإجراءات التي تتخذها السلطات التونسية والثاني إصدار قرار الحل نهائيا. 

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية