هل يتعارض تحقيق فائض أولي في الموازنة مع زيادة معدل الديون؟ خبير يجيب

قال أحمد مصطفي الخبير الإقتصادي، إن الدين الحكومى، أو دين أجهزة الموازنة العامة، هو المكون الأعلي فى رصيد الدين العام، حيث بلغ رصيد هذا الدين ما يوازي  6.9 تريليون جنيه، بنسبة بلغت 87.2% من الناتج المحلى الإجمالى وذلك فى يونيو من عام  2022، في ظل انتهاج وزارة المالية خطة إستراتيجية للنزول بمستوى هذا الدين إلى نحو ما يوازي نسبة 79% من الناتج المحلى الإجمالى، وذلك بحلول عام 2027، وذلك من خلال استهداف تحقيق فائض أولى سنوى بالموازنة العامة تصل قيمتُه إلي تقريبًا 2% من الناتج المحلى الإجمالى.

اقترن تحقيق الفائض الأولي بزيادة مطردة فى قيمة الدين

 وأضاف مصطفى في تصريح خاص لـ"فيتو" أن الموازنة العامة حققت بالفعل  فائضًا أوليًا على مدار الست سنوات  الأخيرة، ولكن لم يصل إلى النسبة المستهدفة في خطة المالية، وعلي الرغم من أن الفائض الأولى الذى حققته الموازنة العامة مؤشر علي نمو الاقتصاد المصري، إلا أنه لم يكُن كافيًا للحفاظ على استدامه الدين الحكومى، حيث اقترن تحقيق هذا الفائض بزيادة مطردة فى قيمة هذا الدين ونسبته للناتج المحلى الإجمالى نتيجة ارتفاع تكلفة الاقتراض ومدفوعات فوائد الدين.

وأشار إلى أن ذلك جاء فضلًا عن التزايد الكبير فى العمليات المالية، التى تؤدى إلى زيادة تراكم الدين الحكومى دون التأثير على العجز السنوى للموازنة، كما اقترنت الزيادة فى حجم الدين الحكومى وفى نسبته للناتج المحلى الإجمالى بتحول مهم فى هيكل هذا الدين، حيث ارتفع النصيب النسبى للدين الحكومى الخارجى من 17.7% من رصيد الدين الحكومى فى يونيو 2018 إلى 19.2% فى يونيو 2022، ومن المتوقع أن يصل إلى 22.4% من رصيد الدين الحكومى فى يونيو 2023.

وألمح إلى أن تزايد النصيب النسبى للدين الخارجى فى هيكل الدين الحكومى على هذا النحو يرفع حجم المخاطر المالية،وتهديدات الاستدامة التى تواجه هذا الدين، خاصة فى ظل عدم استقرار سعر الصرف للعملة الوطنية.

وتابع: أسفر التوسع الكبير فى الاقتراض الحكومى عن تخطى هذا الاقتراض، للمرة الأولى فى تاريخ الموازنة المصرية، حجم الإيرادات العامة، وهو الأمر الذى يمكن أن يترتب عليه العديد من التداعيات والآثار الاقتصادية والاجتماعية، وعلى رأسها استمرار تصاعد الموجات التضخمية المتواترة والتى يتعرض لها الاقتصاد المصرى منذ بداية عام 2022، وما يترتب على ذلك من آثار اقتصادية واجتماعية كبيرة، خاصة على الطبقات محدودة الدخل، وبما يلقى بمزيد من الأعباء على الموازنة العامة لزيادة برامج الدعم والحماية لتلك الطبقات.

وأكد أن الضغوط علي القطاع الخاص خلال الفترة الماضية أسفرت عن تراجع كبير فى نصيب هذا القطاع من حجم الائتمان المحلى من 42.1% فى عام 2010 إلى 21.8% فقط فى سبتمبر من عام 2022 مما أدي إلى إلي تراجع كبير فى حجم أعماله و أنشطته والاستثمارات التى يقوم بها، حيث تراجع النصيب النسبى للقطاع الخاص من الاستثمارات الكلية المنفذة ليصل إلى 26.2% فقط فى العام المالى 2021/2022 فى مقابل 62.4% من إجمالى الاستثمارات الكلية فى العام المالى 2011/2012.تزايد حجم الدين الحكومى

وأشار إلى أنهُ مع تزايد حجم الدين الحكومى على النحو المتوقع حدوثه فى العام المالى الحالى 2022/2023 والأعوام المُقبلة سيؤدي إلي تقليص حجم الاستثمارات العامة،وفى ظل التراجع  لاستثمارات القطاع الخاص والتى من المعتقد تقديريًا  أن تستمر فى الانخفاض لتصل إلى 21.4% من إجمالى الاستثمارات الكلية فى خطة العام المالي 2022/2023 إلى نقص غير مسبوق فى حجم الاستثمارات الكلية المنفذة وبما يقوض مسار النمو الاقتصادى الشامل والمستدام، وبشكل ستكون له تداعيات غير مسبوقة وآثار سلبية ممتدة على استدامة الدين العام، بشقيه الحكومى وغير الحكومى.

وأكد الخبير الاقتصادي على أهمية اتخاذ عدد من الإجراءات اللازمة للحفاظ على استدامة الدين الحكومى وتخفيضه إلى المستوى المطلوب منها  تعزيز مسار النمو الاقتصادى المستدام، باعتباره الركيزة الأساسية للحفاظ على استدامة الدين العام، بشقيه الحكومى وغير الحكومى، وتحسين كفاءة أطر حوكمة الدين العام بشقيه الحكومى وغير الحكومى، وتبنى حزمة من الإجراءات المؤسسية اللازمة لتحقيق الانضباط المالى ورفع كفاءة الإنفاق العام، واستكمال جهود الإصلاح والتطوير التى تبنتها الحكومة لرفع كفاءة منظومة الضرائب المصرية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.